تحادث رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، أمس، بالجزائر العاصمة، مع رئيس جمهورية فنزويلا البوليفارية، نيكولاس مادورو موروس، الذي يقوم بزيارة دولة إلى الجزائر. وجرت المحادثات بحضور رئيس مجلس الأمة عبد القادر بن صالح، والوزير الأول عبد المالك سلال، ووزير الدولة مدير ديوان رئاسة الجمهورية أحمد أويحيى، ونائب وزير الدفاع الوطني رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي الفريق أحمد قايد صالح، ووزير الشؤون الخارجية رمطان لعمامرة، ووزير الطاقة يوسف يوسفي. وقد نوه الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو موروس، بجهود الجزائر الرامية إلى التوصل إلى حل ”توافقي” لمشكل انخفاض أسعار النفط. وفي تصريح للصحافة عقب اللقاء الذي جمعه برئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، قال السيد مادورو موروس: ”أجدد شكري للرئيس بوتفليقة على الجهود المبذولة والدعم والمساعدة المقدمين والتشجيعات التي عبّر عنها من أجل التوجه نحو هذا الاتجاه”. وأكد أن ”الرئيس بوتفليقة على دراية تامة بكل ما يجري حاليا، وكذا حول ما يتعلق بالأعمال التي نقوم بها من أجل التوصل إلى موقف توافقي واحتمال إيجاد حل لمشكل النفط”. وقال إن ”الرئيس بوتفليقة قدم لي كل دعمه، مؤكدا لي مرة أخرى موقف الجزائر”، مشيرا إلى أنه تطرق معه إلى ”مساعدة البلدان سواء كانت داخل منظمة (الأوبك) أو خارجها من أجل التوصل جميعها إلى توافق” حول هذا الموضوع. وأضاف ”أعلمت الرئيس بوتفليقة، بأن وكالات أنباء أوروبية ومن أمريكا الشمالية تتهجم على الجولة التي أقوم بها إلى عدة بلدان قصد إفشالنا حتى لا نتوصل إلى توافق بيننا جميعا”. كما أكد ”إننا بصدد العمل وبذل كل الجهود الضرورية من أجل التمكن من استرجاع ما تم فقدانه (نتائج انخفاض أسعار النفط)، والعمل على جعل سعر البرميل يرتفع من جديد”، مضيفا ”إننا نمر أيضا بظرف صعب وسيتم بذل جهود كبيرة”. وتابع الرئيس الفنزويلي من جهة أخرى أن زيارته إلى الجزائر كانت ”مثمرة وايجابية”، وأن لقاءاته بالوزير الأول عبد المالك سلال، ورئيس المجلس الشعبي الوطني والرئيس بوتفليقة ”ستسمح لنا ببذل الجهود من أجل التوصل إلى حل أتمنى أن يكون جيدا لنا جميعا”. كما أشار السيد مادورو موروس ”إننا لن نترك المجال مفتوحا أمام أولئك الذين يريدون إفشال العمل الذي تم منذ عديد السنوات، والاستيلاء على تراثنا وثرواتنا ومواردنا الطبيعية مثل النفط”. في ذات السياق أعرب الرئيس الفنزويلي عن ”إعجابه” بالرئيس بوتفليقة، مذكّرا ب«الصداقة الكبيرة التي كانت له مع الرئيس الفنزويلي الأسبق هيغو شافيز”. وكان رئيس مجلس الأمة السيد عبد القادر بن صالح، أقام أمس، بإقامة الميثاق مأدبة غداء على شرف الرئيس الفنزويلي، بحضور أعضاء من الحكومة وشخصيات سامية في الدولة.وكان رئيس جمهورية فنزويلا البوليفارية، قد استقبل رئيس المجلس الشعبي الوطني محمد العربي ولد خليفة، الذي أدى له زيارة مجاملة بإقامة الدولة بزرالدة (الجزائر العاصمة). كما استقبل ضيف الجزائر أيضا بإقامة الدولة بزرالدة الوزير الأول عبد المالك سلال، الذي أدى له زيارة مجاملة وجرى اللقاء بحضور وزير الشؤون الخارجية، رمطان لعمامرة، ووزير الطاقة، يوسف يوسفي. وفي تصريح للصحافة قبيل هذا الاستقبال، أشاد الرئيس الفنزويلي بالعلاقات ”المتميزة” القائمة بين الجزائر وبلاده، مشيرا إلى أن البلدين تربطهما ”علاقات متميزة وثقة متبادلة”، في حين أبدى ”إعجابه الكبير بالرئيس بوتفليقة ومساره النضالي كزعيم إفريقي”. كما أبرز ”دور الجزائر الفاعل في تقوية مكانة منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) والدفاع عنها”، مضيفا أن لقاءه مع الرئيس بوتفليقة، سيتمحور حول ”منظمة الأوبك وأهمية الوصول إلى ضمان استقرار أسعار النفط، والحيلولة دون استعماله كسلاح اقتصادي وجيوسياسي لإخضاع الدول”. من جهة أخرى، استبعد الرئيس الفنزويلي تنظيم قمة لهذه المنظمة في الأسابيع المقبلة نظرا - كما قال- ”لعدم التوصل إلى إجماع بشأن المبادرة التي تطرحها بلاده”.وقد ترحم الرئيس مادورو موروس، بمقام الشهيد (الجزائر العاصمة) على أرواح شهداء الثورة التحريرية رفقة وزير الطاقة يوسف يوسفي. وبعد أن استعرض فصيلة من الحرس الجمهوري التي أدت له التحيّة الشرفية وضع السيد مادورو، إكليلا من الزهور أمام النصب التذكاري ووقف دقيقة صمت على أرواح شهداء الثورة. وتوجه الرئيس الفنزويلي، بعد ذلك إلى المتحف الوطني للمجاهد، حيث تلقى توضيحات حول تاريخ الجزائر ووقّع على السجل الذهبي. وكان الرئيس الفنزويلي قد وصل أول أمس، إلى الجزائر في زيارة دولة دامت يومين بدعوة من رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة.