احتفلت الجزائر أمس بالمناسبة المزدوجة ل 24 فيفري المصادفة للذكرى ال57 لتأسيس الاتحاد العام للعمال الجزائريين، والذكرى 43 لتأميم المحروقات. وتميزت احتفالات هذه السنة بتأكيد رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة، في الرسالة التي وجّهها بهذه المناسبة، على تحسين مؤشرات التنمية، والعمل على تعزيز قدرات الاقتصاد الوطني. كما عرفت المناسبة تدشين منشآت بولايات الجنوب الجزائري. وتطرق رئيس الجمهورية في هذه الرسالة التي قرأها نيابة عنه المستشار بالرئاسة السيد محمد بوغازي بولاية تبسة، والتي تزامنت مع موعد الثلاثية التي حملت أخبارا سارة للعمال، تطرق لنتائج هذه الثلاثية، الرامية إلى تحسين مؤشرات التنمية البشرية والقدرة الشرائية، من خلال إلغاء المادة 87 مكرر من قانون العمل، التي ستمكّن من تحسين مداخيل العمال، مشيرا إلى أن مقتضيات التنمية تفرض بذل المزيد من الجهود لتعزيز قدرات الاقتصاد الوطني وتنافسيتها لمواجهة عالم الغد، الذي لا مكانة فيه إلا للأمم التي تملك القدرة على الابتكار والتحكم الدقيق في تسيير مواردها. وفيما حيّى الرئيس كافة العمال، وعمال قطاع المحروقات على وجه الخصوص، على المجهودات التي يبذلونها حفاظا على اقتصاد البلاد وسيادتها، ترحّم على أرواح كل العمال الذين فارقوا الحياة وهم يؤدّون مهامهم، كعمال المنشأة الغازية لتقنتورين. واحتضنت ولاية تبسة الاحتفالات الرسمية لإحياء الذكرى المزدوجة لتأميم المحروقات وتأسيس الاتحاد العام للعمال الجزائريين. وشارك في هذا الاحتفال إلى جانب مستشار رئيس الجمهورية، السيد محمد بن مرادي وزير العمل والتشغيل والضمان الاجتماعي، الذي افتتح اللقاء بالحديث عن وضعية قطاعه، وعبد المجيد سيدي السعيد الأمين العام للاتحاد العام للعمال الجزائريين رفقة السلطات المحلية لولاية تبسة والعديد من المسؤولين السامين. واستُهلت الاحتفالات بوضع إكليل من الزهور أمام النصب التذكاري بوسط المدينة، الذي يضم أسماء الشهداء الذين سقطوا في ميدان الشرف بهذه المنطقة، والترحم على أرواحهم الطاهرة. كما شارك الوفد الذي يضم على الخصوص الرؤساء المديرين العامين لكل من سونلغاز، شركة الخطوط الجوية الجزائرية، طاسيلي إيرلاينز، القرض الشعبي الجزائري، بنك الفلاحة والتنمية الريفية "بدر"، اتصالات الجزائر وكوسيدار، إلى جانب ممثلين عن النقابات المستقلة في لقاء للعمال بجامعة تبسة. وتميزت أجواء الاحتفالات التي عمت سائر ولايات الجنوب، بمراسم الترحم على أرواح الشهداء الطاهرة، وتدشين عدة منشآت، وتنشيط تظاهرات متنوعة. وتميّز جانب من مظاهر إحياء هذه المناسبة الوطنية بولاية ورقلة، بتدشين وزير الطاقة والمناجم يوسف يوسفي بمعية الرئيس المدير العام لمجمع سوناطراك عبد الحميد زرقين، مصنع معالجة الغاز لقاسي الطويل، الذي سيوفّر للجزائر طاقة إضافية لمعالجة 6ر3 ملايير متر مكعب سنويا. ومن جهتها، دشنت السلطات الولائية مؤسسة صناعة المنشآت المعدنية، وأخرى للإنارة العمومية بعاصمة الولاية، إلى جانب تدشين شطر 20 كلم من الطريق الوطني المزدوج رقم 56، الرابط بين مدينتي ورقلة وتقرت. وفي إطار هذه الاحتفالات دائما، نُظم ببلدية تبسبست دائرة تقرت الكبرى، حفل حضره عدد من أعضاء الأسرة النقابية للاتحاد العام للعمال الجزائريين، تم خلاله تكريم عدد من العمال المتقاعدين والنقابيين. وتحتضن ورقلة أيضا ضمن هذه الفعاليات الاحتفالية، الصالون الأول للتهيئة والتجهيزات الحضرية، الذي يشارك فيه نحو ثلاثين عارضا. ومن جهتها، شهدت مدينة حاسي مسعود ودائما في إطار إحياء الذكرى ال 43 لتأميم المحروقات، منافسات سباق "رالي الواحات"، بمشاركة سيارات ودراجات نارية يقودها سائقون قدموا من مختلف ولايات الوطن. ونفس الأجواء الاحتفالية شهدتها ولايتا غرداية والبيّض، والتي تميزت بتنظيم العديد من الأنشطة، من بينها تكريم عدد من العمال المتقاعدين ووجوه نقابية بمبادرة من الأمانات المحلية للاتحاد العام للعمال الجزائريين. واحتفاء بهذه الذكرى الوطنية أيضا، أُطلقت بولاية بشار أشغال إنجاز محطة كبرى للخدمات تابعة لمؤسسة "نفطال". وسيزوَّد هذا المشروع الهام الذي تقدَّر تكلفته المالية ب 100 مليون دينار، بكافة أنواع الخدمات التي يحتاج إليها مستعملو الطريق.