كسب حبه للناس بإرادته القوية وتواضعه وعفافه الذي استلهمه من كتاب الله، متأثرا بالقارئ المصري (عبد الباسط عبد الصمد)، هو الشاب الكفيف (أحمد رياح) الذي أصبح حديث الشارع التيسمسيلتي من خلال صوته الجميل وحنجرتة الذهبية التي مكنته من كسب حب الجميع خاصة رواد بيوت الرحمان. هو من مواليد سنة 1993 ولد مصابا بإعاقة بصرية منعته من الجلوس على مقاعد الدراسة لكنها لم تمنعه من حفظ القرآن عن ظهر قلب حفظا دقيقا متقنا بعد تعلقه بكتاب الله وهو في سن ال17، حيث قطع مسافة 10 كلم مشيا على الأقدام باتجاه مدينة أولاد بسام لإقامة صلاة التراويح بمسجد العربي التبسي خلال شهر رمضان ورغم بعد المسافة بالنسبة إليه لأنه معاق بصريا، إلا أنه لا يتخلف عن أدائها إلا لعذر وحبه لله جعله يستشير الإمام (مصطفي ابركان) في أمور الدين ومنها طريقة حفظ القرآن الكريم الذي يسرها الله له من خلال مساعدته من طرف الإمام. وكانت أولى خطواته في حفظ القرآن هي زاوية (سيدي أحمد بن عون الله) ببلدية توسنينة بولاية تيارت، التي فتحت له أبوابها ورحبت به في سنة 2010 وهنا بدأت قصة أحمد مع كتاب الله، حيث اعتمد في حفظه عن طريق التلقين في فترة أقل من سنتين على يد (الحاج الصادق)، وهو معلم قرآن متطوع بالزاوية التي تضم أكثر من 30 طالبا لعلوم الشريعة والفقه بعدها تنقل الشاب الكفيف بعد إتمامه حفظ الكتاب كاملا إلى معهد تكوين الإطارات الدينية بولاية غليزان، حيث خضع لامتحان تشرف عليه لجنة استظهار القرآن التي أبهرها ببراعته في الحفظ والتجويد، ما مكنه من الحصول على شهادة حفظه القرآن الكريم ونال أيضا شهادة إثبات مستوى الثالثة ثانوي عن طريق مسابقة من طرف نفس المعهد مطلع السنة الماضية، وأصبح يؤم الناس بصوته الجميل وتلاوته المريحة للنفس في صلاة التراويح بالمسجد العتيق بأولاد بسام... وحلمه الوحيد أن يكون في المستقبل عالما كبيرا و داعية في المجتمع الإسلامي، ويحلم أيضا بالمشاركة في المسابقة الوطنية لتوظيف معلمي القرآن الكريم رتبة التعليم القرآني أوالأعوان الدينيين رتبة مؤذن وقيم، وهي المسابقة التي ينتظرها على أحر من الجمر، مع العلم أنه يتلقى حاليا دروسا في المواد العلمية والشرعية كحفظ القرآن بطريقة صحيحة ودراسة شاملة لعلم التجويد والفقه والنحو والعقيدة بزاوية سيدي على بن الحاج ببرج بونعامة في تيسمسيلت، ورغم إعاقته البصرية يقول الإمام الصغير في ختام حديثه إلينا إنه يقطع مسافة 10 كلم ليلا مشيا على الأقدام رفقة أخيه الذي يصغره سنا من أجل أن يؤم الناس في صلاة التراويح بالمسجد العتيق ببلدية أولاد بسام.