تعج هذه الأيام مختلف الأسواق والمحلات التجارية المختصة في بيع الأواني والأدوات الكهرومنزلية بالمتسوقين، خاصة ربات البيوت اللواتي يقبلن على اقتناء ما يلزم من القدور والصحون وتجديد مختلف الأواني ترحيبا بشهر رمضان الذي لم يعد يفصلنا عنه إلا أسبوع واحد.ومن حسن حظ العائلات أن الدخول المدرسي يتأخر بقرابة الأسبوعين من حلول شهر رمضان بداية سبتمبر المقبل. تعرف بالخصوص طاولات العرض بالأسواق الموازية إقبالا كبيرا من طرف العائلات محدودة الدخل التي تلوذ بالفرار إلى هؤلاء الباعة بسبب الأسعار المعقولة حسب شهادات من التقيناهم بسوق بومعطي بالحراش، حيث حول العديد من التجار أنشطتهم عارضين كميات هائلة من الأدوات الكهرومنزلية المعدنية والتقليدية والبلاستيكية، وذكر لنا بعض المتسوقين أن الأسبوع الأخير قبل حلول شهر رمضان يعد منبها للنسوة بالخصوص اللواتي يتنافسن على توفير الجديد من الأدوات لاستقبال شهر الرحمة بنكهة متميزة، واستدل أحدهم على ذلك بالعدد الهائل للمتسوقات، مشيرا إلى أنه شخصيا سيتكفل بشراء مجموعة من الأواني التي دونها في قصاصة ورق ، قائلا: "علي أن أوفر كل هذه المستلزمات لزوجتي وإلا فإنها ستجبرني على ارتياد السوق واصطحاب أطفالي الأربعة" ولاحظنا بسوق بومعطي كيف تتفاوض بعض النسوة مع الباعة، وفي هذا الإطار ذكر لنا صاحب طاولة أن بعض المتسوقين لايسألون عن الثمن كثيرا ويشترون بسهولة، فيرتاحون ويريحون لكن آخرين ممن لايكفيهم دخلهم يلحون على خفض الأسعار حتى لو كان ذلك على حساب التاجر. أما سوق الجملة والتجزئة بمنطقة الحميز بلدية الدارالبيضاء فإن تدفق المتسوقين يظهر جليا لاسيما أصحاب المركبات الذين ساعدهم في ذلك توفير حظائر منظمة لركن السيارات، والمار بهذا الفضاء التجاري الرحب يلاحظ الحركة الدؤوبة خلال هذه الأيام، ويلمس إقبال المواطنين على الاقتناء من خلال المغلفات الكرتونية التي يحملها مرتادو السوق وهم يجتازون الطريق الوطني رقم 5 الذي يمر بوسط حي الحميز. نفس الحركية لمسناها بسوق حي الجرف ببلدية باب الزوار المعروف ب "سوق دبي" إذ لم تعد الحظائر المجاورة تستوعب العدد الهائل من المركبات القادمة من مختلف الأحياء والبلديات المجاورة، ويجد المترجل داخل السوق صعوبة كبيرة في التحرك بين المحلات التي عمد أصحابها إلى إخراج سلعهم وعرضها على الأرصفة والمسالك، مما أعاق حركة تنقل الأشخاص المتسوقين، ويلقي من التقنياهم بسوق الجرف باللوم على المصالح المعنية حول تنظيم النشاط التجاري التي حسبهم قصرت في القضاء على مثل هذه التجاوزات، حتى صار الشخص ينتظر مدة طويلة ليمر من زقاق إلى آخر، خاصة هذه الأيام التي ارتفع فيها عدد الوافدين على المكان. ويتوقع بعض التجار أن يبقى الإقبال على اقتناء الأواني المنزلية إلى غاية بداية شهر رمضان لتتحول بعدها الوجهة إلى عرض ملابس الأطفال والأدوات المدرسية تحضيرا للدخول المدرسي منتصف الشهر القادم.