عبرت الجزائر والتشاد، أمس الاثنين، عن إرادتهما المشتركة في إضفاء حركية جديدة على علاقات التعاون الثنائي من خلال إطلاق مشاريع شراكة ملموسة في العديد من المجالات المحددة. وفي مداخلته لدى افتتاح الدورة الثالثة للجنة المختلطة الجزائرية- التشادية، أكد وزير الشؤون الخارجية، رمطان لعمامرة، أن"الصداقة التقليدية التي تربط بلدينا وشعبينا والتضامن ونوعية علاقاتنا تدعونا إلى مضاعفة الجهود والمبادرات من أجل اضفاء حركية جديدة على علاقاتنا الثنائية". وأعرب رئيس الدبلوماسية الجزائرية عن "قناعته" لكون إعادة تحيين مشاريع التعاون والشراكة وتجديد الإطار القانوني والاقتراحات التي ستتوج هذه الدورة الثالثة "ستسمح بتدارك التأخر المسجل وباعادة بعث التعاون الثنائي على أسس جديدة". في هذا الصدد، أوضح قائلا "علينا تحديد مشاريع في مجالات تنمية الموارد البشرية والصحة والطاقة والمناجم والفلاحة والقطاعات التي اكتسبت فيها الجزائر خبرة متينة هي مستعدة لتقاسمها مع التشاد والدول الافريقية الأخرى". لدى تطرقه إلى انعقاد الدورة الثالثة للجنة المختلطة، أشار السيد لعمامرة إلى أن هذا الاجتماع هو "ثمرة إرادة سياسية في أعلى مستوى ترمي إلى إعادة بعث تعاوننا الثنائي وتعزيز أواصر الصداقة والتضامن التقليدية القائمة بين الجزائر والتشاد". وأضاف أن هذه الدورة "ستكون فرصة لتقييم شامل لعلاقاتنا الثنائية وتحديد آفاق جديد من شأنها أن تسمح بإعطاء دفع قوي لتعاوننا وفقا لتوجيهات رئيسي بلدينا عبد العزيز بوتفليقة وادريس ديبي ايتنو". وأكد السيد لعمامرة أن البلدين "يتقاسمان نفس قيم الصداقة والسلم والعدالة والتضامن" و«يواصلان جهودهما لتحقيق نفس الأهداف لصالح ارساء السلم والاستقرار في قارتنا لاسيما في منطقتنا". وأوضح قائلا إن الجزائر والتشاد "ملتزمتان بتوحيد جهودهما لبلوغ هذه الأهداف". وبهذه المناسبة أشاد السيد لعمامرة "بالتضحيات التي قدمها الشعب التشادي لمكافحة الارهاب في مالي". وأكد قائلا "أغتنم هذه الفرصة للتذكير بأن آفات الارهاب والجريمة المنظمة العابرة للحدود والمتاجرة بالمخدرات في شبه الاقليم تستوقفنا وتلزمنا بمضاعفة اليقظة وتوحيد جهودنا وإمكانياتنا للقضاء عليها بحزم". ومن جهته، أعرب الوزير التشادي للشؤون الخارجية والاندماج الافريقي، موسى فاكي محمد، عن ارتياحه لانعقاد اللجنة المختلطة الجزائرية-التشادية بعد مضي 23 سنة على انعقاد آخر دورة في 1991 بنجامينا، موضحا أنه لا بد من تكييف الإطار القانوني الذي يحكم التعاون الثنائي بين البلدين في السياق الحالي. كما عبر عن إرادة بلده في إبرام شراكة تقوم على مشاريع ملموسة، موضحا أن التشاد "يرغب في الاستفادة من المهارة الجزائرية" في العديد من المجالات والقطاعات. وعبر الوزير التشادي، من جهة أخرى، عن عزم بلده على حفظ السلم والاستقرار في منطقة الساحل الصحراوي مؤكدا أن "هناك أمور كثيرة على التشاد أن يتعلمها من التجربة الجزائرية في مجال مكافحة الارهاب". ومن جهة أخرى، أجرى السيد لعمامرة محادثات مع التشادي على هامش الدورة تمحورت حول التعاون الثنائي والقضايا ذات الاهتمام المشترك. وكان وزير الشؤون الخارجية والاندماج الافريقي التشادي موسى فاكي محمد قد صرح للصحافة لدى وصوله إلى مطار هواري بومدين الدولي أن "علاقاتنا قديمة ومتينة ومتميزة وفي إطار تعميق هذه العلاقات أقود وفدا هاما يشارك في اللجنة المختلطة الجزائرية التشادية". وقال الوزير التشادي إن منطقة الساحل والصحراء تواجه تحديات كبيرة وأن "مشاوراتنا مع الجزائر مستمرة". وأضاف قائلا في نفس السياق "سنتطرق إلى بعض المواضيع الحساسة وأن المشاكل الأمنية تعد أولوية من أولوياتنا". كما كشف وزير النقل عمار، غول أمس، بالجزائر، عن اتفاقية بين الجزائر والتشاد في مجال النقل البري سيتم التوقيع عليها قريبا لأجل السماح بمرور السلع من وإلى التشاد عن طريق الموانئ الجزائرية. وأوضح الوزير عقب لقائه بالوزير التشادي للبنية التحتية والنقل أودوم يونوسمي أن هذه الاتفاقية ستسمح للتشاد باستغلال الموانئ التجارية الجزائرية في توجيه مختلف السلع من أوروبا وآسيا إلى التشاد أو العكس مرورا بالطريق العابر للصحراء أو خط السكة الحديدية الذي سيربط الجزائر العاصمة بتمنراست مستقبلا.