تستكمل اليوم كل من الولاياتالمتحدةالأمريكيةوكوبا مسيرة تطبيع علاقاتهما الدبلوماسية بإعادة فتح سفارة كل بلد في عاصمة البلد الآخر، وذلك بعد أكثر من نصف قرن من القطيعة التي كرستها حادثة خليج الخنازير عام 1961. وسيحضر وزير الخارجية الكوبي برونو رودريغيز مراسم إعادة فتح سفارة كوبا بالعاصمة الفيدرالية الأمريكية، في أول زيارة يقوم بها رئيس دبلوماسية كوبي إلى واشنطن منذ عام 1959. ويلتقي رودريغيز بنظيره الأمريكي جون كيري بمقر وزارة الخارجية الأمريكية؛ حيث سيرفع العلم الكوبي إلى جانب رايات باقي الدول الأخرى التي تقيم علاقات دبلوماسية مع الولاياتالمتحدة. وكان كيري ورودريغيز اجتمعا شهر أفريل الماضي لمدة ساعتين أثناء قمة الأمريكتين في باناما، وضعا خلاله آخر الترتيبات لإعادة العلاقات المقطوعة بين بلديهما. وفي خطوة لتفعيل قرار التطبيع بين البلدين، أعلن البيت الأبيض الأسبوع الماضي، أن الولاياتالمتحدة تخطط للمبادرة ببدء اتصالات مع كوبا على مستوى رفيع وبناء علاقات معها في مجالات عدة، منها "الهجرة" و«محاربة تهريب المخدرات". وسبق مراسم إعادة فتح السفارة الكوبية في واشنطن، تحويل مقر التمثيلية الدبلوماسية الأمريكية في هافانا منذ منتصف ليلة الأحد إلى الإثنين، إلى مقر للسفارة، لكن بدون حفل رسمي، في انتظار تنقّل جون كيري إلى هافانا للإشراف بنفسه على مراسم إعادة التطبيع. وتأتي إعادة فتح السفارتين بين واشنطن وهافانا بعد مفاوضات سرية تلتها سلسلة خطوات تبناها الطرفان في إطار تطبيع العلاقات بينهما بعد إعلان الرئيسين الأمريكي والكوبي شهر ديسمبر الماضي، عن رغبتهما في طي صفحة العداء وإعادة الدفء للعلاقات بين بلديهما. وفي أواخر الشهر الماضي، حددت الدولتان العدوتان بالأمس والصديقتان اليوم، رسميا تاريخ 20 جويلية لاستئناف العلاقات الدبلوماسية وترتيب رحلة لوزير الخارجية الأمريكي لزيارة هافانا، ليصبح أول وزير خارجية أمريكي يزور هافانا منذ 70 عاما. واعتبر الكوبي راؤول كاسترو إعادة فتح السفارتين توجت نهاية المرحلة الأولى من عملية التطبيع التي تريدها هافانا أن تشكل بداية للوصول إلى اتفاق رفع الحصار التجاري المفروض على كوبا منذ نصف قرن كامل من الزمن. وقال الرئيس كاسترو في آخر تصريح له إنه "سيتم في 20 جويلية إطلاق مرحلة جديدة طويلة ومعقدة باتجاه تطبيع العلاقات، التي تحتاج إلى الإرادة من أجل إيجاد الحلول للمشاكل التي تراكمت منذ أكثر من خمسة عقود، والتي أثرت سلبا على الروابط بين بلدينا وشعبينا". وفي سياق تحسين العلاقات بين البلدين قررت السلطات الكوبية الإفراج عن المواطن الأمريكي ألان غروس ورعية أمريكية، سجنتهما هافانا بتهمة التجسس لصالح واشنطن. وكشفت وسائل إعلام أمريكية أن الإدارة الأمريكية أفرجت في إطار التعامل بالمثل، عن ثلاثة جواسيس كوبيين كانوا مسجونين لديها. وقالت جوزيفينا فيدال كبيرة المفاوضين الكوبيين إن كوباوالولاياتالمتحدة اتفقتا على تجسيد على أرض الواقع قرارات المرحلة الثانية الصعبة من مفاوضات تطبيع العلاقات. يُذكر أن العلاقات الكوبية الأمريكية شهدت انفراجا نسبيا بعد انهيار دولة الاتحاد السوفياتي السابق، أكبر شريك سياسي واقتصادي لهافانا أواخر عام 1991 بدون أن يؤدي ذلك إلى تطبيع العلاقات الثنائية أو رفع الحصار الاقتصادي والتجاري الأمريكي المفروض على كوبا.