يُتوقع أن تتصاعد حدة التوتر اليوم بمدينة القدسالمحتلة على خلفية الدعوات التي أطلقها مستوطنون يهود لاقتحام المسجد الأقصى المبارك، ضمن مخطط استيطاني يهدف إلى طمس الحقائق التاريخية والحضارية لإحدى أقدس المقدسات عند المسلمين. ومهّد عشرات المتطرفين اليهود لعملية الاجتياح المقررة لنهار اليوم بعملية مماثلة أمس، عندما اقتحموا منذ الساعات الأولى باحات أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين من جهة باب المغاربة، تحت حماية قوات الاحتلال، التي شددت من إجراءاتها التعسفية لمنع دخول المصلين الفلسطينيين إلى الحرم القدسي. ولم تمنع تلك الإجراءات الأمنية الفلسطينيين من سكان فلسطينالمحتلة أو ما يعرف بعرب 48، من تلبية نداء نصرة الأقصى المبارك، الذين اعتكفوا داخل المسجد الأقصى الشريف للدفاع عن حرمته ومنع تدنيسه. وكانت منظمات يهودية متطرفة طالبت السلطات الإسرائيلية بإغلاق المسجد الأقصى أمام المسلمين بمناسبة ما يُعرف بذكرى "خراب الهيكل"، الذي يصادف يوم الأحد القادم وحتى نهاية الأسبوع، وسط نداءات بمنح اليهود المقتحمين "حرية الصلاة الجهرية داخل المسجد الأقصى المبارك"، و«حرية الدخول إلى الأقصى المسقوف ومسجد قبة الصخرة المشرفة والمصلى المرواني وغيرها من المصليات المسقوفة". وكان المحتل الإسرائيلي قد أغلق المسجد في وجه المستوطنين لمدة 13 يوما تضمنت العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك، والأيام الثلاثة لعيد الفطر بسبب التواجد المكثف والكبير للمصلين في رحاب الأقصى، وهو ما يكشف عن النية المبيّتة لحكومة الاحتلال لفرض التقسيم الزماني والمكاني لأولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين. وهو ما جعل الهيئة الإسلامية العليا ومجلس الأوقاف الإسلامية يوجهان نداء باتجاه المواطنين الفلسطينيين لشد الرحال بداية من نهار اليوم، إلى المسجد الأقصى من أجل نصرته ومنع تدنسيه. وأكدت الهيئتان في بيان مشترك أمس، أن المسجد الأقصى المبارك حق خالص للمسلمين وحدهم، محملتين سلطات الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عن أي مساس يلحق بحرمة الأقصى، الذي لن يكون إلا للمسلمين وحدهم غير خاضع للمساومة ولا للتفاوض ولا للتنازل عن ذرة تراب منه. وأكد أن أطماع الاحتلال والمستوطنين العدوانية بحق الأقصى لم تتوقف عند حد معيّن، وأنها تتكشف يوما بعد يوم، وأن المنظمات اليهودية المتطرفة مستمرة أيضا في ادعاءاتها الباطلة بشأن مشاريع التقسيم الزماني، ثم المكاني للأقصى. وشدد على أن المسجد الأقصى هو ما أحاط بالسور الذي مساحته 144 دونما دونم يعادل ألف متر وما تحت الأرض وما فوقها، ويشمل المباني المسقوفة والساحات المكشوفة بما في ذلك المساطب والأروقة والآبار والممرات والبوابات والجدران الخارجية. ولكن هل تحترم حكومة الاحتلال هذه الحقيقة وتعمل على ردع مستوطنيها المتطرفين الذين يحاولون تغيير الحقائق والاستيلاء على أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، لتحويله إلى معبد خالص لليهود؟ والسؤال المطروح: إلى متى يبقى المسجد الأقصى المبارك يئن تحت وطأة الاقتحامات المتكررة لمستوطنين يهود يروّجون لمزاعمهم بإقامة ما يسمونه "هيكل سليمان" على أنقاض الحرم القدسي؟ ثم ألم يحن الأوان لأن يقف هذا العالم الإسلامي برسميّيه وهيئاته المدنية والشعبية وقفة رجل واحد لنصرة واحد من أقدس المقدسات الإسلامية؟!