يوصف الدوري الانجليزي دائماً بأنه الدوري الأفضل والأقوى والأغلى في العالم بالنظر إلى اعتبارات عديدة أبرزها عدد الأندية المتنافسة على اللقب وعائدات البث التلفزيوني وحدة المنافسة الحاضرة في جميع المباريات تقريباً، إضافة إلى عدد الحضور في مدرجات ملاعب البطولة . وفي كل موسم يشتعل الصراع على اللقب وعلى المراكز المؤهلة لبطولة دوري أبطال أوربا وكذلك بطولة الدوري الأوروبي التي أصبحت تحمل أهمية كبرى في المواسم الأخيرة، ولكن بالنظر إلى نتائج الأندية الانجليزية في هاتين البطولتين نستشعر أن لقب الدوري الاقوى في العالم الذي يوصف به البريمييرليغ أصبح مجرد وصف بلا قيمة مثل وصف انجلترا بأنها مهد كرة القدم وهي التي لا تحمل في جعبتها سوى بطولة دولية وحيدة أحرزتها بمساعدة تحكيمية على أرضها ونعني هنا مونديال 1966 . بالنظر إلى نتائج الأندية الانجليزية في بطولة دوري الأبطال نجد أنها حققت أربعة بطولات فقط خلال آخر 20 نسخة في الفترة ما بين عام 1995 وعام 2014 وهي الفترة التي شهدت اشتعال المنافسة في الدوري الانجليزي، ولكن لم تنتقل هذه الطفرة الكبيرة إلى بطولات اوروبا ولم تغير من واقع الاندية الانجليزية المؤلم . حتى الألقاب الاربعة التي حققتها أندية البريمييرليغ جاءت بصعوبة بالغة وشهدت المباريات النهائية لهذه النسخ تحديداً احداثاً درامية لا تنسى؛ حيث كان اول هذه الالقاب في نسخة عام 1999 عندما كانت الكأس ذات الأذنين في طريقها إلى مدينة ميونيخ الالمانية قبل أن يدرك لاعبو مانشستر يونايتد التعادل في اللحظات الاخيرة ثم يحرزوا هدف الفوز في الثانية الاخيرة وسط ذهول جميع المشاهدين . وفي نسخة 2005 كانت الكأس في طريقها إلى مدينة ميلانو الايطالية عندما تقدمت كتيبة كارلو انشيلوتي بثلاثية نظيفة في الشوط الاول أمام ليفربول الذي حقق معجزة كروية وأدرك التعادل في الشوط الثاني واحرز اللقب بعد أن تفوق بركلات الترجيح . أما نسخة عام 2008 فشهدت تفوقاً انجليزياً ملحوظاً عندما تواجه فريقان من البريمييرليغ في المباراة النهائية "تشيلسي ومانشستر يونايتد" ولم يحسم اللقب سوى بركلات الترجيح أيضاً لمصلحة الشياطين الحمر . آخر الالقاب الانجليزية كان في عام 2012 عندما حقق تشيلسي معجزة كروية أخرى أمام بايرن ميونيخ وادرك التعادل في اللحظات الاخيرة كعادة الاندية الانجليزية ثم حسم اللقب بركلات الترجيح لتكون هي عنصر الحسم لثلاثة ألقاب من أصل أربعة . نتائج لا ترضي طموحات جماهير البريمييرليغ العاشقة لكرة القدم ولا تعكس حقيقة أن الدوري الانجليزي هو الاقوى والافضل في العالم، وحتى إذا اعترف الجميع بقوة البريمييرليغ وعدم وجود وجه للمقارنة بينه وبين الدوريات الاخرى التي تحسم عادة قبل نهاية الموسم وتنحصر المنافسة على لقبها بين فريقين على أقصى تقدير، إلا أن نتائج الاندية الانجليزية لا تترجم هذه الحقيقة إلى نتائج في البطولات الاوروبية . القاب انجلترا الاربعة تتساوى بها مع الاندية الايطالية التي حققت اربعة القاب ايضاً خلال العشرين نسخة الاخيرة من دوري الابطال، في حين تتصدر اندية الليغا القائمة برصيد سبعة القاب موزعة على ناديين فقط "برشلونة وريالمدريد"، بينما حققت اندية المانيا ثلاثة القاب، وحققت أندية البرتغال وهولندا لقباً واحداً لكل منهما . وفي الموسم الحالي نجد أن نتائج أندية البريمييرليغ لا تبشر بالخير خاصة بعد خروج ليفربول من دور المجموعات، إضافة إلى سقوط مانشستر سيتي "المعتاد" على أرضه أمام برشلونة في مباراة الذهاب مساء أمس، وربما يمتلك تشيلسي فرصة أكبر للعبور إلى ربع النهائي بعد أن عاد من العاصمة الفرنسية باريس بتعادل ايجابي، أما فريق أرسنال فحدث ولا حرج، الفريق سقط على أرضه سقوطاً مدوياً وخسر امام موناكو بثلاثية وهو ما يعني أن خروجه من المسابقة مسألة وقت فحسب . سوق الانتقالات عادة ما يعكس تفوقاً لأندية البريمييرليغ في معدل الانفاق وجلب النجوم، كما تعكس أرقام عائدات البث التفزيوني تفوقاً ملحوظاً لهذا الدوري مقارنة بجميع دوريات العالم، وكذلك حدة التنافس بين أنديته سنوياً على اللقب، ولكن يبقى الأهم هو عنوان الفشل الذي توصف به نتائج هذه الاندية "الكبرى" في دوري الأبطال .