يقام حاليا ببلدية ذراع الميزان بولاية تيزي وزو، مهرجان التسوق العائلي للأثاث والرفاهية المنزلية الذي يتواصل إلى ال27 من الشهر الجاري. المهرجان الذي أقيم بالقاعة متعددة الرياضات وجد فيه السكان متنفسا حقيقيا، باعتبار أن البلدية تفتقر إلى مساحات تجارية واسعة تعرض فيها مختلف السلع التي يمكن اقتناؤها من مكان واحد. كما لم ينس المنظمون فضاء للأطفال فخصصوا لهم أمكنة للعب والمرح ليكون مهرجانا جامعا بين ميولات كل أفراد الأسرة. يؤكد السيد فريد قصراوي مسير شركة ”ناميروفكس” لتنظيم المعارض والصالونات، أن هذه الأخيرة تعتبر متنفسا آخر للأسر، خاصة ذات الدخل المحدود لاقتناء العديد من السلع بأسعار مخفضة، ذلك أنه يتم التفاوض مع التجار الراغبين في المشاركة بالمعارض على تطبيق سياسة ”سِعرية”- إن صح القول - تراعي كافة المداخيل بغرض تمكين شريحة واسعة من المواطنين من اقتناء حاجاتهم، إلى جانب هذا يسمح للتاجر بتصريف بضاعته، ناهيك عن التبادل الثقافي الذي تضمنه خيمة المعرض، سواء بين مختلف العارضين القادمين من عدة ولايات من الوطن أو مع الزبائن الوافدين على المكان.
الجمال والرفاهية عمد المنظمون لصالون الرفاهية المنزلية إلى نصب خيمة عملاقة تمتد على مساحة 800 م2، تم تقسيمها إلى عدة أجنحة تجارية بغية تحقيق معادلة التنوع التجاري، حيث يجمع المعرض بين الجمال والرفاهية، إذ اهتمت أجنحة بعرض كل ما يتعلق بالجمال من مستحضرات للزينة والعطور والإكسسوارات الجميلة، إلى جانب الكريمات المُبيّضة وكريمات العناية بتشقق القدمين والزيوت المعالجة للشعر، وكذا خلطات مضادة لآلام المفاصل وغيرها، دون نسيان الأجنحة التي تعرض مختلف الأفرشة الديكورية التي لها زبائنها من الباحثين عن الرفاهية المنزلية. والملاحظ أن العبارات الترويجية فعلت فعلتها لدى الزبائن، خاصة من طرف المقبلات على الزواج اللواتي تجذبهن عبارات ”5 قطع بثمن شوك” (أي صادم)، حيث عرضت 5 أنواع من الأفرشة بسعر لا يتعدى 15 ألف دينار. هذا ما تؤكده نسيمة التي قالت لنا: ”هنا في ذراع الميزان نفتقر إلى أسواق تسمح لنا بالتسوق، فالسوق الوحيدة تشتغل نصف يوم الخميس فقط. وأنا كعاملة لا أجد متسعا من الوقت لاقتناء ما أريده، وهذا المعرض جاء كتعويض لنا عن هذا النقص، إلا أنني أرى أن مدة 15 يوما لا تكفي”، كذلك قال كريم وهو عارض مشارك من ولاية المدية، أن مدة أسبوعين غير كافية للطرفين؛ البائع والزبون. من جهته، يقول التاجر نور الدين من سيدي عيسى بولاية المسيلة المشارك في أكثر من 100 معرض مماثل عبر الوطن، أن هذه المعارض تعتبر فرصة ثمينة لتصريف البضاعة، مما يمنع تكدسها في المحلات.. ويشير نور الدين إلى أنه سيقصد ولاية سيدي بلعباس كمحطة ثانية ليشارك في معرض ولائي بعد مشاركته هذه بولاية تيزي وزو. كما لم ينس الإشارة إلى أن تنظيم معارض مماثلة تسمح بتوظيف شباب بطال. وهو ما أكده فريد قصراوي بقوله؛ إن معرض الرفاهية المنزلية شغل عشرات الشباب من بلدية ذراع الميزان في سياق تنظيم سير التظاهرة والمحافظة على الأمن ليلا نهارا، علما أن فيه 80 جناحا؛ كل واحد يشغل 3 عمال سواء من الباعة أو الحراس. ولأن الراحة تعتبر أهم عناصر الصالونات الحديثة التي أصبحت حاليا تبحث عن تشكيل جزء من وسائل الرفاهية، فإن صناع هذه الصالونات أضحوا يهتمون بهذا الجانب أكثر، من خلال الاعتماد على المزاوجة بين الأثاث وخامات القماش الرفيع والألوان المبهجة للنظر، بهدف بلوغ هذه الراحة المنشودة التي نشعر بها من خلال الأثاث الذي يعتبر أبرز مكونات غرف المعيشة تحديدا والمنزل بأكمله. ولعل أجمل ألوان أقمشة الصالونات الحديثة البنفسجي بدرجاته، البرتقالي بدرجاته، الأحمر القاني، الأزرق السماوي، مع الأبيض والأسود، اللونين اللذين لا تتراجع شعبيتهما أبدا، بل يزداد الإقبال عليهما لديكور المنزل كله، يشرح لنا أكرم بائع صالونات عصرية من بلدية راس الوادي بولاية برج بوعريريج المشارك في الصالون.
اهتمام بالأطفال تثقيفا وترفيها لم ينس المنظمون أن يجعلوا للأطفال فضاءات يقصدونها سواء للعب أو التثقيف، ففي الخيمة العملاقة جناح خاص بكتب الأطفال، يقول عنه عبد القادر ممثل عن مكتبة ”الأنيس” الكائنة بدالي إبراهيم، أن المكتبة اتبعت منذ سنوات سياسة المشاركة في مختلف التظاهرات العلمية، الثقافية وحتى التجارية، من خلال جناح تعرض فيه الكتب شبه المدرسية تحديدا لمختلف الأطوار الدراسية. كما يستمتع الأطفال ب ”الماناج”، حيث أقيمت مدينة ألعاب مصغرة تضم ”الطوبوﭭغون” والمراجيح، دون نسيان المُهرج الذي أخذ يمازح الأطفال بإرجاء المعرض مرتديا زي الشخصية الكرتونية ”ميكي ماوس”. أجنحة الحلويات التقليدية كانت حاضرة أيضا، حيث أشارت فريدة امديدوش صانعة الحلويات التقليدية إلى أن المعرض سنح لها بالترويج لحرفتها، فنفذ عدد كبير من بطاقات الزيارة في ظرف قياسي، مضيفة أن معظم الزائرين تساءلوا عن إمكانية الوفاء بطلبات المناسبات خاصة أن موسم الأفراح بات وشيكا.