أكد وزير السكن والعمران السيد عبد المجيد تبون، أن وتيرة أشغال إنجاز جامع الجزائر بالمحمدية قد دخلت أخيرا مسارها الطبيعي بعد تأخر في الأشغال قارب السنة والنصف، وعبّر الوزير عن تفاؤله بتسليم المشروع في آجاله المحددة وهي سبتمبر 2016 بعد أن تم وضع "القطار في السكة" حسب السيد تبون، الذي أعطى تعليمات صارمة بضرورة التقدم في الأشغال وفق رزنامة زمنية سيقف على مدى الالتزام بها خلال زياراته التفقدية القامة، من جانبه أثنى وزير الشؤون الدينية على القرار الذي اتخذته الحكومة والمتعلق بإسناد الجانب التقني في إنجاز الجامع لوزارة السكن وكفاءاتها وهو ما حرك الأشغال بالمشروع. ولدى وقوفه أمس، على مدى تقدم الأشغال بمشروع جامع الجزائر رفقة وزير الشؤون الدينية والأوقاف السيد محمد عيسى، اعتبر وزير السكن والعمران والمدينة السيد عبد المجيد تبون، أن وتيرة إنجاز الجامع قد عرفت تحسنا كبيرا خلال الأسابيع الأخيرة وتحديدا عقب الزيارتين الأخيرتين، وهو ما سيسمح باستدراك التأخر المسجل وتسليم المشروع في سبتمبر 2016. وأوضح الوزير أن الأشغال تشهد تسارعا في الوتيرة حيث انتقلت الآن إلى المستوى الذي يسمح بالحديث عن آجال محددة لاستلامه. وانتقلت نسبة الأشغال بالمشروع خلال فترة لا تتعدى الشهر من 35 بالمائة الى نسبة تقارب ال45 بالمائة والفضل في ذلك حسب الوزير يعود إلى حل جملة من المشاكل العالقة منها التقنية المتعلقة بشركة الإنجاز والدراسات التي كانت تحت وصاية وزارة الشؤون الدينية ، مشيرا إلى أن الزيارتين السابقتين لورشة الانجاز تركت انطباعا سيئا حول قلة الانسجام بين مكتب الدراسات الألماني والشركة الصينية والكنديين بالنسبة لتمثيل مسؤول الإنجاز. غير أن الأمور سرعان ما اتضحت -يقول الوزير- بفضل إطارات الوزارة الذين وقفوا على تتبع الأشغال وهو ما ساهم في تسجيل تقدم كبير خلال فترة وجيزة، مشيرا إلى الصومعة التي خرجت من أساساتها على أن تتجاوز أشغالها المستويين خلال الزيارة القادمة ،بالاضافة إلى قاعة الصلاة التي تم إعطاء أوامر بالانتهاء من أشغال الخرسانة بها والانتهاء من جدرانها خلال شهر، ليتم خلال الفترة القادمة تقليص التأخر المسجل في المشروع والمقدر بسنة ونصف إلى حوالي تسعة أشهر والدخول فعليا في "ريتم" العمل الحقيقي. وعبّر الوزير تبون، عن تفاؤله بخصوص جاهزية المشروع في سبتمبر 2016 وهو تاريخ قريب جدا لتسلم المشروع الذي سيكون جاهزا ومهيأ لاستقبال المصلين والزوار والسياح، وهو نفس التفاؤل الذي عبّر عنه وزير الشؤون الدينية والأوقاف السيد محمد عيسى، الذي وقف على مختلف الوحدات الأساسية المشكلة للمسجد من منارة وقاعة الصلاة وباحة المسجد وهي المرافق الثلاثة التي عرفت الأشغال بها تقدما في آجال ووتيرة الأشغال ستسمح حسبه بتدارك التأخر الكبير المسجل من قبل. وأكد السيد محمد عيسى، أن القرار الذي اتخذته الحكومة والمتعلق بإسناد الجانب التقني في إنجاز الجامع لوزارة السكن بما فيها من كفاءات وتجربة وفعاليات ،كان القرار الراشد، وأدخل الطمأنينة لأسرة المساجد التي شرعت في تحضير التأطير الديني والفقهي والروحي بتكوين أئمة في مستوى هذا الصرح الذي تزخر به الجزائر، مشيرا إلى أن دائرته الوزارية شرعت في تكوين الأئمة والقيمين على الجامع مضيفا أن الجامع الكبير سيكون معلما حضاريا يشكل واجهة ورمزا للجزائر المستقلة. يذكر أن جامع الجزائر الذي سينجز على أكثر من 20 هكتارا يتضمن قاعة صلاة بمساحة 20 ألف متر مربع (م2) وباحة ومنارة بطول 276 م ومكتبة ومركز ثقافي ودار القرآن، فضلا عن الحدائق ومراب ومباني الإدارة والحماية المدنية والأمن وفضاءات للإطعام، وتشرف على أشغال المشروع الذي أطلق مطلع 2012 المؤسسة الصينية "سي أي سي أو سي" ومن المقرر أن يشكل جامع الجزائر قطبا جذابا ذا بعد ديني وثقافي وعلمي يجمع بين الأصالة والحداثة لاسيما من خلال نمطه الهندسي المتميز.