حولت مؤخرا مديرية البناء والتعمير بعنابة مشروع إنجاز الجامع الكبير إلى شركة أجنبية ستكون مسؤولة عن نشاط هذه المنشأة الدينية التي ستسلم في الآجال المحددة. وقد أكدت نفس الجهة أن هذا المعلم الديني سيدخل حيز التشغيل شهر ماي المقبل بعد أن تم تجميع الغلاف المالي المخصص لعملية الإنجاز وتم تقليص مساحة الجامع الكبير مع تغيير الأرضية التي كانت تشكل عائقا أمام تجسيد هذا المعلم بسبب طبيعة الأرضية والتضاريس الوعرة. وقد وافقت مديرية البناء والتعمير واللجنة الدينية للمسجد على تغيير نمط البناء الذي كان مقترحا تشييده فوق هضبة عالية في الجهة الشرقية لكنيسة القديس أوغستين، إلا أنه تم تحويل مشروع الجامع إلى منطقة منخفضة بمحاذاة القطب الجامعي الجديد البوني. وفي سياق متصل، خصصت المصالح الولائية في وقت سابق 100 مليار سنتيم، إلى جانب تجميع مبلغ آخر من المحسنين ورجال الأعمال بعنابة فاق 70 مليار سنتيم، في انتظار ضخ غلاف إضافي من طرف الدولة للإسراع في إنجاز هذا الجامع الذي يعتبر معلما دينيا وسياحيا سيحول عنابة إلى مدينة مفتوحة على الفتوى وتنظيم حلقات الذكر، مع فتح آفاق تبادل الفكر مع رجال الدين القادمين من مختلف الدول العربية والإسلامية. وعلى صعيد آخر، تبلغ مساحة الجامع الكبير، حسب مكتب الدراسات الجزائري، 7 هكتارات بقاعة صلاة تستوعب 10 آلاف مصل وبصحن مساحته 960 متر مربع ومنارة بارتفاع 100متر ومحراب بعلو 20 مترا، إلى جانب مرافق أخرى منها دار للفتوى ودار للأخت المتحجبة، بالإضافة إلى مكتبة كبيرة ومبان خاصة بإيواء الطلبة وقاعة للتعليم وحظيرة للسيارات. وتعول عنابة كثيرا على هذا الصرح الذي من المنتظر استلامه مع مطلع 2017، حيث سيكون مكسبا تنمويا بالمنطقة مع المساهمة في التنويع الثقافي والفكري والسياحي، باعتبار أن عنابة قطب استراتيجي بامتياز بإمكانه أن يستوعب عددا إضافيا من العلماء والمفكرين. تجدر الإشارة إلى أن مشروع الجامع الكبير توقف عن النشاط منذ 11 سنة بسبب عراقيل وأخطاء في الدراسة الأولية له حيث كان قد أسند إلى مكتب دراسات جزائري. ورغم توصيات المنتخبين المحليين وإصرارهم على المساهمة لبناء هذا الجامع، إلا أن ذلك حال دون الاهتمام بالملف، بسبب بعض التعقيدات التي وضعت اللجنة الدينية للمسجد في مأزق في وقت سابق.