انطلقت أمس، بقصر المعارض فعاليات الدورة التاسعة عشرة لصالون الجزائر الدولي للكتاب، بمشاركة أكثر من 900 دار نشر من بينها 267 دار نشر جزائرية و659 أجنبية، وأشرف على انطلاقها الوزير الأول السيد عبد المالك سلال، مرفوقا بوفد وزاري تتقدمه وزيرة الثقافة السيدة نادية لعبيدي. الوزير الأوّل وهو يجول إلى جانب الوزيرة ومحافظ الصالون، السيد حميدو مسعودي، في مختلف أجنحة المعرض أكّد على ضرورة إعطاء الأهمية للكتاب الإلكتروني وكذا العلمي والتقني مع التفكير في سبل النشر المشترك سواء كان ثنائيا أو ثلاثيا، ناهيك عن السعي لتصدير الكتب الجزائرية نحو الخارج، وفي هذا الشأن أكّد الوزير الأوّل، أنّه سيتّخذ مع وزارة التجارة جميع الإجراءات الكفيلة بتذليل العراقيل الإدارية والمالية التي تحول دون تحقيق هذا الهدف، داعيا في سياق آخر لإيلاء الأهمية للكتب الموجّهة للشباب مع التأكيد على أنّ الكتاب يعدّ أولوية وطنية. ليواصل الوفد الرسمي جولته بمختلف أجنحة المعرض الذي تتواصل فعالياته إلى غاية الثامن نوفمبر الداخل، حيث استمع إلى شروحات العارضين حول الإصدارات الجديدة في مجال التأليف والترجمة والمصنّفات الموجّهة للأطفال، وتلك المتعلّقة بالتاريخ والتراث، مع التركيز على الإصدارات التي نشرت خصيصا احتفاء بستينية الثورة المظفّرة. فبعد جناح وزارة الثقافة، توقّّّف الوزير الأوّل مرفوقا بطاقم حكومته، بجناح ضيف شرف هذه الدورة الولاياتالمتحدةالأمريكية، حيث استعرض القائمون عليه أهم ملامح صناعة الكتاب في بلد العم سام، ناهيك عن سبل العمل الثنائي المشترك في هذا المجال، لتتوالى وقفات الوزير الأوّل في مختلف أجنحة المشاركين على غرار الجناح المخصّص للمهرجان الثقافي الأوروبي، واستعرض إصدارات المؤسسة الوطنية للاتصال، النشر والإشهار، خاصة التاريخية منها والتراثية، وطالب المؤسسة الوطنية للفنون المطبعية بضرورة الاهتمام بالكتاب العلمي والتقني ودعم نقاط بيعه. وبجناح "فلاماريون" سأل الوزير الأوّل، عن الكتب التي تتحدّث عن الجزائر، وتلقى بدار "الحكمة" هدية لرئيس الجمهورية، تتمثّل في لوحة للنشيد الوطني، ودعا بجناح "دار الأمة" إلى الاستثمار في الكتب التاريخية، ليجول بالجناح السعودي، جناح "المركز القومي للإصدارات القانونية، دار "ميم" وغيرها. وتلقى السيد سلال، عددا من التوضيحات حول منشورات "بيلان، "داليمان"، ودار "الهدى"، حيث أوضح ممثل الدار امتلاكها لمكتبة رقمية ب500 ألف عنوان، قبل أن يعرّج الوفد الرسمي على دار ‘'القصبة'' التي عرضت أهم إصداراتها، و''الشهاب'' التي قدّمت برنامجا خاصا بستينية الثورة، علاوة على مجموعة من الكتب الفخمة، وفي هذا الجناح دعا الوزير الأوّل، الناشرين لإنجاح تظاهرة "قسنطينة، عاصمة الثقافة العربية 2015". "غاليمار"، "دار الكتاب العربي"، "هاشات"، "كوكب العلوم"، إلى جانب سفارات كل من البيرو، فينزويلا وإسبانيا، وغيرها من الأجنحة التي غصّ بها المعرض، توقّف عندها الوزير الأوّل، حيث قدّمت له معلومات حول مختلف إصدارات المشاركين في مجالي النشر والترجمة، خاصة تلك التي تخصّ تاريخ وثقافة الجزائر وشخصياتها وكذا المذكّرات والشهادات التاريخية، وبجناح وزارة الشؤون الدينية والأوقاف، أكّد السيد سلال، على ضرورة تقريب الكتاب خاصة الديني منه من كل الجزائريين لإيصال رسالة الإسلام المعتدل. وهو يجدّد روابطه مع الآخر، يرفع صالون الجزائر الدولي للكتاب في دورته التاسعة عشر شعار "نحن والكتاب" كرهان متعدّد الأبعاد في محاولة منه لإبراز "تطوّر المجتمع الجزائري، وتطوّر العلم، الذي أفرز في مجال الكتاب آثارا ورهانات جديدة، وعلى رأسها الانتشار الكوني لتكنولوجيا الاتصالات الحديثة، كما ظهرت مناهج قراءة مختلفة تماما وتطوّرت بشكل جعلها تطغى أحيانا على المناهج المألوفة"، ويفتح دفتيه لثلاثة وأربعين بلدا من أربع قارات، لتعرض إصداراتها وتقترح على الجزائريين إبداعات كتابها ودراساتهم لاختيار ما يهمّ ميولاتهم الأدبية والعلمية، في مساحة تقدّر ب20 ألف متر مربع، كما أكّدت 926 دار نشر حضورها ممثلة ل43 بلدا، من بينها 659 دار نشر أجنبية و267 جزائرية، مع تسجيل زيادة بنسبة تفوق 20 بالمائة من عدد العارضين مقارنة مع الطبعة السابقة، إلى جانب تخصيص فضاءات للاستراحة ولنزهة الأطفال ومطاعم ومقاه للزوّار. وتنزل الولاياتالمتحدةالأمريكية ضيف شرف على الصالون، وتخصّص طبعة هذه السنة لإحياء ستينية الثورة، كما سيحتضن النشاطات المعتادة لاسيما الندوات والموائد المستديرة المخصّصة للاحتفال بالثورة المجيدة، حيث ينظّم يوم السبت غرّة نوفمبر، لقاء بين مؤرّخين جزائريين وأجانب لمناقشة الأحداث التي أدت إلى اندلاع الثورة وسيرها، والهبّة التضامنية العالمية مع كفاح الجزائريين من أجل الاستقلال، وإلى جانب شهادات حية سيجمع الصالون مؤرخين كمحمد القورصو، ومحند اعمر عمار وفؤاد سوفي، بورنا بونياتو (ايطاليا)، جيمس هاوز (بريطانيا العظمى)، بانجمين برووار (الولاياتالمتحدةالامريكية)، ودومينيك والون (فرنسا)، والصيني ليو لين، مع تنظيم موائد مستديرة حول "التأليف خلال الثورة"، "ناشرون مناضلون من أجل استقلال الجزائر"، و"كيف نحرّر التاريخ من التأثير الاستعماري". وسيخصّص الصالون تكريماته التقليدية هذه السنة للكاتب ايمانويل روبليس، الصحفي والمناضل المناهض للاستعمار جان لوي هورست، الشاعر الفلسطيني سميح القاسم، وصاحب جائزة نوبل للأدب غابرييل غارثيا ماركيز، وكذا المؤرخ أبو القاسم سعد الله، كما سيتم تنظيم تكريم للمفكر والسياسي الجزائري مصطفى لشرف، الذي ستكون أعماله محور يومين دراسيين في إطار هذا الصالون. وإلى جانب التاريخ، يسعى الصالون لمدّ الجسور بين الأدب والصحافة بمشاركة نحو 30 صحفيا ومؤلفا للتطرّق إلى انتقال الصحافة إلى الأدب والعلاقة بينهما، كما ستتم معالجة العلاقة بين الأدب والفن السابع من خلال عرض أفلام مقتبسة من روايات بالمساهمة مع متحف السينما للجزائر العاصمة، إلى جانب تنظيم عرض بالشركة الجزائرية للمعارض.