أعلنت المصالح الفلاحية لولاية تيارت أمس، عن تسجيل 8 حالات إصابة مؤكدة بالحمى القلاعية بدوار "دزيرة" ببلدية "سرغين" بولاية تيارت. وقد سارعت المصالح البيطرية إلى ترخيص عملية ذبح الأبقار المصابة بالمذبح البلدي لبلدية قصر الشلالة، حتى لا تنتقل العدوى إلى باقي مزارع تربية الأبقار، خاصة أن البؤرة هي الأولى من نوعها بالولاية. من جهته، أكد المراقب العام للمصالح البيطرية بوزارة الفلاحة السيد عبد المالك بوحبال، أن عدم احترام المربين لقواعد السلامة المحددة من طرف الوزارة وسعيهم للربح السريع، أدى إلى انتشار المرض عبر 24 ولاية. وعن أسباب تسجيل أولى حالات الإصابة بالفيروس، أشار رئيس المجلس الشعبي البلدي السيد حيدرة الطاهر، إلى أن صاحب المستثمرة كان قد اشترى بقرة من ولاية سطيف منذ حوالي 15 يوما، وضمها لقطيعه؛ الأمر الذي أدى إلى انتقال الفيروس بسرعة. وفور الإعلان عن حالات الاشتباه بالإصابة قررت لجنة الوقاية عزل المنطقة وتطهير المستثمرة بعد ذبح 8 أبقار. من جهتهم، قام البياطرة بمعاينة كل المستثمرات الفلاحية القريبة؛ بهدف تلقيح الأبقار بصفة استعجالية، وحث المربين على تطهير الإسطبلات بالجير ومنع دخول الغرباء. كما دعت مديرية الفلاحة بولاية تيزي وزو كل المربين الذين تضرروا من فيروس الحمى القلاعية، إلى تطهير مزارعهم، وهذا كشرط أساس قبل تعويضهم. وحسب مدير الفلاحة السيد بولرياح بوسد، فقد تم دعوة المتضررين إلى استخدام المبيدات المناسبة، مع نشر الجير عند مداخل الإسطبلات بحضور البيطري، أو من خلال الاستنجاد بمكتب الصحة البلدي أو مؤسسة متخصصة في المجال. وعن ملفات التعويض أشار المسؤول إلى تحضير المفتشيات البيطرية لتوزيع رخصة الذبح على القسمات الفلاحية، لتحال بعد ذلك على لجنة يترأسها مدير الفلاحة للتدقيق في كل الملفات. أما فيما يخص حملة التلقيح فالعملية مستمرة بشكل طبيعي بعد استقدام كمية إضافية من جرعات اللقاحات. وقد أُعطيت تعليمات لتكون الأولوية للأبقار الحلوب في التلقيح، علما أن الولاية أحصت منذ ظهور الوباء إصابة 1295 رأس بقر موزعة على 64 بؤرة اكتُشفت ب 37 بلدية، وتَقرر ذبح 1199 رأسا، مع تسجيل نفوق 27 حالة، و79 بقرة تم عزلها وتنتظر قرار الذبح. من جهته، أكد المراقب العام للمصالح البيطرية عبد المالك بوحبال، أن عوامل انتشار فيروس الحمى القلاعية عبر 24 ولاية عديدة، منها تنقّل الأشخاص والمربين بين المستثمرات دون اتخاذ إجراءات التطهير، وتوجيه المواشي غير المصابة للرعي في أماكن مرت عليها مواشي مصابة بالعدوى أو مريضة ولم تظهر عليها الأعراض بعد، بالإضافة إلى رمي الحيوانات الميتة في العراء دون اتخاذ الإجراءات الصحية؛ مما سبّب الانتشار السريع للعدوى. كما نبّه بوحبال إلى دور الأغنام في نقل عدوى الحمى القلاعية قائلا: "إن هذا الفيروس يمس الأبقار، والأغنام تساعد على نقله في صوفها رغم عدم إصابتها به، وهو ما يبرر إغلاق أسواق الأغنام أيضا"، ليوجه دعوة لكل المربين لتفادي فتح أسواق موازية للأغنام.