تشهد محطة كبار معطوبي حرب التحرير "سوغرال" بالخروبة (الجزائر العاصمة)، ضغطا كبيرا على خطوط النقل التي تضمنها الشركة، تزامنا مع احتفالات نهاية السنة التي يفضل الكثير من المواطنين قضاءها مع الأهل والأقارب، وهو الأمر الذي دفع بمسؤولي هذه المحطة إلى السّعي لمسايرة الضغط الكبير المتزايد على وسائل النقل لتوفير كافة الظروف والإمكانيات اللازمة لضمان سفر مريح وآمن، حسبما أكده مدير الاستغلال والإشهار على مستوى المؤسسة السيد، حمزة صابونجي ل"المساء". وتعيش المحطة البرية لنقل المسافرين "سوغرال" هذه الأيام توافدا معتبرا للمسافرين والمتنقلين عبر الخطوط التي توفرها الشركة سواء تعلق الأمر بالخطوط القريبة أوالبعيدة، بما فيها الجنوب الكبير، حيث يزداد إقبال المسافرين على شبكات بيع التذاكر مع اقتراب منتصف النهار لاقتناء تذكرة السفر والقيام بإجراءات حجز الأماكن بالنسبة للمتنقلين عبر الخطوط الطويلة والبعيدة. ويفضل الكثير من الزبائن القدوم إلى الشركة قبل افتتاح أبوابها تفاديا للطوابير الطويلة أمام الشبابيك والظفر بتذكرة السفر لبلوغ مقاصدهم في أوقات مبكرة، وهو ما لمسناه لدى العديد من الزبائن لاسيما الشباب والمشتغلين بالعاصمة وضواحيها، بما في ذلك الطلبة. وأوضح بعض الشباب الذين التقيناهم بالمحطة، أنهم يفضلون الانتظار منذ الساعات الأولى للنهار أمام بوابة المحطة رغم برودة الطقس لتفادي الوقوف في الطوابير الطويلة للمسافرين، قصد الحصول على تذكرة سفر، مشيرين إلى أن هذه الطريقة "تجنبنا متاعب الانتظار والزحمة التي كثيرا ما تؤدي إلى مناوشات وملاسنات تستدعي تدخل أعوان الوقاية والأمن". وقالت إحدى السيدات التي كانت رفقة ابنيها "إني معتادة على السفر والتنقل عبر هذه المحطة في الأيام العادية، وحتى في الأوقات الاستثنائية عشية المناسبات والأعياد"، موضحة أنها اعتادت قضاء احتفالات نهاية السنة التي لا تفصلنا عنها سوى أيام قلائل في جو عائلي مع الأهل والأقارب..". فيما عبّر زبائن آخرون عن انتقادهم للازدحام والطوابير المتكررة مع كل موعد سفر خاصة في أوقات الذروة في الفترات الصباحية والتي كثيرا ما تدوم إلى ساعات متأخرة من الليل، داعين إلى ضرورة تدخل القائمين على تسيير هذه المحطة لتنظيم نشاط النقل وبيع التذاكر، والاعتماد على التقنيات الحديثة في عمليات التنظيم قصد التوصل لتقديم خدمات راقية تتماشى ومتطلبات الحياة العصرية. ومن جهته، أكد السيد صابونجي في هذا الإطار، أن شركة "سوغرال" اتخذت كافة الإجراءات التنظيمية واللوجستية للاستجابة للطلب المتزايد على خدمات النقل التي تقدمها المحطة عشية نهاية السنة الجارية 2014 والسعي للتحكم في مثل هذه الأوضاع الاستثنائية، من خلال برنامج استثنائي للنقل تم تسطيره منذ أشهر، مشيرا إلى أن الشركة توصّلت إلى برمجة ما يقارب 1500 رحلة لضمان نقل أكثر من 60 ألف مسافر باتجاه مختلف المحطات التابعة لها عبر الولايات. وأشار المتحدث بالمناسبة، إلى ازدياد الطلب على النقل من سنة الى أخرى، حيث عرف العام الماضي نقل أكثر من 33 ألف مسافر عبر خطوط النقل المختلفة، وهو الأمر الذي يدعو إلى تخصيص حافلات إضافية أخرى تحسبا لأي استثناء، مذكرا بأن الرهان الحقيقي الذي تريد المحطة بلوغه هو التوصل لتغطية كل الخطوط الخاصة بالرحلات إلى أبعد منطقة في جو مريح وآمن يضمن سلامة الركاب والحافلات. وذلك رغم تسجيل بعض النقائص والسلبيات التي تسعى الشركة إلى تجاوزها، خاصة ما يتعلق بتأخر الرحلات في بعض الأحيان وعدم تغطية بعض الخطوط، مما يستوجب تغيير الحافلات في كل محطة. للإشارة، فإن محطة الخروبة تضم 22 شباكا لبيع التذاكر، تعمل دون انقطاع تتوزع على خمس وجاهات ويؤطرها أكثر من 68 عونا يقومون بتوجيه وتنظيم حركة النقل داخل المحطة. كما تحوز حوالي 500 حافلة إضافية يتم الاعتماد عليها في حالة تسجيل نقص أو عجز في بعض الخطوط لاسيما النائية، إلى جانب القيام باستئجار حافلات تابعة للخواص عند الضرورة.. وهي إجراءات يتم اتخاذها لتلبية أي طلب متزايد أو تسجيل أي عجز في بعض الخطوط.