تدعمت قوات الدفاع الجوي عن الإقليم بسبع دفعات لسنة 2014-2015 للضباط المتربصين، الطلبة الضباط العاملين وطلبة الملاحة الجوية، والذين تخرّجوا أمس بعد إنهاء تكوينهم بالمدرسة العليا للدفاع الجوي عن الإقليم ”على شباطي” بالرغاية، بحضور قائد قوات الدفاع الجوي عن الإقليم اللواء عمار عمراني، إلى جانب ألوية وعمداء وكذا عائلات المتخرجين. وتخرجت الدفعات التي تضم تشكيلة متنوعة من الرتب والفروع، والتي تلقت تكوينا عسكريا وعلميا في عدة تخصصات. وتتشكل هذه الدفعات التي أشرف على مراسم حفل تخرجها اللواء عمار عمراني قائد قوات الدفاع الجوي عن الإقليم، من الدفعة 23، من ضباط القيادة والأركان، والدفعة 39 من ضباط الإتقان، والدفعة السادسة للضباط والطلبة تكوين التطبيق، والدفعة ال14 لطلبة الملاحة الجوية التابعين للمؤسسة الوطنية للملاحة الجوية، والدفعة 32 للطلبة الضباط العاملين، والتي تتكون من الدفعة الثالثة للطلبة الضباط العاملين تكوين مهندس دولة في الدفاع الجوي، والدفعة الثانية للطلبة الضباط العاملين تكوين ليسانس اختصاصي مراقبي الدفاع الجوي. وبعد تفتيش الدفعات المتخرجة من طرف قائد قوات الدفاع الجوي عن الإقليم، أشاد قائد المدرسة العميد مفدي يوس بمستوى التكوين النظري والعسكري الذي تلقّاه الطلبة، لتمكينهم من أداء مهامهم بكل احترافية على مستوى الوحدات الجوية. كما عرّف العميد بالدفعات المتخرجة منذ التحاقها بالمدرسة، وبالبرامج الدراسية النظرية والتطبيقية التي تلقتها طيلة فترة التكوين، معرجا على التطور التقني والعلمي الذي تعرفه المؤسسة العسكرية في مختلف المجالات. ونوّه العميد يوس بالجهود المبذولة من طرف إطارات المدرسة والأساتذة والمدربين في مختلف التخصصات للرفع من مستوى التكوين، الذي يبقى -كما قال- ”الورشة الأساسية القادرة على صناعة الكفاءات العسكرية المؤهلة للتكيف مع التطور العسكري المتسارع في العالم، داعيا بالمناسبة كل الدفعات المتخرجة إلى التحلي بالأخلاق والمثل العليا أثناء تأدية مهامها بكل إخلاص وأمانة؛ وفاء للشهداء الأبرار ولقيم ثورة نوفمبر الخالدة. وبعد ذلك تم تقليد الرتب وتوزيع الشهادات على الطلبة الأوائل من كل دفعة قبل أن يتقدم طالب الدفعة المتخرجة بطلب الموافقة على تسمية الدفعات المتخرجة باسم الشهيد بشير بن صالح، ليختتم الحفل باستعراض عسكري يتقدمه العلم الوطني ورايات وتشكيلات الدفعات المتخرجة، في استعراض تميز بدقة وانسجام كاملين. وبالمناسبة، طاف الوفد بمختلف أجنحة الأبواب المفتوحة بالمدرسة، والعرض الخاص بمشاريع نهاية الدراسة للطلبة الضباط المهندسين في الدفاع الجوي، وكذا معرض الكتاب الذي أقيم بهذه المناسبة، فيما تم على مستوى الجناح الشرفي تكريم عائلة الشهيد البشير بن صالح من طرف اللواء عمار عمراني قائد قوات الدفاع الجوي عن الإقليم. للإشارة، وُلد الشهيد البطل البشير بن صالح سنة 1920 بقرية الديس عرش أولاد سيدي إبراهيم الغول بولاية المسيلة. ترعرع في أسرة عريقة محافظة. حفظ القرآن الكريم منذ صباه قبل أن ينتقل إلى جامع الزيتونة بتونس؛ حيث تحصّل على شهادة علمية، ليعود إلى أرض الوطن. وسعى إلى غرس الحس والروح الوطنيين في النشء. وأثناء الحرب العالمية الثانية وجد البطل نفسه في ديار المستعمر؛ حيث ربط اتصالات بالنخب الوطنية إلى أن أصبح رئيس خلية ناشطة. وبعد عودته إلى الجزائر وتحديدا سنة 1957، التحق البطل بصفوف جيش التحرير الوطني في المنطقة الثانية من الولاية الثالثة. وإثر عملية فدائية قضى فيها على أحد المعمرين اليهود، شنت قوات المستعمر حملة شرسة للقبض على البطل الذي سقط في كمين نُصب له بإحكام بعد تتبّع خطواته بوشاية من أحد العملاء. واقتيد مكبلا معتليا مدرعة تجوب الشوارع؛ تباهيا لإذلاله أمام الشعب، ليُنقل بعدها إلى محتشد قصر الطير بسطيف للاستنطاق والتعذيب. وحُكم عليه بالإعدام رميا بالرصاص سنة 1960؛ لأنه أبى الاستسلام وكشف الأسرار.