فاز روبرتو مانشيني بقلوب مشجعي مانشستر سيتي بالألقاب والحس الفكاهي والوشاح المعقود بأناقة لكن بعض اللاعبين ربما لن يفتقدوا أسلوب التدريب القاسي للمدرب الإيطالي الذي تمت إقالته. وأصبحت أخيرا التكهنات الإعلامية بأن مدرب سيتي ستتم إقالته بعد ثلاثة أعوام ونصف العام مع الفريق حقيقة يوم الاثنين حين اعلن النادي إعفاء مانشيني من واجباته. وبعد عام بالضبط من احتفاله بالقفز في الهواء بهدف سيرجيو اغويرو في الثواني الأخيرة الذي انتزع لفريقه أول لقب في الدوري منذ 44 عاما من مانشستر يونايتد بفارق الأهداف سيترك مانشيني منصبه قبل مباراتين على نهاية الموسم. وسيفتقد المشجعون الذين غنوا "جاء من إيطاليا ليدرب مانشستر سيتي.. مانشيني.. مانشيني" المدرب متقلب المزاج الذي وضع حدا لغياب عن الألقاب استمر 35 عاما عندما قاد سيتي لإحراز لقب كأس الاتحاد الإنكليزي عام 2011. وأصبح مانشيني شخصية محبوبة لدى جماهير سيتي بفضل أشياء من إيماءاته العنيفة خارج الخطوط إلى احتفاله الشرس بالأهداف المتناقض مع ملابسه الأنيقة والنظيفة. ومع ذلك أشار بيان النادي الذي أعلن رحيله الى الحاجة "لتطوير نظام شامل لكل جوانب كرة القدم في النادي" وهو ربما يشير إلى الجوانب الخلافية للوقت الذي أمضاه مانشيني في سيتي. ولم يكن مانشيني من الذين يتراجعون عن انتقاد من يرى أنهم أصحاب مسؤولية الإخفاق ولا يوجد عنده مشكلة في أن يوبخ لاعبيه علنا بعد العروض الضعيفة. وقال ذات مرة "يجب أن يظل جو هارت في المرمى ليتصدى للهجمات. إذا كان هناك أي شخص يجب أن ينتقد الفريق فهو أنا.. وليس جو هارت. أنا الحكم وليس جو هارت." وكثيرا ما كانت هناك تقارير في وسائل الإعلام حول وجود اضطرابات في الفريق بعد هجوم مانشيني على عدة لاعبين. وقال المدرب الإيطالي عن سمير نصري في نهاية مارس/آذار "أرغب في توجيه لكمة إليه، لأن لاعبا مثله يجب أن يلعب مثلما فعل اليوم. دائما.. في كل مباراة." وانتقد مانشيني قائد الفريق فينسن كومباني بسبب اختياره اللعب مع منتخب بلجيكا بعد قليل من تعافيه من إصابة في ربلة الساق بينما أبلغ ميكا ريتشاردز بأن بوسعه البقاء على مقاعد البدلاء إذا لم يستطع التأقلم على أساليبه الخططية التي وجه إليها اللاعب انتقادات. ونال مانشيني إشادة على نطاق واسع لأسلوبه في التعامل مع أكبر مشكلة واجهته مع كارلوس تيفيز عام 2011 بعدما رفض المهاجم الأرجنتيني إجراء الإحماء خلال مباراة أمام بايرن ميونيخ في دوري أبطال أوروبا. وأبلغ المدرب الإيطالي تيفيز بأنه لن يلعب للنادي مرة أخرى وتم تغريم المهاجم وإيقافه عقب عودته إلى بلاده بدون إذن، وعاد اللاعب الأرجنتيني في النهاية للفريق. وكان اليكس فيرغسون مدرب يونايتد ضمن الذين قالوا إن مانشيني يستحق الثناء على الطريقة التي تعامل بها مع الموقف لكن المنتقدين قد يجادلون بأن مدربا مثل فيرغسون لم يكن ليترك هذا الموقف يحدث مطلقا في الأصل. وكانت علاقته المضطربة الأخرى – التي اجتذبت عناوين الصحف – مع المهاجم ماريو بالوتيللي. ومع التأرجح بين سلوك أب متسامح تجاه بالوتيللي متقلب المزاج وشخص صبره نفد فقد مانشيني الأمل في محاولة تقويم المهاجم الإيطالي عندما باعه النادي إلى ميلان في يناير/كانون الثاني. وحتى إدارة سيتي لم تسلم من لسان مانشيني الذي انتقد النادي الأسبوع الماضي بسبب عدم تعاملهم مع الشائعات المحيطة بمستقبله. ورغم هذه الأزمات كثيرا ما أظهر مانشيني حسا فكاهيا حتى خلال اصعب المواقف. وقال ساخرا عندما سجل تيفيز ثلاثية بعد أن احتجزته الشرطة بسبب مشكلة تتعلق برخصة القيادة "كان هناك تأثير لذلك عليه.. أتمنى أن توقفه الشرطة كل يوم." وفي مؤتمر صحفي ارتدى مانشيني قناعا يصور مساعده ديفيد بلات وألقى بالعديد من الدعابات حول اضطراره للرد على اسئلة تتعلق بتيفيز أو بالوتيللي كل أسبوع. وتحسنت لغته الإنجليزية بالتدريج رغم أنه كان يتحدث دائما عبر مترجم بجواره لكنه اعتاد على تكرار العبارات نفسها مهما كان الحدث. ومن ضمن أكثر تعبيراته المعتادة "الموقف صعب… الأمر مهم… الأمر عادي… أي شيء من الممكن أن يحدث." وهذه هي الكلمات التي ربما تلخص على نحو مثالي الوقت الذي قضاه في سيتي.