ككل مرة تطل جريدة "الخبر الرياضي" على قرائها الأوفياء، بحوارات جريئة مطولة، وها هي اليوم تسلط الضوء على اللاعب السابق لاتحاد الحراش حمزة ڤسوم الذي فتح قلبه لنا، وتحدث عن عدة أمور تخص مسيرته الكروية، كما تطرق للأسباب التي جعلته يغادر "الصفراء" وأيضا الجحيم الذي عاشه مع الرئيس البليدي زعيم، وهناك حقائق يذكرها "لويس فيغو" الحراش في هذا الحوار لأول مرة. بداية حمزة هل لك أن تعرف نفسك للجمهور الرياضي الكريم؟ حمزة ڤسوم من مواليد 10 نوفمبر 1982 بالحراش، لاعب كرة قدم، سبق لي اللعب في كل من اتحاد الحراش، غالي معسكر، أهلي برج بوعريريج، اتحاد البليدة، مولودية المخادمة ومؤخرا رائد القبة. كيف كانت بداية مسيرتك الكروية؟ بدايتي كانت في اتحاد الحراش، بحيث لعبت في "الصفراء" في كل الفئات الشبانية إلى غاية الأكابر، حيث عندما كنت مع الأشبال قام مدير الفئات الشبانية بترقيتي للتدرب مع الفريق الأول رفقة يونس، عبدوني وآخرين، ما كان بمثابة شرف كبير لنا خاصة أن الفريق كان يضم العديد من الأسماء الكبيرة على غرار لونيسي، بن شيخة وهذا تحت إشراف المدرب جواد. متى كان أول استدعاء لك رفقة الفريق الأول؟ حدث هذا لما كان الفريق في القسم الثاني، حيث وجهت لي الدعوة على هامش مباراة في البطولة ضد عين مليلة بملعب المحمدية وهي المواجهة التي بقيت راسخة في ذهني إلى حد الآن، خاصة أنني ساهمت في الفوز بعدما تمكنت من الحصول على مخالفة نفذها راحم بطريقة جميلة. حمزة هل تتذكر أول منحة تحصلت عليها في مشوارك الكروي؟ (يصمت قليلا ثم يواصل)، كانت ضد بجاية أين تم منحنا مبلغ مليون سنتيم عندما كان الفريق ينشط في القسم الأول، في عهد المدرب عز الدين آيت جودي وكنت مازلت أنتمي لفئة الأواسط. من هو المدرب الذي منحك فرصة اللعب لأول مرة كأساسي رفقة الفريق الأول؟ رفقة آيت جودي دائما، والذي منحني فرصة المشاركة كأساسي في الداربي أمام اتحاد العاصمة بملعب الحراش كان يوما غير عادي بالنسبة لي، خاصة أنني لم أكن أنتظر المشاركة كأساسي في داربي عاصمي كبير، وعندما أعلن المدرب عن التشكيلة الأساسية، ومعها "لحمي تشوك"، والحمد للمولى فقد قدمت نصف ساعة في المستوى قبل أن أصاب في الكاحل لم أستطع المواصلة، لكن آيت جودي أصر عليّ أن أواصل، ومع نهاية المرحلة الأولى تم تبديلي لأنني لم أستطع المقاومة. ضيّعت فرصة لا تعوض بعدما تعرضت لإصابة في أول مشاركة كأساسي، أليس كذلك؟ تستطيع قول ذلك، لأنني دخلت بنية تقديم كل ما لدي من أجل إقناع الجميع، حيث لم يهمني كثيرا فوز الفريق، بقدر ما كنت أطمح لتقديم مباراة في المستوى وكسب ثقة المدرب والجمهور الحراشي، قبل أن تحرمني الإصابة من البرهنة على ما أملك من قدرات. ذلك الموسم عرف نهاية مأساوية بعد سقوط الفريق إلى القسم الثاني، كيف كان وقعه عليكم أنتم أبناء الحراش؟ صحيح، كانت نهاية موسم مؤسفة، خاصة أني لم أكن أتمنى أن تعرف بدايتي سقوط الفريق الذي أحبه، وكان وقعه كبيرا عليّ، بالنظر لأني كنت صغيرا في السن. بعد موسمين في القسم الثاني رفقة الحراش، حدثنا عن كيفية انتقالك إلى غالي معسكر، خاصة أن الكل كان ينتظر تجديدك في الحراش؟ صحيح، لكن سوء التفاهم مع الرئيس العايب كان هو سبب مغادرتي للحراش، بحيث قررت خوض تجربة جديدة بعيدا عن العاصمة، وكانت لي اتصالات يومية مع لخضر بلومي الذي عرض عليّ اللعب في الغالي الذي كان صعد حديثا إلى القسم الأول، وألح عليّ وشجعني على قبول العرض، حيث سارت المفاوضات في الطريق الصحيح وكللت بإمضائي في معسكر رغم العروض التي وصلتني وقتها، من نصر حسين داي وشباب بلوزداد، إلا أن بلومي أصر على التعاقد معي، فقبلت في الأخير. كيف سارت الأمور معك في معسكر، خاصة أنها تجربتك الأولى خارج العاصمة؟ كل الأمور كانت في المستوى، خاصة أن التشكيلة كانت تضم لاعبين جيدين على غرار عيسى بوراس بالإضافة لرضا عباسي، ياسين أمعوش وآخرين، وكانت نتائجنا في البطولة جيدة وحققنا العديد من النتائج الإيجابية خارج الديار، قبل أن تحدث بعض المشاكل المالية والتي ساهمت في مقاطعة العديد من اللاعبين وأثرت على الفريق ما جعلته ينزل إلى الدرجة الثانية. هل كنت من اللاعبين الذين قاطعوا بسبب أموالهم؟ أكيد، هل يعقل أن أتنقل من العاصمة لغاية معسكر للعب بالمجان، لقد طالبنا بحقوقنا لكن الإدارة لم تف بوعدها، ما جعلنا نقرر حمل حقائبنا والعودة إلى الديار، وحتى المدرب بوعبد الله أعطانا الحق وأكد أننا نستحق تلقي مستحقاتنا العالقة لأننا تعبنا عليها. هل أنت راض عن تجربتك الذي لم تدم طويلا في معسكر؟ صحيح أنني لم أعمر طويلا في معسكر، لكنني راض كل الرضا عما قدمته للغالي، بحيث شاركت في عدد كبير من اللقاءات، كما سجلت تسعة أهداف وكنت وراء أهداف عديدة، وأتشرف كثيرا بمروري على فريق عريق مثل الغالية. بعدها كانت لك تجربة قصيرة في البرج، لماذا فضّلت الأهلي على كل العروض التي وصلتك؟ اتصل بي رئيس البرج طباخي وأكد لي أنه يرغب في ضمي لفريقه، وأهم ما حفزني للتوقيع في البرج هو مشاركة الفريق في الكأس العربية في ذلك الموسم، بحيث أردت خوض تجربة جديدة وأكتشف منافسة أخرى أثري بها مشواري، وافقت على العرض وأمضيت في الأهلي. لكنك للمرة الثانية على التوالي لم تعمر طويلا، وغادرت بعد ستة أشهر فقط ، هل لك أن تقص لنا السبب؟ صحيح، قضيت ستة أشهر فقط في البرج، بعد بداية موفقة مع المدرب الروماني جيجيو، أين كنت من ركائز الفريق رغم صغر سني، لكن في ما بعد حدثت أمور غريبة، وصرت أجد نفسي في كرسي الاحتياط، ما أثر علي معنويا كثيرا في تلك الفترة، وحقيقة "هرب قلبي" من البرج، وطلبت من طباخي تسريحي لأنني لم أفهم سبب تهميشي فجأة. لتعود إلى الحراش مجددا بعد فراق دام موسمين، كيف كان ذلك؟ في فترة الانتقالات الشتوية، تلقيت اتصالا من قبل إدارة اتحاد الحراش، عن طريق لفقي، الذي طلب مني العودة للفريق بالإضافة للمدرب بيرة، قبلت العرض، خاصة أنني رغبت في العودة إلى العاصمة والفريق الذي أعرفه جيدا، على الرغم من تواجد "الصفراء" في القسم الثاني إلا أنني لم أمانع في العودة لبعث مشواري من جديد. لكنك تمكنت من الثأر من أهلي البرج بعدما تمكنت من إقصائه في الكأس وأنت تحمل ألوان الحراش؟ صحيح، لكن لا يسمى ثأرا، لأني أعتز بمروري على أهلي برج بوعريريج، بحيث بعد عشرة أيام على إمضائي في الاتحاد واجهنا البرج في الكأس بملعب البويرة، وتمكنت من تسجيل ثنائية قبل أن نقصى بعدها بضربات الجزاء وكانت ذكرى جميلة وبمثابة البداية الموفقة رفقة الحراش كما ضيّعنا الصعود بفارق نقطة عن جمعية وهران. بعد موسمين عجاف بدون تحقيق الصعود، تمكنتم من تحقيقه في ما بعد هل لك أن تحدثنا عن مشواركم في ذلك الموسم؟ أجل ضيّعنا الصعود في كل مرة في الجولات الأخيرة، لكن الموسم الكروي 2007.2006، تغيّرت العديد من الأمور في الفريق، مع قدوم لونيسي، وتعاقد الإدارة مع العديد من اللاعبين الجيدين، كان لنا تشكيلة تضم لاعبين "أولاد فاميليا" والنية كانت موجودة، وكنا نحس على أن الفريق صار بمثابة عائلتنا الثانية، وكل المؤشرات كانت تؤكد أن الفريق سيصعد. تمكنتم من تسجيل نتائج رائعة ونافستم على الصعود إلى غاية الجولة الأخيرة أمام القبة؟ قدمنا موسما رائعا، ونتائجنا كانت في المستوى، حيث لم نخسر في الحراش، وكنا نعود بنتائج إيجابية من خارج الديار كانت بمثابة لقاءات كأس، قبل اللقاء الأخير أمام رائد القبة الذي كان بمثابة حياة أو موت بالنسبة لنا. على ذكر لقاء القبة الشهير، حدثنا عن تحضيراتكم لهذه المباراة؟ كانت غير عادية بالمرة، دخلنا الفندق خمسة أيام قبل اللقاء، وشعرنا أننا سندخل للعب حرب وليس مباراة في كرة القدم، الأنصار كانوا يتنقلون للفندق للحديث معنا عن قضية التذاكر يوميا ما أفقدنا تركيزنا، تنقلنا للملعب وعشنا لحظات لا تنسى في الطريق وسط حراسة أمنية مشددة، لكن نتيجة التعادل حرمتنا من الصعود في الأخير، قبل أن تطفو قضية خليدي إلى السطح ما سمحت لنا بالصعود بعدها عقب موسم تاريخي بالنسبة لنا. على ذكر قضية خليدي، كيف تعاملتم معها أنتم اللاعبين عقب نهاية الموسم؟ في الأول لم نصدق الأقاويل، لكن فيما بعد ظهرت الحقيقة، وترسم صعودنا، وهو ما أثلج صدورنا خاصة أننا تعبنا كثيرا، سبع سنوات في القسم الثاني ليست سهلة، ومشوارنا آنذاك كان رائعا، وأضيف لك شيئا آخر. تفضّل… لو لم نحقق الصعود في ذلك الموسم ما كانت "الصفراء " أن تعود لحظيرة الكبار، لأننا أدينا موسما كبيرا لن يتكرر أبدا. بعد عودتكم للقسم الأول واصلت رفقة الفريق لموسم واحد قبل أن تغادر إلى البليدة كيف كان ذلك؟ كنت أول لاعب أمضى في الصيف، حرصت على البقاء وإعطاء إضافة للفريق في القسم الأول، قدمنا موسما جيدا وضمنا البقاء مبكرا رفقة المدرب شارف، وسارت الأمور بطريقة جيدة، حتى نهاية الموسم، أين لم أتفق مع العايب بخصوص مستحقاتي، لأقرر المغادرة إلى وجهة أخرى. يعني أن العايب هو سبب مغادرتك الحراش؟ أكيد، لم يمنحني أموالي، وحرمني من مستحقاتي العالقة، على الرغم من كل ما قدمته للفريق لكن في الأخير تجاهلني وهو سبب مغادرتي الاتحاد. لتنضم في ما بعد إلى البليدة ، وتأتي حادثتك الشهيرة مع زعيم، هل لك أن تقصها لنا بالتفصيل؟ بعد اتصالات عديدة مع زعيم، قررت التوقيع في البليدة، وبعد مرور ستة أشهر كنت فيها ركيزة أساسية، حدثت بعض المشاكل من أطراف حرمتني من التألق، وقررت الحصول على وثائقي من زعيم لكنه رفض ذلك، وطالبني بإعادة كل ما تحصلت عليه مع بداية الموسم، ما رفضته رفضا قاطعا، وعلى الرغم من أنني تحدثت معه لمرات عديدة إلا أنه رفض، وطالبني بإعادة الأموال، ومن المستحيل أن ألبي طلبه بعد كل ما قدمته للفريق، كيف أمنح أموالا هي حقي، وقررت التوقف عن اللعب مع الاتحاد، وابتعدت لمدة موسم ونصف لغاية نهاية عقدي مع البليدة. لكن لماذا لم تمنحه ما طلبه منك لتفادي البقاء لموسم ونصف بدون فريق؟ كيف لي أن أرد له كل الأموال التي منحني إياها، هل يعقل هذا ؟ غير ممكن، لأن الأموال من حقي، ومن سابع المستحيلات أن يسترجع الرئيس ما قدمه لي في بداية الموسم. يعني أن زعيم حطمك بعدم منحك وثائقك؟ أجل، زعيم "كرهلي الفوتبال" (قالها بتأثر كبير)، كنت أطمح للتألق رفقة البليدة ولم لا الظفر بعقد احترافي في أوروبا، وطرق أبواب المنتخب الوطني فيما بعد لأني نضجت، لكن زعيم "كسرني" وكان سببا في نقطة تحول كبيرة في مسيرتي الكروية. ألم توفد له أشخاصا عقلاء كي يتحدثوا معه بخصوص هذه القضية؟ بلى، قمت بكل الطرق الممكنة، لكن لم تنفع مع رئيس أراد حرماني من مواصلة مسيرتي، وإن صح التعبير "حقد عليّ" ما تأسفت له كثيرا، بعدما ضّيعت فترة كانت الأهم في مسيرتي الكروية. كيف كنت تسير أمورك المادية بعد توقفك، خاصة أن كرة القدم هي مصدر عيشك الوحيد؟ كان هناك رجال وقفوا معي، بالإضافة لعائلتي التي لم تتركني، ولم أكن أحتاج لأي شيء كما أني "ما متمش بالجوع"، وعرفت كيف أتجاوز هذه الفترة الصعبة جدا من مسيرتي الكروية. وبالنسبة للياقتك البدنية، الأكيد أنك لم تتوقف عن التدريبات في فترة موسم ونصف دون فريق؟ لم أتوقف إطلاقا عن التدريبات، تدربت مع العديد من الفرق في الحراش على غرار المحمدية وبلفيدار، وكنت أتدرب بمعدل حصتين في اليوم وفق برنامج خاص وكنت في لياقة جيدة، كما خضت العديد من المواجهات الودية رفقة اتحاد الحراش مع فرق الأقسام السفلى، ما ساعدني على البقاء في أجواء المنافسة قليلا. هل المدرب شارف هو من سمح لك بالتدرب مع التشكيلة في فترة العقوبة؟ أجل، لم يرفض الشيخ بوعلام قدومي من أجل التدرب مع الفريق وسمح لي بذلك، وكما كان يشركني في اللقاءات الودية، وهو ما كان في مصلحتي للمحافظة على لياقتي البدنية وهو مشكور على ذلك. بالنظر إلى أنك لعبت تحت إشرافه كيف كانت علاقتك مع شارف، خاصة أن البعض يقول أنه يملك مزاجا صعبا؟ علاقتي مع شارف كان أساسها الاحترام المتبادل، وكنت من اللاعبين المفضلين عنده، وكان يشركني حتى وأنا مصاب لأنه يثق في إمكانياتي كثيرا، والحق أنه كان يعامل كل اللاعبين بطريقة جيدة، وعكس ما يعتقده البعض، وأنا شخصيا ليس لدي أي مشكل مع شارف وإلى حد الآن أعتبره من أفضل المدربين الذين عملت معهم لأنه مدرب كبير وغني عن كل تعريف وعمله يتحدث عنه. ألم يطلب منك شارف العودة من جديد للفريق؟ بلى، وألح عليّ من أجل العودة للفريق، لكن قضيتي مع زعيم لم تعرف الحل، رغم تدخل المسير مانع آنذاك، لكن زعيم رفض تسريحي، وحرمني من العودة إلى الاتحاد، ما تأسفت له كثيرا، لكنني واصلت التدرب مع الفريق في ما بعد حفاظا على لياقتي البدنية. حدثنا عن اتصال مولودية المخادمة بك، وكيف تمكنت من التوقيع في هذا الفريق وحل مشكلك مع زعيم؟ اتصلت بي إدارة المخادمة الموسم الفارط وطلبت مني الإمضاء في فريقها، تحدثت مع زعيم وأخبرته بالعرض، بأن مسيري المخادمة سيدفعون له ما يريده من أموال ما قبل به في الأخير، وهو ما سمح لي باللعب في المخادمة لمدة موسم كامل والتخلص من كابوس أرهقني كثيرا. كيف كانت تجربتك في الجنوب وأنت الذي توقفت لمدة فاقت الموسم ونصف؟ تجربة جيدة إلى أبعد الحدود، استرجعت من خلالها نشوة اللعب، لعبت العديد من المباريات وكان موسما في المستوى بالنسبة، كما عرفت من خلاله رجالا في ورقلة وهو مشكورون على وقفتهم معي. هذا الموسم كانت لك تجربة رفقة رائد القبة لكنها لم تكلل بالنجاح لماذا يا ترى؟ اتصل بي الرئيس سمير بحة وعرض علي الانضمام للرائد من أجل اللعب على ورقة الصعود، قبلت العرض بعدما رغبت في التقرب أكثر إلى البيت العائلي، وبعد مرحلة ذهاب جيدة، حدثت مشاكل مع الإدارة التي طلبت مني الابتعاد عن الفريق وهو القرار الذي لم أفهمه إطلاقا، بحيث حمّلتني مسؤولية تضييع الصعود رفقة بعض اللاعبين، ما لم أتقبله ما جعلني أرفض العودة رغم إلحاح بعض الأطراف من داخل الفريق بذلك لأني اعتبرتها قضية مبدأ. ما هو أفضل مدرب تعاملت معه طيلة مسيرتك الكروية؟ البرتغالي فرناندير في فريق اتحاد البليدة والذي اكتشف سابقا المدافع كارفالو الذي يلعب حاليا في ريال مدريد، كان يعمل بطريقة احترافية وهو مدرب بأتم معنى الكلمة ولا أعرف سبب مغادرته البليدة خاصة أنه قام بعمل كبير، دون أن أنسى بعض المدربين الذين ساعدوني في مشواري على غرار آيت جودي، لونيسي، شارف بالإضافة إلى بسكري. لعبت مع لونيسي، كما أنه دربك في "الصفراء" في موسم الصعود، ماذا يمكن أن تقول عن خالد؟ خالد بمثابة أخي الكبير، تعلمت منه كثيرا وساعدني في مسيرتي، وأستشيره في كل كبيرة وصغيرة، والحقيقة تقال "خيره سبق"، ويبقى من أحد أفضل اللاعبين الذين لعبت معم في اتحاد الحراش. لعبت أيضا مع أخوك الأصغر الطيب، والذي لم يعرف هو الآخر كيف يسير مشواره بذكاء على الرغم من إمكاناته الكبيرة، أليس كذلك؟ صحيح، لعبت مع الطيب موسما واحدا في اتحاد الحراش وكنا متفاهمين داخل أرضية الميدان، وكان يملك إمكانات خارقة، لكن إمضاءه في اتحاد العاصمة وهو في سن 19 سنة "كسرو" خاصة أنه لم يصبر كثيرا ببقائه في أغلب المباريات على كرسي الاحتياط مع النجوم التي كان يزخر بها الاتحاد آنذاك، وقرر المغادرة، قبل أن يخوض بعض التجارب في سعيدة ثم "الموك" ثم عيون الترك، وهو الآن متواجد في فرنسا على أمل أن يجد فريقا يلعب له. حمزة ما هو الهدف الذي سجلته وبقي راسخا في ذهنك إلى حد الآن؟ سجلت العديد من الأهداف الجميلة، لكن الأفضل على الإطلاق هو الذي سجلته بألوان اتحاد الحراش في شباك شبيبة بجاية بمقصية ولا أروع بملعب المحمدية، ما رشح هذا الهدف كأفضل هدف في البطولة آنذاك، بالنظر لروعته على الرغم من أنني لعبت المباراة وأنا أعاني من إصابة. المتتبع لمشوارك الكروي، يلاحظ أنك تحمل دائما الرقم 7، فهل هناك سبب خاص وراء ذلك يا ترى؟ لا توجد حكاية خاصة، لكني كنت أفضل هذا الرقم بسبب النجم البرتغالي "لويس فيغو" خاصة أن "الكواسر" كانوا يلحون علي أن أرتدي هذا الرقم في كل موسم وكنت ألبي رغبتهم. بالنظر للعديد من الفرق التي لعبت معها، ما هم الأنصار المفضلون بالنسبة لك؟ أنصار اتحاد الحراش الأفضل على الإطلاق، يقومون بأشياء خرافية، ويعشقون فريقهم بجنون، بعد الصعود الذي حققناه هناك من احتفل بالصعود بالسباحة في "واد الحراش"، وهذا غير معقول، ورغم احترامي الكبير لكل أنصار الأندية التي لعبت فيها، إلا أن أنصار "الصفراء " هم الأروع. ما هو الملعب المفضل بالنسبة لك والذي تجد فيه راحتك؟ ملعب الوحدة الإفريقية بمعسكر، يحتوي على أرضية معشوشبة طبيعيا لا تراها إلا في أوروبا، وتساعد أي لاعب على التألق، كما يوجد ملعب الشهيد حملاوي بقسنطينة، دون أن ننسى ملعب أول نوفمبر بالحراش أين عرفت أزهى أيامي. هل يتمنى ڤسوم أن يعود في يوم من الأيام إلى اتحاد الحراش كلاعب؟ أكيد، الحراش فريقي وعائلتي الثانية، وأتمنى أن أعود للاتحاد، ولم لا إنهاء مشواري الكروي فيه، ولا ندري ما يخبئ لنا القدر، فقد يأتي اليوم الذي أعود فيه لأرتدي الألوان الصفراء والسوداء من جديد. هل ترى نفسك قادرا على إعطاء بعد جديد لمسيرتك الكروية بعد كل ما حدث لك؟ أملك ثقة كبيرة في إمكانياتي، وأبلغ من العمر ثلاثين سنة فقط، وما زلت قادرا على مواصلة اللعب وحتى في الرابطة الاحترافية الأولى والآن "حلالي البالون"، خاصة أن المستوى في تراجع رهيب في السنوات الأخيرة، وأتمنى أن أجد فريقا يسمح لي بالعودة للواجهة من جديد لأبرهن أن اسم ڤسوم لم ينته بعد. هل تتذكر حادثة طريفة حدثت لك في مشوارك الكروي؟ (يصمت قليلا ثم يجيب)، هناك حادثة لن أنساها ما حييت، جرت في مدينة سوسة التونسية، أين كنا في تربص مع اتحاد الحراش، وكنت مدمنا على الهاتف النقال ما لاحظه المدرب لونيسي، بحيث استغل لحظة دخولي للتدريبات وتركي الهاتف على كرسي الاحتياط، أين أخذ الهاتف وخبأه عنده كما قام بإطفائه، وبعد انتهاء الحصة، بحثت مطولا عن الهاتف ولم أجده، "قلبتها " في الفندق ولم أعد أتناول الوجبات الغذائية مع رفاقي لمدة ثلاثة أيام كاملة بسبب غضبي الشديد، لكن لونيسي أرجع لي الهاتف وبطريقة ذكية جدا.. كيف كان ذلك؟ لونيسي قام بإشعال هاتفي وطلب من رياض بن شيخة أن يكلمني، وهو ما حدثت ولما اتصلت رد عليّ خالد بلهجة تونسية، ولم أتفطن أنه لونيسي، ما زاد من حدة قلقي، قبل أن يخبرني بكل شيء ويعيد لي الهاتف النقال، ما أضحكني كثيرا لأني لم أكن أنتظر خرجة لونيسي. بصفتك ابن الحراش ولاعبا سابقا في الاتحاد، ما رأيك في السياسة التي ينتهجها الرئيس العايب في السنوات الأخيرة؟ أظن أن العايب لم ينجح في سياسته إلى حد الآن، خاصة أن الحراش لم تتوج بأي لقب بعد ست سنوات كاملة وهذا كثير، ومن الضروري أن يحدث "الديكليك" والتغيير للأفضل لأن الاتحاد يجب أن يلعب من أجل الألقاب. لماذا برأيك في كل موسم يضيّع الاتحاد إحدى المراتب التي تسمح للفريق بلعب منافسة قارية في الجولات الأخيرة من البطولة؟ لنتحدث بكل صراحة، الحراش ليس بمقدورها لعب منافسة قارية بحجم كأس رابطة أبطال إفريقيا، لأنها تتطلب العديد من الأموال بالإضافة لتشكيلة ثرية قادرة على اللعب على العديد من الجبهات، وهو ما ليس متوفرا في "الصفراء " حاليا، يجب تدعيم الفريق بلاعبي خبرة لأن اللعب في أدغال إفريقيا والتنقلات الطويلة والتي تدوم لساعات طويلة ليس بالأمر الهين. هل ترى أن رحيل العايب هو الحل؟ في حال ذهاب العايب، يجب أن يكون خليفته أفضل منه، لأن التغيير من أجل التغيير لن يفيد الفريق في أي شيء، ويجب أن ينجح خليفته في قيادة "الصفراء" إلى منصة التتويجات لأن الفريق خلق لكي يلعب على الألقاب. في الأخير، هل حمزة ڤسوم راض عن مشواره الكروي إلى حد الساعة؟ تريد الحقيقة أنا غير راض عن مشواري، لأني كنت قادرا على تقديم الكثير "وندير لعجب" لأني أعرف ما أملك من إمكانيات، لكن أمورا عديدة حرمتني من التألق وتسيير مشواري بطريقة أفضل والتي ذكرتها آنفا. ما هي أفضل لحظة عاشها ڤسوم منذ بداية مسيرته الكروية؟ هي الصعود إلى القسم الأول رفقة اتحاد الحراش بعد موسم مجنون، لا يمكن أن أنسى ذلك الموسم، خاصة أنني كنت في قمة مستواي وقدمت موسما هو الأفضل بالنسبة لي. والأسوأ.. قضيتي مع زعيم ومغادرتي اتحاد البليدة والتي تعتبر نقطة تحول مهمة في مشواري الكروي وبقيت راسخة في ذهني إلى غاية اليوم. قبل أن نختم هذا الحوار، ماذا يمكن أن تضيف في الأخير؟ أريد أن أشكركم على هذه الالتفاتة، كما أشكر كل من ساندني في الفترة الصعبة على غرار عائلتي وأصدقائي المقربين، وأتمنى أن أعود للواجهة من جديد والتأكيد على أن اسم ڤسوم لم ينطفئ بعد.