تم أمس، تسمية قاعة جديدة للتدريبات المسرحية بقسم الفنون لجامعة أحمد بن بلة بوهران، باسم المسرحي الراحل عبد القادر علولة (1939 -1994) بمناسبة إحياء الذكرى ال21 لاغتياله من قبل إرهابيين. وأقيمت هذه المراسيم خلال لقاء تكريمي احتضنه قسم الفنون بحضور أفراد من عائلة المسرحي الراحل ورئيس الجامعة، وعميدة كلية الآداب واللغات والفنون ومدير المسرح الجهوي ”عبد القادر علولة” وجمع من المسرحيين والباحثين في الفن الرابع. وتأتي تسمية هذا الفضاء عرفانا لما قدمه الراحل عبد القادر علولة، في مجال تطوير المسرح الجزائري وتكريما لهذا الفنان المسرحي الذي يعتبر من بين مؤسسي قسم الفنون لجامعة وهران في 1987، وساهم كثيرا في تكوين الطلبة الباحثين في المجال وفق رئيس الجامعة. ومن جهتها ثمّنت أرملة المرحوم رجاء علولة، هذه المبادرة مؤكدة أن ”الفنان عبد القادر علولة، كان حاضرا في الجامعة ونشاطاتها الثقافية والعلمية ورفيقا للأساتذة الجامعيين وكان يساعد الطلبة الباحثين في المسرح الجزائري ويمدهم بكل الوثائق الضرورية لإنجاز بحوثهم”. وستسمح هذه القاعة التي تدعم بها قسم الفنون مؤخرا للطلبة بإجراء التدريبات المسرحية التي كانت تقام داخل قاعات الدراسة، وكذا تشجيعهم على إنتاج أعمال مسرحية حسبما ذكره الأستاذ منصوري منشط اللقاء التكريمي. وبفضل هذا المرفق الذي سيتم تجهيزه من قبل جامعة وهران، تم الشروع في تكوين 32 طالبا في اختصاصي الفن التمثيلي والإخراج منذ شهرين، واستحداث ورشة للإخراج بغية إنتاج أعمال مسرحية من قبل الطلبة مستقبلا يضيف ذات المتحدث. وتنشط بقسم الفنون فرقة مسرحية تضم عدة طلبة وأنتجت أعمالا آخرها مسرحية ”تساؤلات” التي شاركت بها في مهرجان مسرح الشباب بتونس سنة 2012. وبمناسبة تكريم فقيد المسرح الجزائري عبد القادر علولة، تم تقديم فليم وثائقي حول تجربته الفنية من إخراج علي عيساوي، وإصدار كتاب جديد يحمل عنوان ”تجربة الإخراج المسرحي عند عبد القادر علولة” من تأليف الدكتور منصوري لخضر. وبنفس المناسبة تم تقديم كتاب ”تجربة الإخراج المسرحي عند عبد القادر علولة” خلال لقاء تكريمي لهذا المسرحي الكبير أقيم بقسم الفنون لجامعة ”أحمد بن بلة” لوهران. وتزامن إصدار هذا الكتاب الذي ألّفه الدكتور منصوري لخضر، مع الذكرى ال21 لاغتيال عبد القادر علولة يوم 10 مارس 1994، عرفانا لما قدمه هذا الفنان من أجل تطوير المسرح الجزائري حسبما ذكره المؤلف على هامش اللقاء الذي حضره أفراد من عائلة عبد القادر علولة، وجمع من المسرحيين والباحثين في الفن الرابع. وذكر السيد منصوري، الذي يعد أستاذا بقسم الفنون ومخرجا مسرحيا أن هذا الكتاب يشكل ”محاولة لقراءة نقدية للتجربة المسرحية لعلولة التي يزيد عمرها عن ثلاثين عاما من منظور إخراجي” وهي تجربة كانت في طور التشكل استنادا إلى قوله، ”لأن ما توصل إليه من نتائج لايزال في مرحلة الصياغة والتجريب”. ويشمل الكتاب الذي يضم 200 صفحة فصلا خاصا عن علولة والاخراج، حيث يتضمن مواضيع ”المعالجة الدرامية للنص” و«الإعداد الدرامي وسيناريو الإخراج” و«بناء الشخصية ودراسة أبعادها”، والأزياء والإنارة والاكسسورات في مسرح علولة. وركز الأستاذ منصوري لخضر، في الفصل الثاني على تقديم دراسة تطبيقية للعمل المسرحي ”الأجواد” الذي تعتبر من أبرز ما جادت به قريحة عبد القادر علولة. وجاء هذا الكتاب لإثراء رفوف المكتبات الجامعية في مجال الفن الرابع، حيث توجد أكثر من 60 دراسة في الماجستير والدكتوراه تناولت التجربة المسرحية للراحل علولة، فضلا عن منشورات مخبر أرشفة المسرح الجزائري حسب رئيس قسم الفنون الأستاذ ايميمون ابراهيم. ومن جهته يرى المسرحي بوزيان بن عاشور، أن ”عبد القادر علولة لا يزال حاضرا في الذاكرة الشعبية بعد أكثر من 20 عاما من وفاته وبفضل الباحثين الجامعيين انتقلت أعماله من الخشبة إلى عالم الجامعة والبحث الأكاديمي الجاد لتبقى أعماله راسخة في أذهان الأجيال وخالدة عند الطلبة الباحثين”. للتذكير يزدان سجل الفنان الراحل عبد القادر علولة بعدة أعمال ذاع صيتها داخل وخارج الوطن منها ”اللثام” و«الأجواد”، و«الخبزة” و«حمق سليم” وغيرها من الإبداعات التي لا تزال محل اهتمام النقاد والباحثين ومصدر استلهام المبدعين الجدد.