خسارة الخضر بملعب لخويا ضد المنتخب القطري الضعيف جعل ملايين الجزائريين ينتابهم الشعور بأن الأفناك دخلوا مرحلة الشك منذ نصف التعثر في كأس إفريقيا المنتهية بغينيا الاستوائية، فمن يعرف المنتخب الوطني تمام المعرفة يتشاءم للمردود الهزيل الذي قدمه رفقاء براهيمي، حيث لم يسبق وأن شاهدنا الخضر بهذا الأداء الباهت منذ سنوات طويلة جدا. قد يقول الملاحظون بأن المحاربين تراخوا ضد المنتخب العنابي، وقد يحلل التقنيون في اتجاه أن الجزائر استصغرت المنافس القطري، لكن العارفون بكواليس المنتخب يجزمون بأن الأمور ليست على ما يرام، وأن التقني الفرنسي كريستيان غوركيف تجاوزته الأمور بسبب طيبة قلبه ولين معاملته مع مجموعة صعبة من المغتربين ومزدوجي الثقافة و التربية. ولعل تسلسل الأحداث منذ العودة من غينيا الإستوائية جعل عدة مؤشرات تصب في خانة التشاؤم، من ذلك قضية فقير التي أفقدت غوركيف توازنه ودفعته للاتصال بنفسه بصحيفة "ليكيب" للرد على لاعب ليون، وكذا قضية جابو ومن وضعه في قائمة ال37 ثم شطب اسمه، و موضوع قائمة العناصر المحلية التي تم انتقاؤها بطرق غامضة دون أن ننسى سفرية كريستيان إلى بورتو وفالنسيا لمقابلة براهيمي وفيغولي لوحدهما دون غيرهما، مما جعل البقية تتساءل عن السبب. ولأن ذهنيتنا نحن الجزائريين صعبة وتحتاج في غالب الأحيان "للدبوز" كما يقول أجدادنا، فإن ما شاهدناه أول أمس يدعم المنطق الذي تعامل به حاليلوزيتش مع فيغولي وبراهيمي، ويؤيد الطرح الذي فرضه البوسني على المنتخب وعلى الفاف طوال فترة تواجده معنا، فسلوكات بعض لاعبينا فوق الميدان والتراخي المفرط ضد قطر جعل من المباراة الودية شبيه بالمباراة التطبيقية بسيدي موسى، وغابت فيها كل مقاييس المقابلة التحضيرية . دون شك تضييع موعد مارس الدولي سيحسب على أجندة غوركيف، والمنتخب الوطني ضيع فرصة لترقية مستواه قبل بداية تصفيات جوان، وبهذه العقلية التي يسير عليها المنتخب لا يمكننا قطعا أن نحلم بالمونديال الروسي، وقد لا نحضر حتى العرس القاري ل2017 ، وبالتالي بات من المستعجل على رئيس الفاف التحرك في اتجاه المدرب أولا كي يستفيق من "سباته الفرنسي" ويكشر عن أنيابه لفرض الانضباط والتركيز خلال التربصات، وليست خطة ال 4/4/2 التي يريد فرضها غوركيف على الخضر هي التي ستؤهلنا إلى المونديال، بل التحكم في المجموعة هو الأهم …. فمن يريد قيادة محاربي الصحراء ما عليه سوى أن يكون محاربا مثلهم .