دعا الوزير الأول عبد المالك سلال، أمس، بإن ڤزام عناصر مفتشيات الجمارك إلى تشديد مراقبتها على عمليات التهريب، التي تحصل على الحدود الجنوبية للبلاد، لا سيما من خلال تكثيف العمل الاستعلاماتي وعدم التركيز فقط على عمليات المطاردة، فيما شدد من جانب آخر على ضرورة التكفل التام بالمشاريع السكنية الموجهة لفائدة سكان المناطق الجنوبية، مع احترام كافة الخصوصيات والتسهيلات التي حددتها الدولة لمختلف أنواع السكنات بهذه المناطق، مؤكدا في هذا السياق بأن "الأمن الحقيقي في الجنوب هو ضمان استقرار السكان في مناطقهم". واطّلع السيد سلال، في بداية زيارته الميدانية لبلدية إن ڤزام بولاية تمنراست، على حصيلة نشاط المفتشيات الثلاث للجمارك التابعة للمديرية الولائية، وذلك بمناسبة معاينته لمستوى تقدم مشروع مقر جديد لمفتشية إن ڤزام، حيث لم يتردد في انتقاد هذه الحصيلة التي اعتبرها ضعيفة بالنظر إلى القدرات التي يمكن استغلالها للتصدي للمهربين بالمنطقة، وحث في هذا الصدد المسؤولين على القطاع بالمنطقة إلى عدم الاكتفاء بعمليات المطاردة التي تنفذها فرق الجمارك وحرس الحدود لتوقيف المجرمين، وتعزيز أساليب التدخل ومكافحة الآفة بالعمل الاستعلاماتي الذي من شأنه تمكين الأجهزة الأمنية المتخصصة في تحقيق نتائج ايجابية في مجال وضع حد للعصابات والمجموعات المتخصصة في جريمة التهريب. وقد أظهرت حصيلة المفتشيات الثلاث للجمارك لولاية تمنراست، بعض الأرقام المخيفة التي تعكس تفاقم ظاهرة التهريب عبر الحدود الجنوبية للوطن، حيث تم خلال العام الجاري مصادرة أزيد من 97 ألف لتر من الوقود مقابل 71 ألف لتر تم حجزها في 2013. كما تم خلال العام الجاري، حجز 7 مركبات و5 أطنان من المواد الغذائية و2000 كلغ من نفايات النحاس، فضلا عن مجموعة من الأسلحة والذخيرة وأزيد من 500 كلغ من الكيف المعالج وكميات أخرى من المخدرات والحبوب المهلوسة. وبعد تدشينه دار للشباب، عاين الوزير الأول الذي كان مرفوقا بوزراء الداخلية، الأشغال العمومية، السكن، الصحة، الفلاحة، التربية الوطنية، الموارد المائية، التضامن الوطني والطاقة مشروع إنجاز 100 مسكن اجتماعي، حيث لم يخف أيضا استياءه من عدم استغلال المساحات الكافية لإنجاز سكنات واسعة لسكان مناطق الجنوب، بالرغم من أن التعليمات والنصوص التنظيمية التي تم إصدارها في الفترة الأخيرة بخصوص هذه السكنات، تضع مقاييس محددة تعكس خصوصيات المنطقة الجنوبية، ومنها ضرورة أن لا تقل مساحة السكنات ببعض المناطق عن 300 متر مربع. وفي هذا الإطار دعا السيد سلال، مسؤول المشروع إلى إعادة تصميم السكنات بالمشروع وفق المعايير المذكورة، معلنا عن دعم الحكومة للمنطقة ببرامج سكنية جديدة لفائدة سكانها، ولا سيما منها السكنات ذات الطابع الريفي والذي عاين في إطارها مشروعا يضم 400 وحدة سكنية، وشدد خلالها على مراعاة الخصوصيات التي تميز المنطقة في مجالي التصميم والبناء وتهيئة الأحياء. كما أمر رئيس الجهاز التنفيذي السلطات المحلية بإن ڤزام، بإعطاء الأولوية في إنجاز المشاريع المحلية للمقاولات التي تنشط بالمنطقة، وأوعز لمسؤولي قطاع الجمارك لتمكين شباب المنطقة أيضا من الالتحاق بمناصب العمل في هذا السلك النظامي على مستوى مناطق إقامتهم، محددا النسبة التي ينبغي بلوغها في هذا المجال ما بين 50 و75 بالمائة، وذلك لتفعيل أداء هذه الهيئة الكفيلة بالحفاظ على الأمن والاستقرار بالمناطق الحدودية، بمكافحتها الصارمة والفعالة للتهريب ومختلف الجرائم ذات الصلة. ولدى معاينته تعاونية فلاحية خاصة وملاحظته تركيز صاحبها على إنتاج "المانغو"، شدد السيد سلال، على وجوب منح الأولوية للمنتوجات الأساسية كالخضروات والفواكه، مجددا التزام الدولة بدعم كل الفلاحين الذي ينجزون مشاريع ذات مردودية عالية على التنمية المحلية، ولاسيما من خلال تكفلها بحفر آبار السقي مجانا لكل مستثمر يملك 50 هكتارا، وحفر آبار مجانية جماعية لفائدة مجموعات من مستصلحي الأراضي الزراعية. وبعد أن ذكر بالمشاريع الجديدة التي استفادت منها منطقة إن ڤزام، على غرار مشاريع الطرق المؤدية إلى تيمياويين وتين زاواتين، فضلا عن استكمال مشروع إنجاز محكمة ومؤسسة إعادة التربية ومشاريع أخرى مماثلة سيكون لها الأثر البالغ في التخفيف عن المواطن وإعطائه ضمانات الأمن الاجتماعي، أبرز السيد سلال ثراء المنطقة بالمعادن النفيسة التي تعتبر محل أطماع الكثير من الجهات، محذّرا من محاولات السطو التي قد تطال هذه الثروات وخاصة منها الذهب، والتي لن تسكت عنها الدولة على حد تعبيره. وقد ختم الوزير الأول، زيارته الميدانية بعد ظهر أمس، بإشرافه على تسليم قرارات المساعدات على السكن الريفي، وتوزيع مجموعات من اللوازم المدرسية وقرارات الامتياز الفلاحي لفائدة شباب الدائرة، وذلك قبل تنقله إلى دائرة برج باجي مختار بولاية أدرار، حيث أشرف على تدشين محطة للإنتاج الكهربائي وتشغيل خط بطاقة 60 كيلو واط يربط باجي مختار بتيمياويين على مسافة 155 كلم، وقاعة متعددة الرياضات، فيما وقف على مستوى تقدم أشغال إنجاز مسبح طوله 25 مترا، ومستشفى بسعة 60 سريرا، فضلا عن 360 مسكنا اجتماعيا بلغت نسبة أشغالها 48 بالمائة. كما عقد في ختام زيارته لبرج باجي مختار، أيضا لقاء مع المنتخبين المحليين وممثلي المجتمع المدني، جدد خلاله رسالته التي وجهها لسكان إن ڤزام، والمتمثلة في ضرورة مشاركة سكان المناطق الحدودية في إرساء دعائم الأمن والاستقرار في البلاد وفي المنطقة، كما استعرض بالمناسبة أهم المشاريع التنموية الجديدة التي سجلتها الحكومة لفائدة سكان هذه المنطقة الحدودية.