أثبتت العروض القوية لكينيا وإثيوبيا في منافسات ألعاب القوى بدورة بكين الأولمبية، أن الفقر لا يمكنه الوقوف في طريق المجد والتألق، حيث جمعت الدولتان 19 ميدالية في منافسات المسافات المتوسطة والطويلة بألعاب القوى. وقال المدرب المساعد لكينيا بيتر ماثو - في تصريحات صحفية - "يضطر الرياضيون للمشي مسافات طويلة منذ الصغر للذهاب إلى المدرسة، عكس الدول المتقدمة، ولذلك فقد اعتادوا على هذا الأمر مبكرا، نحن مميزون في سباقات المسافات الطويلة بسبب الصعوبات التي نواجهها يوميا، كما أن التدريب في المناطق المرتفعة يساعدنا كثيرا في بناء بنية جسدية تستطيع التحمل." من جهته، قال كبير مسؤولي المنتخب الإثيوبي جيبياو تاكيلي، الكلمات ذاتها: "الظروف الصعبة في إثيوبيا كانت وراء تألق رياضيينا على هذا النحو اللافت في أولمبياد بكين، علما أن أثيوبيا من أفقر دول العالم ." وبالنسبة لكينيا، فقد فازت تيرونيش ديبابا بسباقي خمسة آلاف متر وعشرة آلاف متر سيدات، وحقق مواطنها كنينيسا بيكيلي الإنجاز ذاته ليصبح أول عداء يحقق هذا الإنجاز في دورة أولمبية واحدة منذ 1980. وقال بيكيلي "نركز على ما يمكننا فعله ونمتلك مشروعا كبيرا ومحكما تحضيرا للسباقات بداية من 800 متر والمسافات الطويلة، وهي السباقات التي حققنا فيها معظم إنجازاتنا في الماضي." وتفوقت إثيوبيا وكينيا تماما على نيجيريا وجنوب إفريقيا بعدما فازتا بأربع ميداليات أولمبية وهي حصيلة مشرفة وكبيرة لبلد فقير. هذا الإنجاز علق عليه مسؤول المنتخب النيجيري دوني نيزيانيا: "إن القارة الإفريقية بأكملها يجب أن تتعلم الدرس من إثيوبيا وكينيا، يعود الفضل في هذا التفوق إلى التخطيط الجيد، يعمل الكينيون والإثيوبيون بجدية على تطوير المواهب الموجودة لديهما ورفع مستوى أدائها." وكانت نيجيريا قد فازت بميداليتين برونزيتين في منافسات الوثب الطويل سيدات وفي سباق أربعة في 100 متر تتابع سيدات، بينما فازت جنوب إفريقيا التي تمتلك إمكانيات رياضية أكثر تطورا في القارة السمراء، بميدالية فضية واحدة.