استوطن الإنسان تندوف منذ فترات ما قبل التاريخ، وتشهد على ذلك النقوش الصخرية المتواجدة في منطقة "أم الطوابع"، "مركالة"، "أم العشار"، "لكحال"، منطقة "غار الجبيلات" وغيرها، وتؤكد قدم تاريخ المنطقة أيضا الأدوات الحجرية المنحوتة. بزغت تندوف كمدينة في حوالي القرن السادس عشر ميلادي، وعرفت توافد السكان والقبائل للاستقرار بها نظرا لموقعها الجيواستراتيجي بين الشمال والجنوب ودول الساحل الإفريقي، وكانت ملتقى القوافل التجارية العابرة للصحراء، ودخلت تحت نير الاحتلال الفرنسي كباقي ولايات القطر الجزائري سنة 1934، ولعل أشهر معركة دارت أحداثها في تندوف معركة "مركالة" الشهيرة سنة 1956. وتبقى الآثار والمعالم الأثرية شاهدة على تاريخ تندوف، حيث شكلت "حمادة تندوف" متحفا مفتوحا على الهواء الطلق لحضارات ما قبل التاريخ، بما فيها من مستحثات وطبقات، وأدوات حجرية وقبور عملاقة تعود إلى العصر الجيولوجي الثالث، حيث نجد منطقة "أم الطوابع"، على بعد حوالي 170 كلم، وهي عبارة عن هضبة مكسوة بصخور سوداء تتضمن قواقع وبقايا أثرية بحرية، ونقوشا صخرية وجداريات، مع رؤوس سهام مذهبة... "أم الكسى"، على بعد 60 كلم عن تندوف، بها مستحثات نباتية وحيوانية تعود إلى نهاية الزمن الجيولوجي الثالث، "القصبية" بها بقايا الأواني الفخارية التي توحي بانتشار الصناعة الفخارية في العصر الحجري الحديث، كما نجد مغارات وبصمات حوافر الحصان ومرابط الخيل في مناطق أخرى، وتنتشر في صحراء تندوف معالم جنائزية، تترجم بعض العادات البدائية في الدفن، إذ تتسم بأنها عملاقة تمتد على الأرض أو تنتصب على شكل عمودي، وقد يرمز إلى جنس أو مكانة الشخص المدفون، وتنتشر هذه القبور في منطقة "لكحال"، "غار الجبيلات" التي تتضمن بعض صخورها نقوشا صورت عليها فهود، نعام، بقر وحشي وغيرها، بالإضافة إلى المنازل القديمة ذات الأصول البربرية والأواني الفخارية. أما مباني تندوف القديمة، فعلى رأسها مسجد موساني العتيق الذي بني سنة 1271 ه، يحمل لمسات هندسية فائقة الجمال مع البساطة في النقوش البديعة، وقرب المسجد زاوية آل بلعمش التي تقع داخل القصبة تم تأسيسها حوالي القرن ال13هجري، حيث مثلت المؤسسة الاجتماعية والجامعة العلمية، وماتزال محافظة على مخطوطات ثمينة صنفت مؤخرا، فاقت 600 مخطوط في علوم القرآن، الحديث، أصول الفقه، الشعر الحساني، المنطق، الأنساب، الفلسفة وغيرها. ومن المعالم الثقافية بحي الرماضين دويرية أهل العبد التي أسسها العبد ولد محمد ولد الحرطاني، وقد بنيت وفق الطراز المعماري الإسلامي المرابطي، المعروف في شمال إفريقيا، بجانبها المسجد العتيق الرماضين، وبها 350 مخطوطا في الفقه، الأدب، الطب، الفلك، وغيرها وبها بعض الوثائق والعقود بالعبرية والفارسية والعربية. دار الديماني الوسري من أجمل المباني العتيقة في تندوف، والتي حافظت على الطابع الهندسي العتيق، وهي عبارة عن مجمع سكني تساقطت معظم أجزائه ولم يبق منها إلا بعض الآثار. ويسعى القائمون على قطاع الثقافة في تندوف إلى ترميم تلك المباني الطوبية القديمة من خلال مكاتب دراسات متخصصة حتى لا تؤول إلى الزوال، لاسيما دويرية أهل العبد ودار الديماني المهددتين بالانهيار.