حذر الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف امس، برد صاعق ضد كل من يعتقد انه يقتل المواطنين الروس دون ان يلقى عقابا على ذلك. وقال مديفيديف في خطاب امس، بمدينة كورسك في غرب روسيا بمناسبة ذكرى احدى معارك الحرب العالمية الثانية، ان كل من يعتقد انه بإمكانه قتل مواطنين او جنود او ضباط روس مخطئ واننا لن نتسامح في ذلك ابدا. وكل من يقدم على ذلك فسيلقى ردا حاسما من طرفنا. وقال اننا لا نريد تعقيد الاوضاع الدولية ولكننا في المقابل لا نرغب سوى في احترامنا واحترام دولتنا وقيمنا وامتنا". وكان الرئيس الرئيس يوجه من وراء ذلك رسائل واضحة باتجاه دولة جورجيا وكل من وقف الى جانبها في عمليتها العسكرية في جمهورية اوسيتيا الجنوبية الانفاصلية . ولكن كلام الرئيس الروسي كان موجها ايضا الى الولاياتالمتحدةالامريكية التي تسعى الى توسيع مناطق تاثيرها الى دول الجوار الروسي والتي كانت الى وقت قريب تسير في فلك الاتحاد السوفياتي السابق . وصبت تصريحات الرئيس السوفياتي الأسبق مخائيل غورباتشيف امس، في سياق الموقف الرسمي الروسي وأكد تأييده للعملية العسكرية الروسية في جورجيا مؤكدا على ضرورة تغيير الدول الغربية لسياساتها المنتهجة تجاه روسيا. وقال غورباتيشف الذي انهارت دولة الاتحاد السوفياتي في عهده في مقال نشره امس في إحدى الصحف الروسية، أن روسيا وضعت أمام الأمر الواقع خلال السنوات الأخيرة بدءا بأزمة إقليم كوسوفو ونشر مواقع لدروع مضادة للصواريخ في دول الجوار وكذا التوسيع المتواصل للحلف الأطلسي باتجاه الحدود الروسية..." . وشكك في صدقية الشراكة التي تزعم الدول الغربية إقامتها مع بلاده وقال إنها مجرد واجهة فقط تخفي الكثير من الخلافات الاستراتيجية. وأشار إلى تعالي أصوات في الولاياتالمتحدة في الفترة الأخيرة تنادي بضرورة إعادة النظر في العلاقات الأمريكية الروسية في ظل سيطرة المتشددين في السياسة الخارجية الامريكية الذين اصبحوا ينظرون الى روسيا على انها الخطر القادم على بلادهم. وهو ما جعل الرئيس السوفياتي الأسبق يبرر العملية العسكرية الروسية ضد جورجيا وقال ان بلاده لم يكن أن تبقى مكتوفة الأيدي أمام ما قامت به جارتها. وتساءل غورباتشيف ما اذا كانت الدول الغربية على دراية مسبقة بمخططات الرئيس الجورجي ميخائيل شكاشفيلي؟ بالاضافة الى اتهامه للولايا ت المتحدة بلعب دور محوري في الأحداث التي شهدتها منطقة القوقاز الاسبوع الماضي بعد ان كثفت من بيعها للسلاح ودورات التدريب التي خصصتها للقوات الجورجية .