عرضت جمعية ‘اقرأ' لمحو الأمية مؤخرا بالعاصمة، إصدارا جديدا يحمل عنوان ‘أمحو أميتي بثقافة اللاعنف'، سيتم توزيعه على أقسام محو الأمية عبر الوطن في الفاتح أكتوبر القادم بمناسبة انطلاق السنة الدراسية الجديدة لهذه الأقسام، وقالت عائشة باركي رئيسة الجمعية بالمناسبة، بأن هذا الكتاب يعتبر ثمرة جهد منسق بين عدة قطاعات، هدفها الأسمى محاربة كل أشكال العنف في المجتمع. أكّدت عائشة باركي خلال منتدى الأمن الوطني الذي انعقد مؤخرا بالعاصمة حول محو الأمية، أنّ كتاب ‘أمحو أميتي بثقافة اللاعنف' أنجز برعاية وزارة الأسرة والتّضامن الوطني وهيئة الأمم المتّحدة، بمشاركة الأمن والدّرك الوطنيين ومختصّين، منهم قضاة ومحامون، إلى جانب فعاليات المجتمع المدني، وهو موجّه حسبها للدارسين في أقسام الجمعية، مخصّص للمستوى الثالث ويرافقه دليل مرجعي يشرح مضامين الكتاب ويساعد المعلّمين على معرفة المقاصد والتوجهات البيداغوجية التي أقرتها الجمعية في مؤسساتها، كما يعالج مجال تعليم اللغة بجميع أنشطتها. ظاهرة العنف طرحتها باركي من خلال الكتاب الذي ألفه الأستاذ العربي مرّاد، في شكل سلوكات بين شخصيات النص، تتفاعل في مواقف حياتية تعبّر عن واقع يجعل الدارس يحسّ به ويعيشه كأنه حقيقة، حيث تقوم البيداغوجية في تقديم نصوص الكتاب على أساس البحث والاستكشاف بدل التلقين واستظهار المعلومات، بينما بني الأسلوب الغالب في تقديم النصوص على أساس المزج بين أسلوب القصة وأسلوب الحوار، حيث يتوفر في النص على عناصر الحركة والتشويق والواقعية. وهذا النهج تقول باركي- يناسب الدارس في أقسام الجمعية، كون الدارس الكبير يمتلك قدرات عقلية جيدة وله تجارب اجتماعية غنية بحكم سنه، إذا ما قورن بمن هم في مستواه من تلاميذ أقسام السنتين الرابعة والخامسة في التعليم الابتدائي. وانطلاقا من نصوص وتشريعات كثيرة ومتنوعة، كمراجع منها المواثيق والتشريعات الأممية، مواثيق وقوانين الدولة الجزائرية، على غرار الدستور الجزائري، قانون العقوبات، قانون الأسرة، الاستراتيجية الوطنية التي أعدتها وزارة التضامن الوطني والأسرة وقضايا المرأة، إلى جانب مراجع أخرى، كانت البرامج والمواضيع في كتاب الجمعية الجديد أو كتب أخرى صادرة من قبل، وتمت المصادقة عليها من قبل وزارة التضامن الوطني ومن قبل جمعية ‘اقرأ'، تتمحور حول ثقافة اللاعنف وتعمّق حقوق المرأة وواجباتها كيفما كان وضعها الاجتماعي، فهي تعامل بصفتها مواطنة وإنسانة لها رسالتها في الحياة تجاه نفسها وأسرتها ووطنها، تكشف باركي مشيرة إلى أن ‘أمحو أميتي بثقافة اللاعنف' يحوي بعض نصوص القراءة حول أشكال العنف السائدة في المجتمع مع دعوة الدارسين أن يكونوا فاعلين في التصدي لهذه الجرائم من خلال لعب دور المربي بحكم تجارب الحياة المتراكمة لديهم. وتعتبر باركي هذا الكتاب كذلك "دواء ناجعا، صالحا شكلا ومضمونا، فالكتاب الصالح هو خير الوسائل لدفع المتعلمين إلى القراءة ومعالجة قضايا اجتماعية كثيرة في مجتمعهم". من جهة أخرى، عالجت مواضيع الكتاب المبوّبة في خمسة محاور؛ العنف بجميع أشكاله ودرجاته وفي شتى مناحي الحياة، ومن ذلك مثلا العنف الفظي كالسب والشتم، المس بالسلامة المعنوية، الرشوة، العنف في الملاعب، معاقبة التلميذ في المدرسة، الإفراط في السرعة والتهور، أخطار المخدرات في المجتمع، الاعتداء على المعلم، إهمال الأطفال والعجزة، الاغتصاب والتحرش ضد المرأة، الجرائم ضد الأصول وغيرها من المواضيع المهمّة.