اتصل بنا عدد من المدربين الجزائريين ممن يريدون الترشح لحيازة شهادة تدريب "كاف.أ"، التي ستخصص لها الفاف دورة تكوينية قريبا بقيادة بوعلام لعروم وخبير مصري، حيث طرح هؤلاء التقنيون مشكلة ضبط قائمة المرشحين، بحكم أن هناك نحو 300 تقني جزائري له الحق في هذه الدورة، ولن تمنح سوى 80 إجازة، مما يعني بأن لعروم مطالب باختيار ثمانين مدربا لدخول الدورة التكوينية للظفر بشهادة الكاف الأولى. المشتكون طلبوا منا لفت انتباه المسؤولين على مستوى الفاف والوزارة، لأن أشياء كثيرة ستحدث في ضبط قائمة الثمانين، في ظل وجود حصص سرية ستخصص لبعض المدربين أو اللاعبين الدوليين، على حساب آخرين، وهو أمر غريب يجب التنديد به، في وقت تبحث فيه الاتحادية والوصاية عن وسيلة لتحسين مستوى مدربينا. نظام "الكوطات" الذي يخشى منه الكثير، هو سلوك غير سليم، وقد يوظفه البعض وفقا لمبدأ المحاباة، وعوض أن يضع لعروم مقاييس موضوعية لاختيار الثمانين مدربا المؤهلين حسب معايير احترافية وعملية، لا زلنا نسمع عن ممارسات كنا نظن بأنها زالت، فقد تردد في المديرية الفنية، بأن مدربين منحهم بوعلام لعروم شهادة تدريب دولية دون أن يحضروا إلى الجزائر، ولم يشاركوا في أي درس ولا حصة تكوينية، وكأن ديبلوم التدريب الجزائري أصبح لا قيمة له، فلا يعقل أن يمنح لعروم شهادات لبلماضي أو منصوري أو أي شخص آخر لا توجد فيه المواصفات المعمول بها دوليا، ولا يعقل أن نمنح شهادات تدريب لتقنيين لم يمارسوا المهنة، ونحرم مدربين آخرين من هذه الشهادة التي ستفتح لهم أبواب العمل في كل أنحاء العالم، كما لا يمكن منح شهادات تدريب للاعبين دوليين دون أن يتكونوا. وحتى لا نكون قاسين على الشيخ بوعلام لعروم، فإن افتقار الفاف إلى مدير فني وطني حقيقي، وإلى مديرية فنية بأتم معنى الكلمة، جعل كل ما هو فني حبيس التلاعبات، ولا يسير بشكل واضح، خاصة في ظل تهميش المدربين وتقزيمهم في الساحة الكروية، وعدم تفعيل نقابة المدربين وتنشيط اللجان الفنية، ولعل عدم هيكلة المدربين لأنفسهم في تنظيم موحد يدافعون به عن مهنتهم، سهل بشكل كبير دخول الانتهازيين لهذه المهنة النبيلة، وترك المجال لمن يفرض عليه نظام الحصص، يقصى من يقصى، ويرقى من يرقى إلى مصاف المدربين.