خرج لاعبو المنتخب الوطني مساء أمس مرفوعي الرأس بعدما أسالوا العرق البارد للآلة الألمانية وفرضوا عليها الذهاب إلى الوقت الإضافي، حيث انهاروا بدنيا ، خرج الأفناك تحت تصفيقات وصيحات أكثر من ثلاثين ألف متفرج بملعب بورتو أليغري، فردد البرازيليون مطولا « أليجري ألجيري « بعدما قدم فرساننا مباراة بطولية يستحقون عليها مليون تحية. مباراة أمس كانت الأخيرة لوحيد حاليلوزيتش الذي كفر عن ذنبه خلال كأس إفريقيا الفارطة بجنوب إفريقيا وقاد الخضر إلى إنجاز تاريخي في مونديال البرازيل بتأهل للدور الثاني. صحيح أننا لم نهزم ألمانيا مثل 82 وصحيح كذلك أننا لم نفز سوى في مباراة واحدة ليس مثل 82 حيث انتصرنا في مباراتين، لكن الخضر كسبوا منتخبا كبيرا وحاليلوزيتش نجح في وضع لبنته الرئيسية لما سيخلفه وسيغادر الخضر من الباب الواسع، لأنه فعل ما لم يفعله أي مدرب من قبل. لن نتحدث عن تصرفات وسلوكات وكبرياء البوسني طوال ثلاث سنوات قضاها مع المنتخب الأول، لأن ذلك يعد جزءا من شخصيته التي فرضها على الجميع بما في ذلك نحن الصحفيين أو كما قال القائد بوقرة :» الكوتش هو هكذا ونحن علينا أن نتفهم تصرفاته»، لكننا سنرفع له القبعة بكل روح رياضية ونحييه على العمل الجبار الذي قام به بايجابياته وسلبياته، و تحية الجماهير الجزائرية له في بورتو أليغري عند نهاية مباراة أمس هي عربون محبة من شعب كريم يحسن التعامل مع الضيوف. شكرا حاليلوزيتش على كل ما فعلته معنا منذ جويلية 2011 ، تشابكنا واختلفنا مرارا في وجهات النظر كسبت نقاطا وسجلنا عليك نقاطا ولولا هذا الاختلاف في الرؤى ما تقدم المنتخب إلى الأمام لنشهد لك جميعا بحبك للعمل وتفانيك فيه، فقد كنت مثاليا في كل التفاصيل إلى حد الجنون. شكرا وحيد لأنك سمحت لنا بمعايشة أسبوعين في السماء السابعة في أكبر منافسة كروية في العالم، وجعلت من رفقاء براهيمي وجابو فرسانا فوق الميدان والتاريخ لن يمحو أبدا انجازاتك لأنك أول مدرب قاد الجزائر إلى الدور الثاني من المونديال، مثلما كان الروسي روغوف أول مدرب يؤهل الجزائر إلى المونديال ،،، شكرا وحيد !.