لا يخفى على أحد أنه ومع قدوم الناخب الوطني الحالي وحيد حاليلوزيتش، صار المنتخب الوطني يتوفر على عدة أسماء تنشط في أقوى الأندية وضمن كل المراكز ، حاليلوزيتش استفاد من حنكة رئيس الاتحاد محمد روراوة وكذلك من قوانين الفيفا ليجذب إلى المجموعة عدة أسماء كبيرة وشابة تلعب في كل الخطوط ، لكن البارز في المنتخب الحالي بالإضافة إلى ثراء التشكيلة هو توفر كم كبير جدا من المهاجمين الأقوياء ، وهو ما لم يتوفر منذ وقت طويل وظهر العجز في هذا الخط جليا مع الناخب الوطني السابق رابح سعدان الذي لم يكن يتوفر إلا على ثلاثة أسماء فقط. مهاجمو المنتخب سجلوا 55 هدفا مع نواديهم هذا الموسم ما يعكس قوة الهجوم في عهد الناخب الوطني وحيد حاليلوزيتش ليس فقط الأهداف الكثيرة التي تسجلها الجزائر في مرمى الخصوم بل حصيلة مهاجمينا مع أنديتهم أيضا ، فلاعبو الخضر الخمسة ( على اعتبار ما سيكون في جوان ) وهم سليماني ، سوداني ، جبور ، غيلاس والوافد الجديد بلفوضيل سجلوا لحد الآن 55 هدفا في أنديتهم في المنافسات المحلية، وهو رقم مرتفع جدا عطلته الإصابات التي تلقاها لاعبونا وبعض قرارات مدربيهم غير المفهومة، وإلا لكانت الحصيلة سترتفع أكثر وأكثر. جبور الأحسن ب21 هدفا لكن ذلك لم ينعكس على أدائه في المنتخب بإلقاء نظرة تفصيلية بشأن حصيلة كل لاعب على حدة، نجد أن لاعب أولمبياكوس هو الأحسن على الإطلاق في فريقه، حيث سجل لحد الآن وقبل جولتين من نهاية الدوري اليوناني عشرين هدفا، يضاف إليهم هدف سجله في الكأس المحلية ليكون رصيده العام 21 هدفا ، وهو رقم كبير جدا لكنه لا يعكس تماما وضع اللاعب في المنتخب، حيث يعتبر من بين اللاعبين الأسوأ ، فجبور لم يسجل هذا الموسم أي هدف وسجل الموسم الماضي هدفا واحدا كان ضد النيجر و في لقاء ودي. سوداني الأسوأ محليا لكنه عوض ذلك دوليا على النقيض تماما من جبور، يعتبر سوداني الأسوأ محليا، حيث لم يسجل إلا ستة أهداف فقط في ناديه هذا الموسم وهو رقم صغير جدا بالنسبة لهداف بمستوى هلال ، وليكمل لاعب الشلف صورة التناقض مع زميله جبور، فهو يعتبر الأحسن على الإطلاق هذا الموسم مع المنتخب الوطني، حيث سجل ثلاثة أهداف منذ سبتمبر الماضي ضد كل من ليبيا ذهابا وإيابا و ضد كوت ديفوار في “الكان” الأخير ، إذًا سوداني الأضعف رقما لكن الأضعف فعليا هو سليماني الذي سجل لحد الآن تسعة أهداف مع فريقه، أربعة في الدوري المحلي ، ثلاثة في الكأس وهدفان في الكأس العربية وهي منافسات ضعيفة جدا ولا ترقى لمستوى الدوري البرتغالي. غيلاس و بلفوضيل قادمان ويهددان عرش البقية الثلاثي السابق الذكر، هو الثلاثي الأكثر مشاركة مع المنتخب في العام الحالي، مع أفضيلة واضحة لسوداني وسليماني ، لكن المعايير قد تتغير مع قدوم الثنائي غيلاس وبلفوضيل اللذين يقدمان مستوى كبيرا جدا مع نادييهما البرتغالي موريرنس والإيطالي بارما على التوالي ، غيلاس يعتبر ثاني مهاجم جزائري في أوروبا برصيد 12 هدفا هذا الموسم، في حين سجل بلفوضيل سبعة أهداف في أكثر دوريات العالم قوة ،وعليه فإن الثنائي الشاب سيكون ورقة رابحة في يد الناخب الوطني الذي قد يستعين بهما قريبا وقريبا جدا. المنافسة في صالح المنتخب وحاليلو سيكون مضطرا للتضحية الأسماء الخمسة السابقة الذكر والأسماء المرتقب قدومها للخضر سواء من البطولة المحلية أو من مختلف الدوريات الأوروبية، ستشكل دفعا قويا لكل لاعب على حدة، لتقديم الأفضل قصد التواجد ضمن المجموعة ،وسيكون التنافس بين كل لاعبي الهجوم من دون شك في صالح المنتخب الوطني أولا وأخيرا لأن الناخب الوطني سيختار الأفضل دائما، كما سيكون أمام حتمية إهمال بعض الأسماء على حساب الأخرى ، والتقني البوسني سيكون مضطرا لاختيار أربعة أسماء أو خمسة على الأكثر وهو ما سيشكل تحديا كبيرا بالنسبة له . والي ، الأخوان غزال و بن زية في الطريق الأسماء المتواجدة كما أشرنا سابقا ليست الأسماء الوحيدة المتواجدة على الساحة، فمن دون احتساب الأسماء المحلية التي شاركت في سابق التربصات من أمثال عودية و بولمدايس، هناك أسماء قادمة بقوة في الدوريات الأوروبية على غرار إيدير والي لاعب دريسدن الألماني، الأخوان غزال ومهاجم ليون ياسين بن زية ، هذا الأخير كما كنا قد انفردنا به في وقت سابق، ربط اتصالات مع الاتحادية الجزائري وربما سيكون اسما جديدا في هجوم المنتخب ،تلك وفرة من المهاجمين الأقوياء ربما لم تتوفر منذ زمن طويل ستكون في صالح المنتخب على أمل أن يترجم تألقهم في أنديتهم في صالح المنتخب ونرى الجزائر لثاني مرة على التوالي في المونديال.