ينطلق معرض الصور «الجزائر 1963 بعدسة بابلو فولتا»، اليوم، بحصن 23 بالجزائر العاصمة، يقدّمه المعهد الثقافي الإيطالي في الجزائر، بالتعاون مع مركز الفنون والثقافة بقصر «رياس البحر»، ويضمّ المعرض الجديد شهادة ثمينة عن الجزائر غداة الاستقلال، تعكس بدايات مرحلة البناء الشامل للبلاد بعدسة مراسل الصور الأيطالي بابلو فولتا. أكّدت مديرة المعهد الثقافي الإيطالي في الجزائر ماريا باتاغليا، أوّل أمس، في ندوة صحفية نشطتها ب«قصر رياس البحر»، أنّ الصور الخمسين لبابلو فولتا وهبتها أرملته للجزائر، وقالت ل«المساء» بأنّ هناك العديد من الصور التي التقطها لما جاء من أجل المشاركة في حركة التضامن الدولي والمساهمة أيضا في إنشاء مركز للتكوين الفوتوغرافي والسينمائي بالجزائر، واسترسلت في حديثها بالقول بأنّ هذه الصور تعرض لأوّل مرة. وقالت ماريا باتاغليا بأنّ بابلو فولتا نشأ في عائلة إعلامية، فوالده كان صحفيا بإحدى الجرائد المهمة في أيطاليا، كما كان مهتما بقضايا حقوق الإنسان ومتابعا للقضية الجزائرية ضدّ المحتل الفرنسي، فجاء إلى الجزائر متطوّعا ومتضامنا معها، وأقام فيها 5 أشهر جاب خلالها العديد من مناطق الوطن. وفي جولة تفقدية سريعة للمعرض قبل افتتاحه، أوضحت ماريا باتاغليا أنّ الهدف من المعرض هو تعريف الجيل الحالي بماضيه، لاسيما عقب الاستقلال، ومشاهدة وجوه الجزائريين وقتئذ. والمعرض موزّع على ستة أقسام ومجموع الصور بلغ 50 صورة، وموضوع القسم الأوّل «الخريف الأوّل للاستقلال»، حيث صوّر الحياة اليومية التي استعادتها الجزائر، والقسم الثاني هو «العرض العسكري» وتضمّ صورا مهمة لاحتفال الجزائر بالذكرى الأولى للاستقلال بحضور وفود أجنبية عبّرت عن دعهما للجزائر المستقلة، وفي القسم الثالث صور عن «القافلة النضالية» وكان بابلو فولتا الأوروبي الوحيد ضمنها، ونظمتها جبهة التحرير الوطني في خريف عام 1963، للتوجيه والتوثيق، مكلفة بتوصيل قرارات الحكومة إلى القرى والمناطق المعزولة التي لم تكن تعرف الراديو ولا توزع بها الصحف، وكان هدف القافلة هو التحدّث مع الناس وتفقّد احتياجاتهم وإفهامهم بأنّ الثورة لم تنته وأنه بعد استرجاع الاستقلال يجب الانطلاق في بناء الاشتراكية. أمّا القسم الرابع، فيرصد «المعركة ضد المرض»، وهي إحدى المبادرات الأولى للجزائر المستقلة، تمثّلت في تكوين مساعدي العلاج بالمناطق التي تنتشر فيها بكثرة الملاريا والسل والتهاب الرئة والرمد الحبيبي، حيث لا يتواجد بها ممرضون ولا أقراص «الأسبرين». وفي القسم الخامس «عبر السهوب» يتنقل بابلو فولتا بعدسته إلى المناطق المعزولة، وفي القسم الأخير من المعرض «المسرح الشعبي بعين طاية»، يسلّط المصوّر الإيطالي الضوء على جانب التعبير الثقافي لدى الجزائريين والشروع في توظيف الفن والثقافة في خدمة مبادئ ومُثل الثورة، وظهرت فرق موسيقية ومسرحية في عدة أماكن وبدأت حافلات البث السينمائي تجوب البلاد. يذكر أنّ معرض الصور يفتتح اليوم ب«قصر رياس البحر» بالعاصمة، ويدوم إلى 20 ديسمبر الداخل، وهو من تنظيم المعهد الثقافي الإيطالي، بالتعاون مع مركز الفنون والثقافة ب«قصر رياس البحر».