لعل الكثير من المتابعين تفاجأوا للقيمة المتدنية جدا لأجرة الناخب الوطني الجديد، ميلوفان راجيفاك، حيث يتقاضى 35 ألف أورو، وهي القيمة التي تعد منخفضة جدا وأقل بكثير من أجرة الناخبين السابقين، وحيد حاليلوزيتش وكريستيان غوركيف، وأبعد ما يكون عن أجرة المدربين الذين ارتبط بها روراوة من أمثال البلجيكي ويلموتس، ومن دون شك، فإن هؤلاء المتابعين، يكونوا قد أشادوا برئيس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم، محمد روراوة وبصفقته المميزة، لكن ما لا يعلمه الكثيرون أيضا أن راجيفاك سيستفيد ماليا من عقده مع الفاف، ولكن بطرق أخرى وليس عن طريق الأجر فقط. رئيس الفاف منح راجيفاك سلم علاوات مميز جدا يعوض أجره المتدني ينص العقد الذي أبرمه روراوة من المدرب الجديد للخضر، على أن أجرة الصربي لن تتعدى ال35 ألف أورو، أي في حدود ال40 ألف دولار، وهي بالمناسبة أقل من نصف أجرة وحيد حاليلوزيتش التي كان يتقاضى 100 ألف أورو، لكن راجيفاك وإن قبل بهذا الأجر المتدني، إلا أنه أصر على وضع حوافز وعلاوات مرتفعة جدا، خاصة في حال تم تحقيق الأهداف التي ينص عليها عقده مع الاتحادية الجزائرية لكرة القدم. الصربي سينال نصف مليون دولار في حال التأهل لنصف نهائي ال"كان" ومليون دولار في حال بلغ مونديال روسيا ما سيحققه ميلوفان راجيفاك من أجره الشهري لمدة سنة أو يزيد، يمكنه أن يحصل عليه في أقل من شهر، حيث ينص العقد على أنه سيحصل على نصف مليون دولار في حال نجح في تأهيل الخضر لنصف نهائي كأس أمم إفريقيا المقبلة في الغابون، وهي مهمة تبدو في المتناول، كما أنه سيحصل على ضعف المبلغ أي مليون دولار كاملة في حال نجح في وضع الجزائر في المونديال، وهي مهمة تبدو صعبة، لكن إغراءات المليون دولار سيجعله يعمل كل ما في وسعه من أجل ذلك. الفاف سيحق لها فسخ عقده في حال فشل في تحقيق أول هدف وإن كانت علاوات راجيفاك مرتفعة، فإن ضريبتها أيضا مرتفعة، حيث كشفت مصادر الخبر الرياضي، أن روراوة أصر على وضع بند في العقد يتيح له فسخ الارتباط بينه وبين راجيفاك في حال فشل في التأهل لنصف نهائي كأس إفريقيا للأمم، بعد ستة أشهر من الآن، وحينها سيكون روراوة مخيرا بين إقالته أو الإبقاء عليه ومن موقع قوة، ولو أن تجاربه السابقة تؤكد دائما رغبته في الاحتفاظ بالمدربين مهما كانت نتائجهم شريطة ألا يكون هناك أي خلاف شخصي، وهو ما حدث سابقا مع حاليلوزيتش وغوركيف. قبوله بهذه الشروط يؤكد رغبته الكبيرة في خوض التحدي على العموم، فإن صفقة المدرب ميلوفان راجيفاك تبدو صفقة مميزة خاصة بعد الإطلاع على بنود العقد، حيث أن الفاف ستكون أكبر الفائزين سواء حقق الخضر أهدافهم أم لا، لكن يبقى قبول راجيفاك بهكذا عقد، أمرا محيرا، وقد يكون له أسباب متشعبة، من أهمها أن تدريب الخضر أمر مغر جدا (قال ذلك في تصريح له يوم أمس) وربما أيضا لعجزه عن إيجاد فريق محترم يدربه ولم يشأ التفريط في الفرصة حين أتت، ولكن بين هذا وذاك، قد يكون راجيفاك إنسان يحب التحديات وقبل بهذا العقد إيمانا منه بقدرة المنتخب وقدرته هو شخصيا على قيادة رفقاء رياض محرز لتحقيق الأهداف المسطرة.