أوصت اللجنة العلمية للملتقى العلمي المنظم ضمن الطبعة التاسعة للمهرجان الوطني للمسرح المحترف، بتبنّي الجهود العربية في مجال التنظير المسرحي؛ قصد الترويج لها واعتمادها في الدراسات الأكاديمية مثل الاحتفالية، والحلقة، والحكواتي، والقوّال وغيرها. حددت اللجنة العلمية في ختام الملتقى الأكاديمي المعنون ب "المصطلح النقدي والخطاب المسرحي"، أول أمس بفندق السفير بالجزائر العاصمة، مجموعة من التوصيات، هي بمثابة زبدة أفكار طموحة، أسفرت عن أشغال دامت يومين بفضل عدد من الأساتذة والمشتغلين في مجال المسرح؛ إذ أعطت الأولوية لحث المسرحيين على تقديم المنتوج العربي والترويج له عبر اعتماده في الدراسات الأكاديمية، فالأشكال المسرحية العربية متنوعة على غرار الحلقة، والحكواتي، والقوّال وغيرها. ودعت لجنة الملتقى إلى توسيع وتفعيل النشاطات الأدبية المرافقة للمهرجان مثل الأمسيات الأدبية والفنية كالشعر، والرواية والتفكير في إدراج الفنون الجميلة كذلك. واقترحت اللجنة إشراك الممارسين في المناقشات الأكاديمية والعلمية، ومد الجسور بين الفنانين والباحثين في كل مجالات النشاط المسرحي. ونبهت إلى إيلاء الملتقيات العلمية الأهمية اللازمة، وتجاوز فكرة أن تكون مجرد فضاء للقاء فحسب، والتشديد على أن تحظى بالمعاملة على أساس أنها مساحات معيارية تنتج منها الأفكار والحلول لإشكاليات المسرح الشائكة.ورأت اللجنة العلمية أنه بات من الضرورة تنظيم دورات تكوينية في مجال النقد تكون عملياتية تطبيقية، للمتخصصين والإعلاميين المهتمين بفن المسرح.وبخصوص الطبعة المقبلة، تقترح اللجنة أن يكون موضوع الملتقى العلمي إما "المسرح الجزائري بين التأثير العربي والتأثيرات المسرحية الغربية"، أو "نحو رؤية مسرحية عربية"، على أن يترك الاختيار للجنة العلمية للملتقى لتشتغل على أحد الموضوعين.وثمّنت اللجنة الملتقى كونه تناول موضوعا هاما في مجال النقد المسرحي، وحيّت جهود محافظة المهرجان الوطني للمسرح المحترف، التي قدّمت كل الإمكانات، وهيّأت كل الوسائل لإنجاح هذه الفعالية الثقافية العلمية. يُذكر أن اللجنة العلمية تكونت من المغربي الدكتور عبد الكريم برشيد رئيسا، والعراقي الدكتور علي عواد مقررا، والتونسي الدكتور حبيب مونسي عضوا، واللبناني الدكتور عبيدو باشا عضوا، والجزائري الدكتور حميد علاوي عضوا. وكان الملتقى قد انطلقت أشغاله يوم الإثنين المنصرم، حيث أجمع المشاركون على أن النقد المسرحي في البلاد العربية لازال في غالبيته هشا، يفتقد إلى الأسس العلمية الأكاديمية، ولازال يعاني التقليد والسطحية والمحاباة والذاتية، وكلها عوامل كرّست غياب نقد علمي ذي هوية، يدفع بالحركة المسرحية إلى الأمام.