مرة أخرى يلجأ مدربون أجانب إلى الفيفا لاسترداد حقوقهم من الفرق الجزائرية، حيث قرر المدرب المخلوع من وفاق سطيف، الفرانكو إيطالي دي لاكازا، تقديم شكوى إلى الهيئة الدولية، بحجة أنه «أقيل بطريقة غير قانونية ويطالب بحقوقه التي تناهز الأربعين ألف أورو». ------------------------------------------------------------------------ وليست هذه المرة الأولى التي يستنجد فيها مدربون أجانب بالفيفا، فقد وقع لبراتشي نفس الشيء مع مولودية العاصمة، وذهب الفرنسي سيموندي ضحية تلاعبات مسيري الوفاق قبل سنوات، والأمثلة عديدة في شبيبة القبائل و غيرها من النوادي الجزائرية. والغريب في الظاهرة الجزائرية، أن المسيرين يرتكبون نفس «الحماقات»، يسارعون في التعاقد مع لاعبين ومدربين أجانب بطرق ملتوية، ويصفون المدربين عند جلبهم بأجمل العبارات، وفي كل مرة يريدون التخلص منهم يبحثون عن أعذار وهمية لتنحيتهم دون منحهم حقوقهم التي ينص عليها بنود العقد المبرم بين الطرفين، إلى درجة أن الفضوليين يتساءلون: «لماذا لا يفكر مسيرو النوادي في بنود تحمي مصلحة الفرق في حالة فسخ العقود بالتراضي؟». الإجابة بسيطة لدى مافيا المسيرين الجزائريين، عند التعاقد مع المدرب يستفيد المسير من الصفقة بواسطة المناجير الذي يجلب التقني، وعند تنحيته كذلك، فالمسير يأكل مرتين في العملية، ولا يهمه مصلحة النادي بقدر ما يبحث عن الوسيلة لتحويل أموال النادي. ولعل الفاف لم تخطئ عندما سعت إلى الحد من ظاهرة جلب اللاعبين الأجانب إلى بطولاتنا، كون أغلب هؤلاء الأجانب وضعوا شكاوى لدى الفيفا يتهمون النوادي بعدم تسديد أجورهم، وهو ما يسيء لسمعة الجزائر، وامتد الأمر الآن إلى التقنيين الذين ذهبوا ضحية فساد الطبقة المسيرة بالجزائر. وحتى إن كانت النوادي الجزائرية بحاجة ماسة للخبرة الأجنبية في المجال الفني لتحسين مستوى بطولتنا، فإن تفاقم هذه الظاهرة يستدعي من الفاف منع النوادي من التعاقد مع المدربين، لأنها الوسيلة الوحيدة التي نحافظ بها على سمعة الجزائر لدى الفيفا. تصرفات مسيري النوادي مع المدربين الأجانب، وإن لم تختلف كثيرا عن تصرفهم مع التقنيين المحليين، يفتح النقاش حول دور الفاف ووزارة الشباب والرياضية في تقنين وتنظيم العملية، فهناك مدربين لجأوا إلى قنصليات بلدانهم في الجزائر العاصمة، وشكاويهم بلغت أعلى هيئات السلطة الجزائرية، دون أن يضع السياسيون حدا لتهور الرؤساء. عدلان حميدشي هذا البريد الإلكتروني محمي من المتطفلين و برامج التطفل، تحتاج إلى تفعيل جافا سكريبت لتتمكن من مشاهدته