يواجه المصلون بمدينة قسنطينة، مع اقتراب شهر رمضان المبارك، مشكل نقص المساجد من أجل أداء الصلوات وعلى رأسها صلاة التراويح، خاصة سكان وسط المدينة وهذا بسبب خضوع أغلبية المساجد بالولاية إلى عمليات الترميم وإعادة الاعتبار في إطار تظاهرة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية، حيث تم وضع برنامج خاص يتضمن عمليات واسعة لتعزيز التراث الثقافي والديني للمدينة، من بينها المساجد القديمة. وقد حالت عملية الترميم، التي انطلقت السنة الفارطة، ضمن برنامج خاص بإعادة الاعتبار للمساجد والزوايا بالمدينة القديمة والمقدرة ب12 مسجدا و7 زوايا، في إطار المحافظة على الممتلكات المحمية، دون فتحها للمصلين خلال شهر الصيام، الذي يشهد إقبالا كبيرا على بيوت الله لأداء فريضة الصلاة وخاصة صلاة التراويح. من جهتهم، عبّر السكان، لاسيما القاطنون بوسط المدينة، عن انتقادهم للسلطات المحلية التي لم تف - حسبهم- بوعودها الخاصة بتسليم المساجد المعنية قبيل شهر رمضان وعدم إتمامها لعمليات الترميم الخاصة بعديد المساجد القديمة، مؤكدين أنهم حرموا من نكهة خاصة في شهر رمضان، باعتبار أن أهم ما يميز هذا الشهر الفضيل نشاط المساجد، حيث سيغيب عنهم الآذان الخاص بالإفطار وحتى الإمساك وقيام الصلوات في أوقاتها، فبعد أن كان وسط المدينة ومساجدها تعج بالمصلين، سيكون هذا الشهر خاليا باعتبار أن جلهم سيضطرون إلى التنقل نحو مساجد أخرى. وعلى الرغم من أن مديرية الشؤون الدينية والأوقاف بالولاية قد فتحت أمام المصلين بوسط المدينة بعض المساجد الصغيرة جدا على مساحات ضيقة والتي بنيت في القرون الماضية، من أجل امتصاص الضغط، إلا أن قدرتها الاستيعابية لا تحتوي سوى ربع المصلين، على غرار مسجد سيدي قموش، سيدي مغرف، السيدة حفصة ومسجد المؤمنون الذي يعرف ضغطا رهيبا عليه، وهو الأمر الذي انتقده الكثير من المصلين. من جهته، أكد مدير الشؤون الدينية والأوقاف بالولاية السيد، لخضر فنيط أن الولاية ستواجه عجزا كبيرا هذه السنة في المساجد، كون جلها يخضع للترميم الذي يستغرق وقتا ليس بالقليل باعتبار أن هذه المساجد قديمة وكلها تابعة للتراث، مما استدعى من القائمين على عمليات الترميم الحذر في عملهم، مضيفا أن هناك مساجد تحتاج إلى عملية ترميم كبيرة لأهم المساجد العتيقة الموجودة بالمدينة القديمة، التي كانت مهددة بالانهيار على غرار مسجد سيدي لخضر الذي كان يدرس به الشيخ بن باديس والجامع الكبير الذي يعود تاريخ إنجازه إلى القرن 12، وهو الأمر نفسه بالنسبة للزوايا المغلقة التي تخضع حاليا للإصلاح وإعادة الاعتبار. ولعل مشكل عدم إقامة الصلاة في المساجد التي عرفت انتشارا كبيرا خلال السنوات الفارطة خاصة في شهر رمضان، خفت قليلا، خاصة بالنسبة للمدينة الجديدة، علي منجلي والتي عرفت فيما مضى أزمة محسوسة لغياب المساجد بها باعتبار أن قاطني هذا التجمع السكاني الذي يضم أكثر من 100 ألف ساكن، افتقدوا كثيرا أماكن العبادة، إذ كانت المدينة الجديدة تضم مسجدا واحدا فقط وتم إغلاقه تفاديا لكارثة إنسانية بسبب التشققات التي نخرت أساساته وأعمدته الداعمة، فيما لجاءت مديرية الشؤون الدينية وأمام هذا الضغط خاصة في شهر رمضان إلى فتح القاعة المتعددة الرياضات أمام المتمسكين بأداء سنة التراويح. كما سمحت بفتح بعض المساجد غير المنتهية حتى لا يضطر السكان للتوجه إلى قسنطينة أو حي زواغي، على بعد حوالي 10 كلم لأداء الصلاة، قبل أن تقوم ببناء 6 أكبر مساجد بالمدينة، كما كشف مدير الشؤون الدينية والأوقاف مؤخرا عن تعزيز المدينة الجديدة علي منجلي ب 7 مصليات جديدة ستكون جاهزة خلال هذا الشهر الفضيل بمخالف الوحدات الجوارية على غرار الوحدة الجوارية 14 و17، 18 و19 لتخفيف الضغط عن باقي المساجد خاصة خلال شهر رمضان.