تحدث الحارس الألماني وأسطورة المانشافت توني شوماخر عن اللقاء الذي سيجمع منتخب بلاده ألمانيا بالمنتخب الجزائري غدا، وهو الذي كان حارسا لألمانيا في مونديال 1982 لما تفوقت الجزائر على ألمانيا بهدفين، وسرد هذا الحارس الكبير بعض التفاصيل على هامش تلك المواجهة وبعد 32 عاما، كما أسدى نصائح للاعبي المنتخب الألماني وتوقع النتيجة التي ستنتهي عليها المباراة وكل هذا تحدث فيه مع صحيفة "لموند". "على اللاعبين أن يحرثوا أرضية الميدان أمام الجزائر" في بداية حديثه أكد الحارس الألماني سابقا أنه يتوجب على لاعبي منتخب بلاده اللعب بحرارة كبيرة من أجل تخطي عقبة الجزائر التي ستسعى للفوز على الألمان مجددا وقال: "على لاعبينا أن يلعبوا بحماس كبير وحرارة من أجل التغلب على الجزائريين ووجب على لاعبينا أن يحرثوا أرضية الميدان لتحقيق التأهل". "استخففنا بالجزائريين في 82 ولكنهم ألحقوا بنا العار" اعترف الحراس الظاهرة شوماخر بأن جيله استخف كثيرا قبل مواجهة الجزائر في مونديال 1982 بإسبانيا ولكنه دفع الثمن رفقة زملائه غاليا بما أن العار لاحقهم والجماهير الألمانية لم تكن راضية عنهم وقال: "صراحة استخففنا كثيرا بالمنتخب الجزائري عام 1982 ولكن ذلك كلفنا غاليا لأنهم ألحقوا بنا العار وفازوا علينا بهدفين لهدف وحيد ومن حينها استفقنا من أحلامنا ولعبنا كل المباريات الأخرى بقوة حتى نشطنا النهائي في نهاية المطاف". "لما كان مدربنا يحدثنا عن الجزائر كنا نضحك ولكننا ارتعشنا بعد مشاهدة أحد أفلام الثورة الجزائرية" أكد الحارس المتألق سابقا أن زملاءه استخفوا بطريقة متعجرفة بالمنتخب الجزائري وكانوا يضحكون كثيرا بعد حديث مدبهم في تلك الفترة عن المنتخب لجزائري وأكد أن زملاءه لم يحضّروا جيدا لتلك المواجهة بل فضّلوا السياحة وزيارة الجبال وقال: "قبل بداية ذلك اللقاء ذهبنا للتنزه وزيارة الجبال وأمضينا أوقاتا رائعة، ولما كان المدرب يجتمع بنا قبل اللقاء ويحدثنا عن المنتخب الجزائري كنا نضحك كثيرا لمعرفتنا المسبقة أننا سنفوز عليه بنتيجة عريضة جدا، ولكن لما شاهدنا أحد الأفلام الجزائرية أصبحنا نرتعش للعزيمة الكبيرة التي يتميزون بها والتي وجدناها فيما بعد على أرضية الميدان أمام اللاعبين الجزائريين". "كنا نظن أننا قوة كروية في العالم ولكن بعد الخسارة لم ننم لعدة ليال" أضاف الألماني سرد ما حدث لمنتخب ألمانيا في 1982 بعد استصغارهم للخضر في تلك الفترة ولكن هذا ما كلفهم غاليا وقال شوماخر: "كنا نظن أننا قوة عظمى في كرة القدم ولا يمكن هزمنا خاصة من طرف منتخب صغير، ولكن بعد نهاية المواجهة التي انتهت لصالحهم كلنا لم ننم لعدة ليال، وبقيت تلك الذاكرة السيئة راسخة في أذهاننا رغم أننا تأهلنا فيما بعد ووصلنا للمقابلة النهائية إلا أن الانهزام أمام الجزائر بقي راسخا في أذهاننا للأبد". "معدل تسديداتنا في كل لقاء بالتصفيات تجاوز 33 تسديدة ومع الجزائر اكتفينا بأربع فقط" أوضح توني أن ما جعل زملاؤه يستهينون بالمنتخب الجزائري في تلك الفترة هي قوة المنتخب الألماني التي كانت غير عادية، حيث كان منتخبهم الأفضل في العالم، وأكدوا ذلك خلال التصفيات وقال: "أتذكر أننا واجهنا بلغاريا والنمسا ورومانيا ربما، وكان ذلك في التصفيات المؤهلة لكأس العالم وأتذكر جيدا أن معدل التسديدات على المرمى في كل لقاء كان 33 إلى 38 تسديدة ولكن أمام الجزائر لم نسدد إلا أربع مرات وهو ما يؤكد الصعوبات التي وجدناها أمام منتخب كان منظما ومحترما جدا". "أتذكر جيدا أن كل الملعب كان مع الجزائر ضدّنا وسيتكرر هذا الأمر في البرازيل" أما عن الدعم الجماهيري الذي كان في صالح المنتخب الجزائري فقد أكد الحارس أن كل جماهير إسبانيا ساندت الجزائر في تلك الفترة وكان كل الملعب ضد ألمانيا ما خلق صعوبة كبيرة للألمان داخل أرضية الميدان وقال: "أتذكر جيدا أن كل الملعب كان مع المنتخب الجزائري وخاصة بعد تسجيله للهدف الأول لأن الجميع غضب من تصريحاتنا قبل بداية المواجهة، وهو ما شحن أكثر الجزائريين على تأدية لقاء في القمة، تفاجأت شخصيا من المساندة الكبيرة للمنتخب الجزائري من طرف الإسبان وأتوقع تكرار نفس السيناريو في لقاء الغد لأن البرازيليين سيساندون الجزائر على حساب ألمانيا لعدة أسباب أهمها خروج أحد المنافسين المرشحين لنيل المونديال وهو المنتخب الألماني". "اللاعب الجزائري موهوب بالفطرة، قوي جدا بدنيا وتقنيا وضعيف تكتيكيا" عن مميزات وخصال اللاعب الجزائري أكد حارس ألمانيا سابقا أن اللاعب الجزائري يتميز بالسرعة والمهارة وقوي من الناحية البدنية ولكنه يفتقر للانضباط التكتيكي وقال: "اللاعب الجزائري حماسي ويلعب بحرارة كبيرة، السرعة والموهبة الفطرية سمة من سمات الجزائريين كما أنهم يركضون كثيرا على أرضية الميدان، ولكن لهم نقاط ضعف كثيرة وأظن أن أهمهما هو افتقارهم للانضباط التكتيكي وهو ما قد يصنع الفارق في لقاء ألمانيا التي تعتبر أقوى منتخب في العالم من هذه الناحية". "الجيل الحالي للجزائر يلعب بالقلب ويحارب فوق أرضية الميدان" أما عن الجيل الحالي فقد أكد شوماخر أنه يشبه كثيرا الجيل الذي واجهه في مونديال 1982 بمونديال إسبانيا، حيث تتميز التشكيلة الحالية باللعب بالقلب والرغبة الكبيرة في تحقيق الانتصار وهو ما جعل هذا المنتخب يتأهل للدور الثاني وقال: "الجيل الحالي لا يختلف كثيرا عن الجيل الذي واجهته لأن العقلية لا تختلف مهما اختلفت الأزمنة، أهم شيء بالنسبة لهم هو تحقيق الفوز وذلك بالاعتماد على القلب في اللعب إنهم يحاربون فوق أرضية الميدان لتحقيق هدفهم وهم محفزون جيدا لمقابلتنا هذا ما أظنه سيحدث في لقائنا أمامهم". "شاهدتهم في المونديال الحالي، يحبون اللعب الهجومي إنهم مذهلون" كما أعرب شوماخر عن اندهاشه بما قدمه المنتخب الجزائري في المونديال الحالي وخاصة أمام كل من كوريا الجنوبية وروسيا وهما اللقاءان اللذان عرفا المستوى الحقيقي للمنتخب الجزائري وقال: "شاهدتهم في المونديال الحالي، اللاعبون الجزائريون يحبون اللعب الهجومي ويندفعون كثيرا نحو الهجوم إنهم مذهلون بسبب حيوتيهم الكبيرة وخفتهم ولكن أظن أننا سنوقف نقاط قوتهم ونعمل على نقاط ضعفهم للتغلب عليهم". "كل لاعبيهم سريعون ويتمتعون بالحيوية ويجب علينا الحذر منهم" وواصل حامي عرين الألمان في الثمانينات مدحه للمنتخب الجزائري واصفا لاعبيه بسريعي الحركة الذين يتميزون بالحيوية وحذّر كثيرا من الجزائريين القادرين على قلب الطاولة على الألمان وهو اعتراف من لاعب ألماني سابق وقال: "كل لاعبيهم سريعون ويتمتعون بالحيوية، يجب علينا الحذر كثيرا منهم وخاصة من المرتدات التي يعتمد عليها مدربهم ولقد وقفت على قوتهم في هذه الأمور من خلال مشاهدة بعض مبارياتهم". "ليتأكد الجميع أن المقابلة لن تكون سهلة كما يعتقد البعض" كما بعث شوماخر برسالة إلى الجميع ومنهم الشعب الألماني الذي يظن أن اللقاء سيكون سهلا على المنتخب الألماني بسبب تواضع المنافس وحذر الحارس الدولي السابق من هذا الخطأ وقال: "ليتأكد الجميع أن اللقاء أمام الجزائر لن يكون سهلا إطلاقا عكس ما يتوقعه الكثير في ألمانيا وخطأ كبير أن نظن أن المقابلة ستكون سهلة بل العكس اللقاء سيكون معقدأ أمام منتخب محترم أثبت قوته في الدور الأول من المونديال وخاصة أمام كوريا الجنوبية وروسيا وهما منتخبان محترمان أيضا رغم خروجهما من الدور الاول". "لا يجب تضخيم ما حدث في 82، اللقاء ليس ثأريا واعتذرت من الجزائريين سابقا" عن المؤامرة التي تعرض لها المنتخب الجزائري ورغبته في الانتقام من تلك الحادثة التي صدمت الشعب الجزائري، خفف توني من هذا الأمر ودعا الجميع لعدم تضخيم ما حدث في مونديال 1982 وما يسمى بمؤامرة ألمانيا والنمسا ضد الجزائر وأكد أنه تنقل شخصيا للجزائر وقدم اعتذاره للشعب الجزائري عما حدث في تلك المقابلة وقال: "لا يجب تضخيم ما حدث في 1982 مرت عدة سنوات عن تلك الحادثة، كما أنني حضرت للجزائر في إحدى المناسبات وقدمت اعتذاراتي للشعب الجزائري وللجميع هناك، أظن أن اللقاء الذي سيجمع المنتخبين مجددا لن يكون ثأريا على الإطلاق وكل منتخب يركز على تحقيق التأهل وفقط". "أتوقع فوز ألمانيا بثلاثة أهدف لهدف وحيد" في الأخير توقع الحارس الألماني فوز منتخب بلاده في لقاء الغد بنتيجة ثلاثة أهداف لهدف وحيد رغم أن اللقاء سيكون صعبا حسبه فيما أكد أنه لن يحضر المواجهة في الملعب بل سيشاهدها مع عائلته في ألمانيا وقال: "سأشاهد اللقاء في بيتي مع عائلتي، أظن أن الفوز سيكون من نصيب المنتخب الألماني والفوز لن يفلت منا و ستنتهي المقابلة بفوز ألمانيا بثلاثة أهداف مقابل هدف وحيد رغم أن المقابلة ستكون صعبة وأتمنى أن نتمكن من التتويج بكأس العالم هذا العام والفرصة تبدو مواتية جدا كما أتكهن أن اللاعبين الألمان الحاليين لن يقعوا في نفس الأخطاء التي وقعنا فيها سابقا ولن يستصغروا الجزائر".