تنظّم رابطة نشاطات الفنون التشكيلية للشباب، المهرجان الجهوي للفنون التشكيلة، إلى غاية 17 ديسمبر الجاري بالمركز الثقافي "مصطفى كاتب" (مؤسسة فنون وثقافة)، بمشاركة 48 رساما هاو قدموا من عدة ولايات. بهذه المناسبة، أشار رئيس رابطة نشاطات الفنون التشكيلية للشباب، السيد رباحي محمد ل«المساء"، إلى أنّ فكرة تأسيس المهرجان الجهوي للفنون التشكيلة انبثقت من الأسبوع الإعلامي حول الفنون التشكيلية الذي نظّم العام الماضي بالمركز الثقافي في الأبيار، وتحدث رباحي عن ظروف تنظيم هذا المهرجان، فقال بأنه تم الاتصال بمديريات عدة ولايات وأحيانا كان الاتصال مباشرا مع الفنانين، ليصل عدد المشاركين إلى 48 مشاركا من ولايات مختلفة، من بينها العاصمة، البليدة، تيبازة، بومرداس، تيزي وزو، عين الدفلى، سطيفوالمسيلة. وتجوّلت "المساء" بقاعة العرض في المركز الثقافي "مصطفى كاتب"، وتحدّثت مع بعض المشاركين على غرار فناني ولاية بجاية، وفي هذا السياق، أوضح نبيل حامة ل«المساء"، أنّه بادر إلى المشاركة بخمس لوحات بتقنيات مختلفة؛ الأولى بتقنية الرسم التنقيطي التي يتهرّب منها الفنانون لأنّها صعبة الإنجاز، والثانية بتقنية الغرافيك من خلال الاعتماد على الخطوط المنحنية لرسم الطبيعة الصامتة، وأضاف المتحدّث أنّه يشارك أيضا بتقنية الزخرفة الإسلامية، حيث تظهر جمالية الفن والألوان، أمّا اللوحة الرابعة فهي بتقنية فن الرسم التجريدي، نال بها الجائزة الأولى لمهرجان التطوّع بالمدية سنة 2011، وتضمّنت ألوانا أساسية وأخرى ثانوية، أمّا اللوحة الأخيرة فجاءت بتقنية قلم الرصاص، وأضاف؛ "شاركت في العديد من المهرجانات واحتككت بأساتذة للفن الجميل، مثل مشاركتي خلال السنة الفارطة في معرض "ذاكرة وإنجازات"، حيث ظفرت بالجائزة الأولى". الفنانة الهاوية حكيمة بوتريد من جهتها، تحدّثت ل«المساء" عن مشاركتها في هذه التظاهرة بلوحتين بتقنية "الأكوارال" و«الباستال"، فقالت بأنّ موضوع اللوحة الأولى يتناول معاناة طفلة تشتكي من الهجران، حيث استعملت فيها ألوانا ساخنة وحزينة، أمّا اللوحة الثانية، فرسمت فيها الطبيعة وبالضبط ورقة سقطت في فصل الخريف، إلا أنها تحمل الأمل الذي لا يقاوم، أمّا معمري ليندة، فتشارك بلوحتين جديدتين بتقنية الفن السريالي، الأولى عن الحرب ضدّ بعض التقاليد البالية للمجتمع والثانية تخصّ الوحدة. من جهته، يشارك مراد تركي من ولاية المسيلة بعدة لوحات أغلبها عن بسكرة، وفي هذا قال بأنّه منبهر بنور هذه المدينة الخلابة الذي يبرز جمال الألوان، كما اختار الأسلوب الانطباعي لكي يعبّر عن حبه لهذه المدينة، في حين رسم في لوحة بورتريه للفنان التشكيلي محمد بوكرش، إعجابا منه بملامحه. أمّا وليد هادف من المدية، فيشارك بأربع لوحات من الطبيعة الصامتة التي يعشقها وكشف عن حبه في رسم لوحات من الحجم الكبير، حيث تظهر تفاصيل الرسومات بشكل أفضل، إلا أنه تعذرت عليه المشاركة بها لأنها لا تناسب القانون الداخلي للمهرجان، كما أشار الطالب في النهائي إلى إمكانية دراسة الفنون الجميلة بالجامعة. ومن ولاية عيد الدفلى وبالضبط من خميس مليانة، يشارك شرّيف محفوظ في هذا المهرجان بلوحات بورتريه وأخرى عن تقنية يقول عنها؛ "أردت لفني أن يكون له مولود جديد يتمثل في الفن البدائي الطفولي الغرافيكي، حيث أنهل من الحضارات القديمة مثل "المايا"، "الأستيك"، "الإنكا"، الفرعونية واليابانية وغيرها، وأقدم من خلالها رسائل مختلفة المواضيع تصب مجملا في خانة الإنسان"، وأضاف محفوظ أنه يرسم لوحات تضم أشكالا هندسية، وتحمل رسائل إنسانية، مثل لوحة تشمل رسمة تعبّر عن حاجة الفنان إلى ولادة فنه وسط عراقيل مثلها المعني بثعبان، إلا أنه رسم بابا بمثابة الفرج، كما أكّد في السياق نفسه حبه للحرية وعدم إيمانه بالحدود.