تحصي بلدية الجزائر الوسطى 24 محلا تجاريا يستغل الرصيف في نشاطه، سواء مطاعم أو مقاهي أو غيرها. والملاحظ أن بعض تلك المحلات التجارية تخل بالنظام العام في شقه المتعلق بنظافة المكان، حيث لاحظنا انتشار بعض أنواع القمامة على جنبات الطاولات المتراصة بالأرصفة، خاصة بالبريد المركزي، مما يشوه جمالية المكان باعتباره سياحيا بامتياز. هذا الأمر حدا بالسلطات المحلية للبلدية إلى تحرير 10 إنذارات ضد المخالفين من التجار، آخرها إنذاران صدرا في 30 أوت 2014. كشف السيد عبد الحكيم بطاش رئيس المجلس الشعبي لبلدية الجزائر الوسطى في لقاء خاص مع "المساء"، أن مصالحه أقدمت نهاية الشهر المنصرم على توجيه 10 إنذارات لمسيري مطاعم ومقاه بشارعيّ ديدوش مراد والعربي بن مهيدي، "بسبب تراكم النفايات تحت الطاولات في فِناء المحل"، يوضح السيد بطاش. مضيفا "مسؤولية تنظيف ساحات المحلات التجارية التي تستغل الرصيف لوضع طاولات، تقع على صاحب المحل التجاري منذ حصوله على رخصة استغلال الرصيف في عمل تجاري، ونحن نتابع نشاطات هذه المحلات كونها تقع بشوارع رئيسية بالبلدية، وهي سياحية بالدرجة الأولى، مثل شوارع ديدوش مراد وعبد الكريم الخطابي والعربي بن مهيدي، وفيه دوريات مراقبة، وفي حالة عدم تدارك الأمر، تكون العقوبة غلقٌ من 10 إلى 15 يوما، إلى سحب رخصة استغلال الساحة". المسؤولية متبادلة تتراص على جنبات الشوارع المذكورة عدة طاولات تعتبر امتدادا لمقاهي أو مطاعم، عمد أصحابها إلى إحاطتها بسياج هو في الحقيقة عبارة عن أصيص لنباتات حتى لا يخلون بجمالية هذه الشوارع السياحية المستقطبة لآلاف المواطنين يوميا ومن مختلف جهات الوطن. وحسب إحصائيات بلدية الجزائر الوسطى، فإن 24 محلا تجاريا يستغل الرصيف في خدمات الإطعام، غير أن الملاحظ أن بعض تلك المحلات تخل بالنظام العام في شقه المتعلق بالنظافة، حيث لاحظنا بالطاولات المتراصة قبالة البريد المركزي أعقاب سجائر مرمية أرضا تحت الطاولات والقارورات البلاستيكية المستعملة، وحتى بقايا بعض الأكل والمناديل الورقية في الفترة الصباحية، ليزداد الأمر سوءا بمرور ساعات اليوم. "هذا الأمر صحيح.. أنا لا أنكره، لكن ماذا نفعل أمام ضغط الزبائن طوال اليوم"، يقول عامل بمطعم قبالة البريد المركزي، مواصلا؛ "شخصيا أقوم بتنظيف الساحة كل صباح بين الساعة السادسة والنصف والسابعة في موسم الصيف، وأعيد تنظيف كامل الطاولات وعددها 8، لكن لا يمكنني رفع النفايات التي يرميها الزبون كلما قام من مكانه! ذلك أمر أقوم به مساء عند الإغلاق". ويشير العامل إلى أن المحل يضع حاوية قمامة على الجانب، ليقوم الزبائن برمي بعض النفايات كالقارورات البلاستيكية أو المناديل الورقية وغيرها، مؤكدا أنه نادرا ما يفعل زبون معين ذلك، مفضلا رميها أرضا أو تركها فوق الطاولة بعد مغادرته. "وإن كان هذا النوع من النفايات مقدور على رفعه من على الطاولات، فإن أعقاب السجائر الملقاة أرضا مستحيل رفعها والزبائن جالسون، ولكم تصور تراكمها لو أن كل زبون يجلس ليدخّن ويرمي عقب سيجارته أرضا؟"، يتساءل نفس المتحدث. من جهته، قال محمد مسير مطعم يستغل مساحة على رصيف، بأنه يشرف شخصيا على تنظيف الساحة "ليس فقط بالمكنسة وإنما عن طريق شطفها بالماء والمطهرات كل يوم صباحا ومساء بعد الانصراف"، يقول، موضحا أنه يستغل الساحة منذ أكثر من 3 سنوات ويعتبر نفسه المسؤول الأول والوحيد عن نظافتها، بعد أن تلقى ترخيصا من البلدية باستغلالها، "التاجر في خدمة الزبون وهذا الأخير عندما يجد المكان نظيفا وجميلا فإنه يراعي ذلك ويعمل على تركه نظيفا"، ويشير المتحدث إلى أنه عمد إلى تزيين الساحة المُستغلة قبالة مطعمه بالنباتات لبعث مزيد من الحيوية على المكان "الأسر الجزائرية تحب الهواء الطلق، ونحن نحاول تأمين ذلك لها بوضع الاخضرار على جنبات المكان لبعث مزيد من الحيوية"، لكن لم ينس المتحدث الإشارة إلى أن فيه بعض الزبائن عديمي المسؤولية ممن يرمون أعقاب سجائرهم رغم توفر الطفايات، وهنا يؤكد على أهمية التحسيس المتواصل من عدة جهات لغرس ثقافة الحفاظ على نظافة المحيط، ويبدو متفائلا جدا بالهدف المنشود قائلا؛ "هذه البلاد مات في سبيلها الرجال، ونحن اليوم هنا لتجميل صورتها حتى وإن تطلب منا هذا سنوات من العمل.. فالعبرة بالخواتيم"، يقول محمد. "السيّد بيئة".. لمراقبة النظافة أوضح السيد بطاش ‘مير' بلدية الجزائر الوسطى، أن نظافة البيئة والمحيط مسؤولية يتشارك فيها المواطن مع المسؤولين، موضحا أن مصالحه تعمل على تدارك النقص الحاصل مع مصالح ‘ناتكوم' المخول لها الحفاظ على نظافة المحيط "عملية الكنس التابعة ل'ناتكوم' لا تحقق إلا نسبة 30 بالمائة من العملية، ولتدارك العجز قمنا خلال صائفة 2014 بتوظيف 40 عون نظافة، و06 آلات كنس وسخرنا 06 شاحنات لرفع النفايات، و06 دراجات أطلق عليها تسمية ‘نظافة المحيط' وهي تابعة لمكتب مراقب المحيط بالبلدية، حيث يوجد بكل بلديات العاصمة إطار يراقب هذه العملية ويسمى ‘السيّد بيئة'. كما أوضح المسؤول أن هذه العملية تأتي تنفيذا لتعليمات والي الجزائر، وتخضع لجدول مناوبة لتحقيق هدف الحفاظ على البيئة والمحيط، حيث يبقى المواطن حجر الزاوية لإنجاحها، يقول نفس المسؤول.