تسعى الجزائر من خلال إقامة البطولة العالمية لفوفينام فيات فوداو التي تنطلق منافساتها اليوم بقاعة حرشة حسان، لمواصلة إبراز المكانة التي تتبوّأها هذه الرياضة محليا ودوليا، والإمكانيات التي تزخر بها لتنظيم مثل هذه المواعيد عن جدارة واستحقاق، حسبما أكد رئيس لجنة تحضير الموعد الرياضي محمد جواج ل "المساء". وواصل جواج كلامه قائلا: "إن من بين ما ترمي إليه البطولة أيضا تعريف الجمهور بالمستوى التقني الذي وصل إليه هذا الفن القتالي فيتنامي الأصل، لنشره عبر كامل الوطن والاحتكاك بالرياضيين الأجانب المتميزين". وسيتم إشراك 37 مصارعا من المنتخب الوطني، منهم 9 سيدات، حيث ستكون الفرصة أمام بعض الرياضيين حديثي العهد بمنافسات المونديال، لإبراز مكانتهم في الفريق وافتكاك المرتبة الثانية حسب الفرق، والتتويج باللقب أو الحصول على المركز الثاني، كما أوضح محدثنا، الذي أشار إلى أن مونديال الجزائر سيعرف مشاركة 249 مصارعا من 17 دولة أجنبية، وهي الفيتنام، إيطاليا، إيران، بيلاروسيا، ألمانيا، روسيا، موريتانيا، بلجيكا، المغرب، السينغال، كومبوديا، أفغانستان، رومانيا، بوركينافاسو، بريطانيا وكوت ديفوار، فيما يُنتظر تأكيد الهند والعراق حضور البطولة هذا الأسبوع. وعن المشاركة الجزائرية في بطولة العالم، أكد الأستاذ جواج أن من المنتظر أن تكون المنافسة قوية؛ حيث ستسعى النخبة الوطنية لبذل مجهود كبير لتحقيق أعلى النقاط في التصفيات من أجل التواجد في النهائيات والمنافسة على المراكز الأولى، مبرزا في الوقت نفسه، أن هذه النسخة تُعد الأقوى على الإطلاق بالنظر إلى خيرة المصارعين الذين سينشّطون المنازلات، على غرار عناصر المنتخب الفيتنامي، الألماني، الإنجليزي وغيرهم. وعن التنظيم، أكد جواج أن الجزائر نجحت نجاحا كبيرا في إظهار قدراتها التنظيمية الأكثر من رائعة أياما قبل بدء البطولة، مضيفا أن جميع أعضاء اللجنة التنظيمية المشكَّلة من لجنة المسابقات، لجنة الحكام، لجنة التسويق، لجنة الإعلام، لجنة الإقامة، لجنة المواصلات، لجنة الأمن، اللجنة الطبية ولجنة التكنولوجيا، أبدوا رضاهم التام عن التحضيرات التي تجري على قدم وساق من قاعات حديثة؛ سواء للمنافسة أو التدريب، وفنادق على أعلى مستوى من الخدمات المميزة، وتوفير كافة الأجهزة التقنية والحديثة بالقاعات والمراكز الصحفية والمراكز الطبية الحديثة. وفي سياق متصل، ذكر محمد جواج أن اللجنة المنظمة قامت بالترويج الجيد لمشاهدة البطولة؛ حيث تم التعاون بين اللجنة ووسائل الإعلام في الترويج للمونديال في جميع المنافسات والمقابلات التي ستجرى طيلة أيام البطولة. للإشارة، تنطلق تصفيات بطولة العالم صباح يوم 30 جويلية الجاري، على أن يكون الافتتاح في المساء على الساعة (17:30 سا)، تليها النهائيات. كما يعرف يوما 31 جويلية و1 أوت تنشيط التصفيات صباحا، وتخصيص الفترة المسائية للمنازلات النهائية. يُذكر أن المنتخب الوطني للفوفينام فيات فوداو، نال المرتبة الثالثة في بطولة العالم المنصرمة 2013 بباريس (فرنسا). 70 سنة من الوجود وآلاف الممارسين عبر العالم تأسست رياضة الفوفيتنام فيات فوداو أو بالأحرى مناهج الفنون القتالية الفيتنامية، سنة 1938، من طرف الأستاذ نقين لوك، وتحصي اليوم آلاف الممارسين لها عبر العالم. ويحصي الفوفينام عددا كبيرا من تقنيات الهجوم والهجوم المضاد والدفاع الذاتي، كما أنه يتميز بقواعد فلسفية عميقة، ومهارات فنية وتقنيات خيالية متنوعة، وبهذا فهي رياضة شاملة. ويعتمد هذا الفن القتالي على استعمال الأرجل والأيدي كالكراتي وتقنيات الموي تاي، كالمرفق والركبة، والمصارعة والجيدو كالمسك والارتكاز والرمي والدفاع، ومن الكونغ فو الخفة والشدة والصلابة، ومن الأيكيدو مبدأ التعامل مع الخصم. وكغيرها من الفنون القتالية، تمتاز رياضة الفوفينام فيات فوداو ب 28 تقنية، من بينها الضربات المقصية الطائرة بالأرجل، حيث استُعملت من طرف المحاربين قديما لإسقاط العدو عن ظهور الخيول، وهي الرياضة الوحيدة التي توجد بها 21 ضربة مقصية. ولباس هذه الرياضة يسمى "الفوفوك"، ويشبه نوعا ما "الكيا كونجي"، ولونه أزرق، ويرمز للأمل والضخامة والقوة والصفاء ونقاوة السماء. ويسمى الأستاذ صاحب أكبر درجة الأستاذ بارتري يارش، ويحمل الحزام الأبيض في الوقت الذي خُصصت الأحزمة بلون أحمر وأزرق، وأخرى للممارسين الأقل رتبا. ويُستعمل في الفوفينام 15 نوعا من الأسلحة، منها الخنجر المزدوج، السيوف بشتى أنواعها، المسطرة، العصا، الساطور و.. وعرف هذا الفن القتالي أوقاتا عصيبة في بداية نشأته، لاسيما ما بين أعوام 1960 و1964، ثم ما بين 1975 و1978، حيث منعت الفيتنام ممارسته. لكن بالرغم من منع مزاولة هذه الرياضة في هذا البلد، واصل بعد الأستاذة مثل هي فونغ (1938- 1997) نشاطهم في سرية، فكوّنوا أنفسهم وتلميذاتهم روحيا وتقنيا وفكريا؛ حتى يتمكنوا من مواجهة الصعاب إلى غاية رفع الحظر عنها. وتدريجيا، أصبح الفوفينام رياضة شعبية، وأخذت الفيتنام على عاتقها تعليمه إلى أفراد الشرطة بناحية "سيغون" قبل أن يجتاز الحدود وينتشر عبر العالم في القارات الخمس. وتُعتبر الجزائر واحدة من البلدان المنخرطة في الاتحادية العالمية لهذا التخصص، على غرار الهند، إيران، الفيتنام (البلد الأصل)، أندونيسيا، كومبوديا، لاهوس، روسيا، بيلاروسيا، بولونيا، ألمانيا، بريطانيا، بلجيكا، فرنسا، إسبانيا، إيطاليا، الدنمارك، سويسرا، المغرب، رومانيا، أستراليا، كوت ديفوار والسينغال. وانضوى الفوفينام منذ سنة 2009 تحت لواء الاتحادية العالمية للتخصص بدعم من اللجنة الأولمبية الدولية، وهذا بغرض لمّ شمل أكبر عدد من الأمم عبر شتى بقاع العالم. وعلى غرار الرياضات الأخرى خاصة منها الفنون القتالية، يهدف الفوفينام فيات فوداو إلى تكوين الرجل الحقيقي القوي من الناحية الروحية والجسدية لمجابهة تحديات وعوائق الحياة بشعار: "كن قويا لكي تكون نافعا".