ينتظر أن تشهد النخبة الوطنية، بالتحاق المدرب الصربي للمنتخب الوطني، ميلوفان راجيفاك، ثورة جذرية على مستوى الانضباط والجدية والالتزام من قبل رفقاء اللاعب المدلل ياسين براهيمي، فالرجل معروف عنه صرامته الزائدة عن الحد، وأسلوبه المتشدد في التعامل مع كل الحالات اللاانضباطية، ولعل هذا ترجمه قولا وفعلا حينما كان مشرفا على العارضة الفنية للمنتخب الغاني، أين تمكن بفضل شخصيته القوية من ترويض النجوم الجموحة، ما أهله ليقودهم لتحقيق أحد أفضل النتائج في تاريخ برازيل إفريقيا، وذلك خلال نهائيات كأس أمم إفريقيا بأنغولا 2010، ومونديال جنوب إفريقيا لذات السنة. لا يخضع لنزوات النجوم ويرفض مصاحبة اللاعبين أكدت مصادر مطلعة ل"الخبر الرياضي"، أن المدرب الجديد للخضر، تنتظره ورشة حقيقية مع التشكيلة الوطنية والنجوم الكثيرة التي تعج بها، من أمثال محرز، فيغولي، براهيمي، بودبوز وغيرهم كثير، حيث سيكون مطالبا بإعادة فرض أجواء الانضباط والصرامة بين أعضاء التشكيلة الوطنية، بعدما شهدت مرحلة المدرب الفرنسي السابق، كريستيان غوركيف، بعض الليونة والسهولة في التعامل مع السلوكات غير الانضباطية التي ظهرت من حين لآخر مع عدد من اللاعبين، علما أن راجيفاك، الذي سبق له أن درب برازيليي إفريقيا وقادهم لقمة التألق والمجد، معروف عنه عدم الخضوع لنزوات النجوم، كما يرفض مصاحبة اللاعبين، مفضلا وضع حدود فاصلة بينه وبينهم، حتى لا يسيء اللاعبون التعامل مع مثل هذه الوضعيات السلوكية. صرامته جعلته يفشل مع الأهلي السعودي والمنتخب القطري وحسب مصادرنا دائما، فإن ميلوفان راجيفاك، كثيرا ما يضع حواجز فعلية بينه وبين اللاعبين، حيث يرفض الحديث معهم كثيرا، وهو العامل الذي جعله ينجح لأبعد حد مع منتخب غانا عام 2010، وهو نفس العامل الذي جعله في المقابل يفشل في تجربته مع الكرة الخليجية، حيث فشل في قيادة النادي الأهلي السعودي، إذ سرعان ما فسخ عقده معه حينما وقف على عجزه عن ترويض لاعبي هذا الفريق، وكذلك الشأن مع المنتخب القطري الذي أشرف عليه لبعض الوقت، وفشل في فرض الصرامة المطلوبة والانضباط اللازم على نجوم المنتخب، الذين لم يتمكنوا من التأقلم مع السياسة المتشددة للمدرب، ما جعل الاتحاد القطري لكرة القدم يسارع لفسخ عقد مدربه، بعدما وصلت العلاقة بينه وبين اللاعبين إلى أفق مسدود. نحو قبضة حديدية بين لاعبي الخضر والمدرب الجديد ويراهن رئيس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم، محمد روراوة، على السمات الشخصية لهذا المدرب لإعادة فرض أجواء الصرامة والجدية والانضباط داخل التشكيلة الوطنية، خاصة مع كثرة عدد النجوم الكبار الذين أضحت تتوفر عليهم تشكيلة الخضر، علما أن الرهانات المستقبلية للمنتخب الوطني، وعلى رأسها التصفيات التأهيلية لمونديال روسيا 2018، مع تواجد المنتخب في مجموعة الموت إلى جانب كبار القارة، نيجيريا، الكاميرون وزامبيا، تستدعي كل الجدية والتحضير الصارم، ما يرشح لتشكل قبضة حديدية حقيقية بين التقني الصربي ورفقاء محرز، حتى وإن كانت الاحترافية العالية للاعبي الخضر ستقلل حتما من المخاوف التي قد تثار بسبب هذا المزاج القوي للمدرب الصربي.