بعد الإقصاء المُذل للمنتخب الوطني الجزائري للأواسط من الدور الأول في نهائيات كأس الأمم الإفريقية لفئة أقل من 20 عاماً التي تجرى حالياً ببلادنا وفشله في التأهل إلى مونديال تركيا بعد 34 عاماً من الانتظار عقب آخر مشاركة جزائرية في كأس العالم للشبان. لاشك أن مهازل الكرة الجزائرية ستتواصل عما قريب وسيكون أبطالها هذه المرة منتخب الخضر الأولمبي لأقل من 23 عاماً على اعتبار أن المنتخب غير موجود أصلاً فضلاً عن شغور منصب المدرب منذ الإقصاء من تصفيات أولمبياد “لندن” في الدورة التي جرت وقائعها بالمغرب. ليبقى على السيد “محمد روراوة” رئيس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم تحمل مسؤولياته من الآن تحسباً لأي انتكاسة أخرى قد تطال كرة القدم الجزائرية. الرجل القوي بمبنى دالي براهيم عليه الإسراع في تعيين اسم المدرب الذي سيقود الأولمبيّين خلال الاستحقاقات القادمة بالنظر إلى عامل الوقت الذي لا يخدم التشكيلة الوطنية بما أن التصفيات الخاصة بهذه الفئة ستنطلق العام القادم وبالتالي وجب العمل من الآن. للتذكير، وكما سبق وأن أشرنا إليه في عدد أمس، فإن “حمزة سرار” مساعد مدرب أواسط الخضر المستقيل “جون مارك نوبيلو” يبقى الأوفر حظاً لقيادة منتخب الآمال بالنظر إلى تكوينه العالي وعمله في الفئات الشبانية كفريق واست هام بالإضافة إلى تشارلتون أتليتيك الذي يتواجد معه حالياً. عدة أخطاء وقع فيها “نوبيلو” وجب عدم تكرارها من أجل تفادي سيناريو الأواسط من دون شك، فإن الطاقم الفني الذي سيكون له شرف قيادة المنتخب الوطني لأقل من 23 عاماً سيكون مطالباً بعدم الوقوع من جديد في نفس الأخطاء التي وقع فيها الفرنسي “جون مارك نوبيلو” الذي يعتبر في نظر الكثيرين مهندس مهزلة أواسط الخضر خلال هذا العرس الإفريقي بالجزائر دون منازع، وذلك بالنظر إلى عديد القرارات غير المفهومة التي اتخذها منذ تعيينه على رأس هذا المنتخب الشاب. ورغم أن الكل يعلم بأن كرة القدم الجزائرية تعاني ولابد من العودة إلى سياسة تكوين الشبان من أجل النهوض بها مرة والوصول إلى مصاف الكبار. إلا أن التقني الفرنسي يتحمل جزءاً كبيراً من خياراته التكتيكية فضلاً عن استعانته بخدمات بعض اللاعبين المغتربين الذين لم يظهروا بالمستوى المطلوب ولعل الاستثناء الوحيد هو الحارس طورش الذي يلعب لنادي “ليون دو لادوشير” الفرنسي رغم قصر قامته إلا أنه أظهر استعدادات طيبة وأنقذ مرماه من أهداف محققة. الاتحادية الجزائرية من جهتها عليها برمجة مباريات ودية أمام منتخبات إفريقية وأوروبية قوية من أجل تعويد اللاعبين على مثل هذا المستوى العالي عوض اللعب في كل مرة أمام فرق الهواة كما حصل مؤخراً مع منتخب الأواسط الذي كان يلعب أمام أندية أمل مغنية وأمل بوسعادة وغيرها، وهو الشيء الذي جعل اللاعبين يجدون صعوبات كبيرة أمام لاعبي القارة “السمراء”. مدرب آمال الخضر مطالب باختيار أفضل العناصر الموجودة في الجزائر والخارج الطاقم الفني الجديد سيكون مطالباً أيضاً باتباع سياسة عمل واضحة منذ البداية تحسباً لهذه التصفيات التي ستتسم دون أي شك بالصعوبة الشديدة على اعتبار أن المنتخب الوطني الجزائري سيلاقي خلالها أقوى منتخبات القارة السمراء، وهو الشيء الذي سيجبر المدرب الوطني على اختيار أفضل اللاعبين الجزائريين سواء كانوا ينشطون في الجزائر أو في مختلف بطولات القارة العجوز، ليتفادى سيناريو مدرب الأواسط الذي اعتمد على عناصر محدودة المستوى وهو ما ظهر جلياً خلال كأس إفريقيا. وتوجد العديد من العناصر المميزة القادرة على تقديم الكثير للمنتخب الأولمبي في صورة كل من سفيان بن يمينة مهاجم نادي شتوتغارت الألماني، بالإضافة إلى الظهير الأيسر جمال إيبوزيدان خريج مركز تكوين نادي بارادو والمحترف حالياً في فريق أف. سي. باريس الفرنسي، وجهاد فريتي المدافع الأيمن في شبان نادي ميلان الإيطالي، ومهدي عبيد متوسط الميدان الدفاعي لفريق سان جونستون الأسكتلندي، محمد بن شعيرة وسط ميدان نادي مولودية باتنة، رشيد غزال لاعب أولمبيك ليون الفرنسي، بن عمر ملال المهاجم الواعد لوفاق سطيف، نبيل بن طالب لاعب فريق توتنهام هوتسبير الإنجليزي، جمال زيان هداف رديف إينرجي كوتبوس الألماني، فرحات زين الدين لاعب اتحاد العاصمة، عادل قفايتي مدافع نوريتش الإنجليزي وأسماء أخرى…