يعتبر رياض بودبوز أحد أبرز اللاعبين في فرنسا، ونجم من نجوم المنتخب الجزائري، على الرغم من صغر سنه إلى أنه استطاع أن يترك بصمته في نادي “سوشو” وأصبح الفتى المدلل للنادي الفرنسي، وأحد الأسماء التي من المتوقع أن تترك بصمتها في كان جنوب إفريقيا المقبلة رفقة الخضر، سلطنا الضوء هذه المرة، على رياض وكل المحطات التي شهدها مشواره الاحترافي إلى حد الآن وكذا بعض الجوانب الخفية من حياته….. أصوله من خنشلة، وضحى بحنان العائلة من أجل الكرة رياض بودبوز من مواليد 19 فيفيري 1990 بمدينة كولمار الفرنسية، يعتبر الابن الأصغر في العائلة، بعد ثلاثة أخوة وأختين، ويعتبر الابن المدلل في العائلة، أصوله من مدينة خنشلة، عاش طفولة سعيدة، لكنه لم يشعر بالحنان العائلي كاملا بعدما قرر مغادرة البيت في سن مبكرة ، من أجل الالتحاق بمركز تكوين “سوشو”، مفضلا التضحية بالحنان والدفء العائلي من أجل كرة القدم. بدايته مع الكرة كانت في نادي كولمار مسقط رأسه انطلاقة المسيرة الكروية لرياض بودبوز كانت من فريق مسقط رأسه نادي كولمار في سن الثانية عشرة، بحيث انضم رياض لهذا النادي من أجل صقل موهبته وتطوير قدراته الفنية والبدنية، ودامت تجربة بودبوز مع كولمار موسمين كاملين، تعلم من خلالهما أبجديات كرة القدم. انتقاله إلى مركز “سوشو” كان بمثابة الانطلاقة الحقيقية لرياض بعد أن قدم مستويات كبيرة مع نادي كولمار في الفئات الشبانية، تقدم نادي سوشو بعرض لضم رياض بودبوز إلى صفوفه، وهو ما حدث، بحيث شهد صيف 2004 التحاق رياض بمركز نادي سوشو رفقة رومان حمومة وآخرين، والتي كانت بمثابة الانطلاقة الحقيقية لبودبوز في مسيرته الاحترافية بالنظر إلى مكانة سوشو في الكرة الفرنسية باعتباره أحد أعرق المدارس الكروية في فرنسا. رفض الالتحاق بمانشستر يونايتد وهو في سن17 لم يمر تألق رياض مع الفئات الشبانية لنادي سوشو، مرور الكرام على نادي مانشستر يونايتد الذي أرسل مبعوثا إلى بيت عائلة بودبوز من أجل التفاوض لضم رياض إلى نادي الشياطين الحمر، وهو العرض الذي رفضه هذا الأخير بالإضافة إلى عائلته، بسبب صغر سن رياض، وخوفه من حرق المراحل بالانضمام إلى ناد عريق مثل المان يونايتد، ما جعله يقرر البقاء في سوشو والعمل على فرض نفسه مع تشكيلة الأكابر أولا قبل النظر في قضية العروض. مباراته الأولى في الليغ 1 كانت ضد نيس موسم 2008/2009 بعد سنوات من العمل الجاد والمثابرة، جاءت فرصة رياض بودبوز من أجل اللعب مع الفريق الأول لسوشو، وكان ذلك في المباراة التي جمعت نادي نيس بنظيره سوشو في 4 أوكتوبر 2008، والتي شهدت أول مشاركة لبودبوز بقميص سوشو، في يوم لن ينساه رياض، خاصة أنه انتظره طويلا، قبل أن يتمكن من تسجيل أول هدف له في مشواره الاحترافي مع سوشو ضد نادي لومان أين قاد فريقه للفوز في يوم 8 نوفمبر 2008، لتشهد ميلاد نجم جديد في سماء البطولة الفرنسية. موسم 2010/2011 كان مميزا لرياض وفجّر فيه إمكاناته موسمان بعد ذلك، شهد تألقا واضحا لبودبوز رفقة ناديه سوشو، بعد أن أصبح ركيزة أساسية، وصانع ألعاب الفريق، وتمكن من لعب العديد من المباريات كما ساهم في الانتصارات التي حققها فريقه، بتسجيله لثمانية أهداف ومنحه سبع تمريرات حاسمة، جعلت منه النجم الأول في سوشو، ومدلل أنصار الفريق الذين صاروا يتغنون كثيرا برياض، بعد كل ما قدمه للنادي على الرغم من صغر سنه. عانى كثيرا هذا الموسم مع أنصار فريقه بسبب مرسيليا لم يكن ينتظر رياض أن خروجه من المنزل في أحد الأيام وهو يرتدي قميص مرسيليا، سيسبب له العديد من المشاكل مع ناديه سوشو وأنصار النادي خصوصا، الذين لم يتقبلوا ذلك، ووصل بهم الأمر إلى سب رياض ونعته بأقبح الأوصاف كعبارة “العربي القذر” في إحدى المباريات، لكن رياض حافظ على هدوئه وأثبت نضجه الكبير، بعدما تجاوز هذه الأزمة وأصبح يقدم الإضافة المنتظرة للتشكيلة، ما أكسبه حب الجماهير من جديد بعد فترة صعبة مر بها لاعبنا الدولي في بداية الموسم. حمل ألوان المنتخب الفرنسي في الفئات الشابة وتوج بكأس “غامبارديلا” سبق لرياض حمل قميص المنتخب الفرنسي وكان ذلك في الفئات الشابة، بحيث استدعي لبعض المباريات رفقة منتخب أقل من17 سنة، قبل أن يتوج مع نادي سوشو في تلك الفترة بكأس غامبارديلا كما لعب أيضا لمنتخب الديوك أقل من 19سنة، وكان أحد نجوم المنتخب آنذاك. قالها بصوت مرتفع أنه جزائري وسيحمل قميص الجزائر بعد أن كثر الحديث عن المنتخب الذي سيحمل ألوانه رياض بودبوز خاصة بعدما أبدت الاتحادية الفرنسية رغبتها بالاحتفاظ بصانع ألعاب سوشو، لكن رياض وبنضجه الكبير وعلى الرغم من صغر سنه، إلا أنه صرح وفي العديد من المرات، أنه جزائري ولن يحمل سوى القميص الجزائري في فئة الأكابر، خاصة أنه يفتخر كثيرا بالجزائر، ووطنيته تجاه بلد المليون ونصف المليون شهيد، وفي حال تلقيه دعوة للانضمام للخضر لن يتوانى لحظة في المجيء إلى الجزائر، وهو القرار الذي شكل صدمة كبيرة لمتتبعي الكرة الفرنسية. سجل هدفا خرافيا ضد موناكو عجّل بدعوته لتدعيم الخضر بعد أن أبدى بودبوز رغبة ملحة في الالتحاق بالمنتخب الجزائري في حال وجهت له الدعوة، تنقل المدرب الوطني آنذلك رابح سعدان إلى موناكو لمعاينة رياض في مباراة جمعت سوشو بنادي إمارة موناكو برسم بطولة الليغ1، وهي المواجهة التي شهدت تألقا لافتا لرياض، الذي كان رجل المباراة، خاصة بعدما تمكن من تسجيل هدف خرافي بتسديدة من نصف الملعب، تحت أنظار الشيخ رابح سعدان، الذي لم يتوان في توجيه الدعوة لبودبوز من أجل التواجد مع الخضر في كأس العالم الأخيرة التي احتضنتها جنوب إفريقيا. مباراة أيرلندا الودية كانت محطته الأولى مع الخضر تعتبر المباراة الودية التي جمعت المنتخب الوطني بنظيره الأيرلندي بملعب دبلن بتاريخ 25 ماي 2010 تحضيرا للمونديال، أول مشاركة لبودبوز رفقة الخضر، بعد أن أقحمه سعدان في العشرين دقيقة الأخيرة، أين اكتشفه الجمهور الجزائري بعدما قام بالعديد من المراوغات الجميلة، لفت من خلالها الأنظار، قبل ساعات قليلة عن تنقل الخضر إلى بلاد العم مانديلا للمشاركة في كأس العالم بعد 24 سنة من الغياب عن المحفل العالمي. شارك في المونديال في سن 20 سنة وعاش في حلم التحاق رياض بودبوز بالخضر كان قبل مونديال جنوب إفريقيا بقليل، بعدما قرر الناخب الوطني سعدان توجيه الدعوة لصانع ألعاب سوشو، الذي كان من بين أصغر العناصر التي شاركت في المونديال الإفريقي في سن العشرين سنة فقط، وأكد رياض أنه يعيش في حلم، ولم يكن ينتظر أن يشارك في منافسة بحجم كأس العالم في مثل هذا السن. كسب قلوب الجزائريين في سن العشرين بسبب مراوغاته القاتلة بعد مباراتين وديتين لبودبوز رفقة المنتخب الوطني أمام كل من أيرلندا والإمارات تحضيرا للمونديال، عرف أنصار الخضر المستوى الحقيقي لرياض، الوافد الجديد لكتيبة الأفناك، الذي كسب قلوب الجزائريين في ظرف وجيز وهو في سن العشرين ربيعا فقط، وهذا بسبب إمكاناته الفنية الكبيرة ومراوغاته القاتلة التي يذهب المدافعون ضحيتها، خاصة أن الجمهور الجزائري يعشق اللعب الاستعراضي كثيرا، وطريقة لعب بودبوز يحبذها عشاق الخضر. مباراة إنجلترا كانت مميزة جدا لبودبوز بعدما لم يشارك في المباراة الأولى للخضر في المونديال ضد سلوفينيا لخيارات تكتيكية من المدرب سعدان، هذا الأخير أعاد حساباته وأقحم رياض كأساسي في لقاء الجولة الثانية ضد إنجلترا، أين أبدع بودبوز وأمتع أمام رفقاء فرانك لامباراد، وأتعب دفاع الأسود الثلاثة وأرهقهم كثيرا وأكد على علو كعبه، خاصة في اللقطة التي أسقط فيها النجم ستيفان جيرارد أرضا، دخل من خلالها قلوب الجزائريين الذين أعجبهم الفتى المدلل لسوشو، وتأكدوا من أن قدومه للخضر يعتبر إضافة كبيرة لكتيبة الأفناك. سجل أول أهدافه مع الأفناك ضد تونس بتسديدة رائعة انتظر صانع ألعاب نادي سوشو إلى غاية المباراة الودية التي جمعت المنتخب الوطني بنظيره التونسي بملعب مصطفى تشاكر بالبليدة، ليسجل أول أهدافه رفقة الخضر، وهو الهدف الوحيد في المباراة، بتسديدة جميلة من خارج منطقة العمليات سكنت شباك الحارس البلبولي الذي لم يتمكن من صد الكرة، ليقود بودبوز الخضر لتحقيق فوز على الجار التونسي، في انتظار المباراة المرتقبة بين المنتخبين في الكان في 22 من الشهر الجاري. “حاليلو” يعتمد عليه كثيرا ويفضّل الزج به “كجوكير” في ما يخص علاقة رياض بالناخب الوطني الحالي وحيد حاليلوزيتش، الذي يثق كثيرا في صانع ألعاب نادي سوشو، ويضعه ضمن خططه، ويعتبر إحدى الأوراق الرابحة للمدرب البوسني، الذي صار يقحم بودبوز كجوكير، وفي أغلب المباريات الأخيرة صار يقحمه في الأشواط الثانية، خاصة بعد قدوم فيغولي، الذي وكل له مهمة صناعة اللعب، ليبقى رياض بمثابة الورقة التي يلجأ إليها “حاليلو” في الأوقات الصعبة، خاصة أنه من بين اللاعبين القادرين على صنع الفارق في أي وقت من المباراة. يطمح للتألق في الكان والظفر بعرض من أحد الأندية الكبيرة يعول رياض بودبوز على تقديم دورة كان في المستوى، والتألق رفقة المنتخب الوطني ولم لا الظفر بالتاج الإفريقي وإضافة النجمة الثانية في قميص الخضر، ومن الجانب الفردي يطمح رياض لترك بصمته والسعي للفت أنظار المناجرة الذين سيحجون لجنوب إفريقيا، والظفر بعقد من أحد الأندية الأوروبية الكبيرة، خاصة بعدما أبدى رياض رغبته في ترك سوشو مع نهاية الموسم الكروي الحالي. زيدان قدوته ويعشق ريال مدريد بجنون لم يخف رياض، أن النجم والأسطورة الفرنسي زين الدين زيدان يعتبر قدوته في كرة القدم، بالنظر إلى مكانة “زيزو” في الميادين العالمية، كما يعتبر نادي ريال مدريد الفريق المفضل له، والذي يعشقه إلى حد الجنون، ولا يفوت متابعة أي مباراة يخوضها رفقاء كاسياس، خاصة لقاءات “الكلاسيكو” ضد الغريم التقليدي نادي برشلونة. ميسي لاعبه المفضّل ومعجب كثيرا بحاتم بن عرفة النجم الأرجنتيني لنادي برشلونة ليونيل ميسي يعتبر اللاعب الأفضل لرياض بودبوز، الذي يتمتع كل أسبوع بما يقدمه صاحب الأربع كرات ذهبية رفقة النادي الكتالوني ومنتخب التانغو، والمستوى الرائع والمبهر لميسي الذي أذهل العالم بأسره، كما لم يخف رياض إعجابه بالدولي الفرنسي حاتم بن عرفة ذي الأصول التونسية، بحيث يعتبره من اللاعبين الذين يتمتعون بإمكانات فنية كبيرة جدا، وقادر على صنع الفارق في أي وقت من المباراة. يعشق مدينة مراكش المغربية ويقضي فيها عطلته الصيفية تعتبر مدينة مراكش المغربية، الوجهة المفضلة لبودبوز من أجل قضاء عطلته الصيفية، بحيث يفضل التمتع بجمال المدينة المغربية، بعد موسم كروي شاق، وهذا بعدما سحرته مراكش بجمالها خاصة في الصيف، والأجواء التي تميز هذه المنطقة التي تعتبر مدينة سياحية، ويفضل رياض التنقل إلى مراكش رفقة بعض أقرانه الذين يفتقدهم كثيرا طيلة الموسم الكروي رفقة سوشو بالإضافة إلى المنتخب الوطني كما أنه لا يفوت أي فرصة لزيارتها مثلما حدث خلال شهر أكتوبر بعد نهاية لقاء الخضر ضد ليبيا، حيث غادر فندق “الشيراطون” بالدار البيضاء نحو مراكش كما استغل فترة الراحة التي منحها إياه مسيرو سوشو نهاية السنة ليحتفل برأس السنة الجديدة هناك رفقة عدد من المشاهير يتقدمهم ديديي دروغبا. “السكالوب” أكلته المفضلة ويعشق كل ما تطهيه الوالدة عن الأكلة المفضلة للدولي الصغير، فهو يعشق كل ما تطهيه الوالدة الكريمة، خاصة أنه يحب تناول الأكلات التقليدية كثيرا، ويعتبر طبق السكالوب الأكلة المفضلة لرياض، الذي يفضلها على كل الأكلات، ويعتبرها طبقه المفضل الذي لا يستطيع مقاومته. البطاقة الفنية تاريخ ومكان الازدياد: 19 فيفري 1990 كولمار (فرنسا) الجنسية: جزائرية الطول: 1.70م المنصب: وسط ميدان هجومي النادي الحالي: نادي سوشو الرقم: 10 مشواره الاحترافي مع الأندية: نادي كولمار 2000-2004 نادي سوشو 2004- إلى يومنا هذا (130 ،20هدفا) مشواره مع المنتخبات: المنتخب الفرنسي أقل من 17سنة ( مباراتان) المنتخب الفرنسي أقل من 19 سنة ( 10 مباريات، 1 هدف) المنتخب الجزائري منذ 2010 إنجازاته الفردية: أفضل لاعب جزائري شاب سنة 2010 ثاني أفضل لاعب شاب إفريقي سنة 2010 جائزة الكرة الذهبية الجزائرية سنة 2011