تنظم جامعة الشهيد حمه لخضر بالوادي (كلية العلوم الاجتماعية والإنسانية قسم العلوم الإنسانية) المؤتمر الدولي أبو القاسم سعد الله مؤرخا ومفكرا يومي 13 و 14 ديسمبر المقبل. ويهدف الملتقى إلى التعريف بأعمال أبو القاسم سعد الله وأهميتها، والوقوف عند إسهاماته في كتابة التاريخ الوطني والعربي والعالمي. وكشف المنهج المتبع عنده في الكتابة التاريخية، فضلا عن البحث في الآراء والإضافات الفكرية التي قدمها، إلى جانب تقييم مسيرته العلمية ومدى الاستفادة منها في تطوير البحث التاريخي في الجزائر. وتدور محاور الملتقى في 5 جوانب، الأول عنوانه "أبو القاسم سعد الله شخصيته ومكانته العلمية" والثاني "نظرات ومواقف سعد الله من قضايا العصر"، والمحور الثالث حول "الكتابة التاريخية عند أبو القاسم سعد الله: القضايا والمنهج"، أما المحور الرابع، سيتطرق لموضوع "رؤية أبو القاسم سعد الله لقضايا الهوية والثوابت الوطنية والمسألة الثقافية"، والمحور الأخير سيتناول فكرة "التراث الأدبي والترجمة لدى أبو القاسم سعد الله". ويعتبر أبو القاسم سعد الله (1930-2013) رحمة الله شيخ المؤرخين الجزائريين، وأبرز رواد المدرسة التاريخية الجزائرية، وأحد أعمدة الفكر في الجزائر والعالم العربي والإسلامي الذين كوّنوا جيلا من الباحثين والمؤرخين في العديد من البلدان، ومن الذين أثروا الكتابة التاريخية والفكرية الجزائرية المعاصرة، بما أنتجه من مؤلفات غزيرة، أرّخت للجزائر في عهود مختلفة، بداية من العصور الإسلامية الزاهرة والفترة العثمانية الحديثة وعهد الاحتلال الفرنسي، سواء كان في تاريخ الحركة الوطنية أو تاريخ الجزائر الثقافي وغيره. وامتد عطاؤه إلى دراسات فكرية وسياسية في تاريخ الجزائر المستقلة. وقد تناول إنتاجه العديد من القضايا والمسائل التاريخية والفكرية المتشعبة ذات الأبعاد الوطنية والعربية والإسلامية والعالمية. لقد عاش الرجل للعلم وبالعلم طيلة حياته، عندما كرس عمره وأفناه في هذا السبيل الشائك، وترك تراثا غزيرا وفكرا مستنيرا، أبقاه حيا بين الدارسين والمؤرخين والمفكرين. فهل كان سعد الله ظاهرة عابرة، لا يمكن تكرارها مستقبلا؟ أم أن الجيل الذي تربى على فكره وشرب من ينبوعه، له القدرة على مواصلة الدرب وتحقيق المزيد، وطرح المؤرخ النموذجي الواعد؟. انطلاقا من هذا، فإن الواجب يحتم علينا دراسة إنتاجه الفكري والتاريخي وتراثه الأدبي، وعرضه في مجال البحث والتقييم للوقوف عند قيمة هذا المؤرخ الرمز، والكشف عن مكانته بين المفكرين في عصره على كل المستويات، وإدراك أهمية كتاباته في إثراء المعرفة الوطنية والعالمية.