تشهد الأسواق خلال الفترة التي تسبق حلول شهر رمضان المعظم، لهفة كبيرة من قبل المواطنين على مختلف المعروضات، خاصة المستلزمات المنزلية، وإن كان بعض المحتكرين والوسطاء يستغلون هذه المناسبة تحديدا لإلهاب الأسعار واستنفاد جيوب المستهلكين، إلا أن نوعا آخر من التجار باتوا يسعون إلى التخفيف من عبء الأسعار باقتراب نفس المناسبات، ومن ذلك إقامة المعارض وتقريب السلع من المستهلك بأسعار تنافسية، على غرار مهرجان التسوق العائلي بمناسبة رمضان 2015 المقام حاليا ببلدية زموري بالضاحية الشرقية للعاصمة، حيث يشارك تجار من 12 ولاية يعرضون مختلف السلع والمستلزمات المنزلية بأسعار ترقوية تتراوح نسبة التخفيضات بين 10 و30 %. أبدى مواطنون تحدثوا إلى "المساء"، بمناسبة إقامة مهرجان التسوق العائلي، استحسانهم لإقامة تظاهرات اقتصادية بين الفينة والأخرى بما يسمح للأسر باقتناء مستلزماتها بأسعار تتناسب مع مداخيلها، فبعد التظاهرة الاقتصادية "لنستهلك جزائري" التي حققت أهدافها بتقريب المنتوج الوطني من المستهلك، جاء اليوم الدور على تظاهرة التسوق العائلي الذي أرادت الجهة المنظمة له جعله يتوافق واقتراب رمضان الفضيل، الذي يزداد معدل الاستهلاك فيه إلى الضعف، إذ يشير السيد فريد قصراوي مدير مؤسسة "الناميروفاكس" للصالونات والمعارض، أن إقامة معارض وطنية للتسوق العائلي مبادرة من شأنها تحقيق التوازن بين العرض والطلب وحماية قفة المستهلك التي يستغلها بعض التجار والوسطاء باقتراب المناسبات، بما فيها الشهر الكريم، أبشع استغلال، "وعليه ارتأينا تنظيم معرض للتسوق العائلي بمشاركة وطنية وأخرى أجنبية، وبتنويع في المعروضات بين الأواني والأفرشة المنزلية وكذا ملابس الأطفال، خاصة ونحن نعلم أن الكثير من الأسر تلجأ إلى شراء ملابس العيد بحوالي شهرين قبيل حلول المناسبة لتخفيف المصاريف. إلى جانب ذلك، هناك مواد شبه صيدلانية، إلى جانب التوابل لتمكين الأسر من شراء كل مستلزماتها تحسبا لاستقبال رمضان الفضيل". توفر الأمن عامل أساسي لإنجاح أية تظاهرة ولأن نجاح أية تظاهرة اقتصادية متعلق بعاملين اثنين يتمثلان في الأمن والنقل، فإن المراهنة عليهما كانت من أهم المعايير التي وضعتها المؤسسة المنظمة في الحسبان، إذ يشير السيد قصراوي إلى أن اختيار بلدية زموري لإقامة التظاهرة الاقتصادية جاء وفق عدة معايير، أولا لأنها تتوفر على فضاء يحتضن المهرجان الذي يتربع حاليا على مساحة تصل إلى 2000 متر مربع باحتساب الفضاء الترفيهي المخصص للأطفال، كما أنها محور يربط بين عدة بلديات بولاية بومرداس من جهة، إلى جانب ربط ولايات شرقية، على غرار البويرة وتيزي وزو، إضافة إلى التسهيلات المقدمة من طرف المجلس الشعبي لبلدية زموري وكذا السلطات الأمنية من شرطة ودرك، تعمل هي الأخرى على تقديم مساعدتها وتأمين الأمن للمواطن، خاصة أن المهرجان يستمر إلى الساعة 9 ليلا. وإلى جانب الأمن، فإن توفر النقل يعتبر هو الآخر عاملا مهما في إنجاح هذه التظاهرة، لذلك كان لإقامتها بالقرب من محطة نقل المسافرين عاملا مساهما في نجاحها. وهذا الذي قال بشأنه مواطنون تحدثوا إلينا إن سهولة التنقل إلى المعرض جعلتهم يقصدونه أكثر من مرة خلال اليوم الواحد. وتقول مواطنة قادمة من ولاية تيزي وزو بأنها سمعت بإقامة معرض في زموري، فقصدته لأنها تعلم مسبقا أن المعرض يعني تخفيض الأسعار "كلما أسمع بتنظيم معرض قريب إلا وقصدته، لأتمكن من شراء احتياجات المنزل بأسعار معقولة، لقد زرت منذ بداية السنة 5 معارض أقيمت في ولايات تيزي وزو والبويرة وبومرداس، وفي كل مرة أقتني مستلزمات بأسعار معقولة، خاصة أن ابنتي في سن الزواج وهذه فرصتي لتجهيزهما وفق ميزانيتي". من جهتها، تؤكد مواطنة أخرى أنها تقصد الأسواق الشعبية لاقتناء حاجيات المنزل الكثيرة، لكنها تفضل المعارض والمهرجانات بالنظر إلى التخفيضات الكبيرة المعتمدة بسبب محدودية أيام العرض، مما جعلها تقصد مهرجان مدينة زموري قادمة إليه هي الاخرى من تيزي وزو، وتقول بأنها اشترت أواني منزلية بمناسبة اقتراب شهر رمضان داعية الجهات المعنية الإكثار من تنظيم معارض اقتصادية أكثر تنويعا، أي تحتوي إلى جانب الأفرشة والصالونات والملابس والأواني، الخضر والفواكه واللحوم والتوابل حتى يكون "القضيان" جامعا وفي مكان واحد. كما أبدى مواطن رأيه في المجال، قائلا بأنه لابد من التفكير في تجديد المعارض الاقتصادية قليلا، أي تنويعها أكثر وجعلها تحتوي على كل المستلزمات "بما أنها معارض للتسوق العائلي فنحن نود لو يتم تخصيص فضاء لعرض الخضر والفواكه وحتى اللحوم ومشتقاتها، حتى يكون مكانا واحدا للتسوق، كما أنني أبدي احتجاجي من انعدام فضاء للألبسة الرجالية بما فها الأحذية، فكل ما وقعت عليه عيناي في هذا المعرض هو الأواني المنزلية والأفرشة وألبسة الأطفال".