تستعد قسنطينة ضمن لياليها الشعرية، لاستضافة ليلة المغرب الشقيق والتي برمجت في 30 جويلية الجاري. فعالية ليالي الشعر العربي التي يحتضنها المسرح الجهوي وتنظمها دائرة الكتاب والأدب، ستستقبل الوفد المغربي المكون من أسماء لامعة ستمتع الحضور بأطيب الكلام وأجمل القوافي. ويضم الوفد المغربي شعراء ينتمون إلى أجيال وحساسيات ومناطق مختلفة في المشهد الإبداعي المغربي، على غرار ياسين عدنان، محمد بن طلحة، محمد الصالحي، إيمان الخطابي وصباح الدبي. تتميز الأسماء المشاركة في الليلة المغربية بالحضور القوي وبأهمية إبداعها المصنوع من عمق نصوصها ومن حضورها الدائم في المحافل النقدية والثقافية والإعلامية. وتمثل هذه الأسماء عينات من المدونة الشعرية المغربية، ستمنح للملتقي والناقد والإعلامي الجزائري، فرصة لأن يتابع أكثر ما يكتب في المملكة، تحقيقا لرهان التبادل الثقافي والفني بين البلدين الشقيقين ويرافق الوفد المغربي شعراء من الجزائر منهم أحمد عبد الكريم ولميس سعيدي. للإشارة، فقد كان وزير الثقافة عز الدين ميهوبي قد أكد في الكتاب الإعلامي الذي أعدّ خصيصاً لهذا النشاط، أن قسنطينة "ستحتفي بشعراء المغرب الشقيق، سفراء الحداثة وهي تعانق الأطلسي، ذلك أن المغرب قدم للشعر العربي الكثير من الإضافات التي نتجت عن ساحة ثقافية متزنة وترتكز على أعمدة وازنة". للتذكير، فقد افتتحت الليلة الأولى لتظاهرة الشعر العربي في 23 أفريل بدولة فلسطين تحت شعار "شعر وتراب" ألقى من خلالها 9 شعراء فلسطينيين وجزائريين عذب الكلم وروائع من لشعر العربي، حيث تضمنت القراءات الحياة والموت وويلات الحرب والبؤس والشتات التي يعيشها أبناء فلسطين، وما يقدمونه من تضحيات من أجل الحفاظ على الوطن والهوية، ناهيك عن أطفال غزة ضحايا الحرب والحصار الشامل منذ سنة 2009. وتضمنت القراءات الشعرية عناوين "انتهت الحرب" و"تلك الابتسامة ذلك القلب" وقصيدة "هكذا أبدو" للشاعرة هالة أبو الشروف التي عبرت من خلالها عن إصرار الشعب الفلسطيني من أجل استرجاع أرضه وهويته. واستنادا إلى لجنة تنظيم الليالي العربية للشعر، فإن سهرة ستخصص لأجمل الكلمات العربية كل آخر خميس من نهاية كل شهر طيلة تظاهرة "قسنطينة عاصمة الثقافة العربية". كما نزل يوم 28 من شهر ماي الفارط، خمسة شعراء تونسيين يمثلون توجهات فكرية مختلفة في المشهد التونسي، وهم محمد الهادي الجزيري، شوقي العنيزي، أنور اليزيدي والشاعرتان عبير مكي وإيمان عمارة، على ركح قسنطينة الجهوي خلافا لليلة الأولى التي احتضنها قصر أحمد باي بسبب عدم استيعابه للجمهور. تميزت السهرة المخصصة لدولة تونس بقراءات اهتمت بمواضيع خصت حرية المرأة التونسية والعربية ككل وأيضا بالحب وجمال المرأة. كما تطرقت القراءات الشعرية إلى العلاقات التاريخية بين الجارين تونسوالجزائر. ليالي الشعر العربي لتظاهرة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية ستتواصل على مدار سنة، حيث سيشارك ما يقارب 100 شاعر مغربي وعراقي ويمني وتونسي وآخرين من بلدان الخليج العربي، إلى جانب شعراء جزائريين في تنشيط سهرات شعرية موضوعاتية نهاية كل شهر، حول الأمل والمصير المشترك للأمة العربية والحياة والحب، في جو من شأنه تعزيز التعاون الثقافي بين شعراء البلدان العربية وفتح آفاق التقارب الفكري والإبداعي بين الشعراء. وتأتي ليلة المغرب، بعد ليالي فلسطينوتونسوقسنطينة، لتؤكد استمرار عزم مشرفي الفعالية على المضي في تطبيق البرنامج المسطر، والذي يتضمن استضافة المشاهد الشعرية العربية في ثلاث عشرة أمسية.