كشف وزير الثقافة، السيد عزالدين ميهوبي، أمس السبت، من تيزي وزو، أن مخطط السينما تجري أشغال تحضيره من طرف لجنة وزارية متخصصة، التي ستقدم أرضية لتجديد الفن السابع الوطني، داعيا إلى ضرورة التكوين في مجال السينما لترقية وتنمية السينما الجزائرية وتشجيع هذا الفن لتعود الأعمال السينمائية إلى حياة الجزائريين، كما أيد الوزير فكرة إنشاء صندوق لدعم الأعمال الإبداعية والمواهب السينمائية لترقية وخدمة السينما الجزائرية. وأضاف الوزير خلال إعطاء إشارة انطلاق المهرجان الثقافي الوطني للفيلم الامازيغي في طبعته ال14 بالمسرح الجهوي كاتب ياسين، بحضور كل من الوالي، رئيس المجلس الشعبي الولائي، ومخرجي الأفلام المتنافسة في المهرجان لنيل جائزة "الزيتونة الذهبية"، أننا نريد أن نعمل من السينما فن الذي يدفع الشباب من كتاب السيناريو، المنتجين، المخرجين وغيرهم للعمل أكثر حول ثقافتنا وتاريخنا. وذكر السيد ميهوبي، في سياق متصل، أن قاعتي السينما قد تم إعادة تجديدهما بولاية تيزي وزو وهما قاعة سينماتيك "المونديال سابقا" بعاصمة الولاية والثانية بمدينة عين الحمام، فيما تجري أشغال تهيئة أخرى، مشيرا إلى أن الفيلم الامازيغي يعد عمود السينما الوطنية، حيث يحوز اليوم على مكانة بارزة في الحياة الثقافية الجزائرية، موضحا أن المهرجان مسجل في إطار تنمية وترقية الفن السينمائي الامازيغي، ليأتي في طبعته الجديدة ليؤكد مكانه كحدث محفز في المشهد السينمائي. وقال الوزير إن الطبعة الجديدة للمهرجان لهذه السنة، معززة بالألوان المختلفة، كونها تزامنت مع إحياء الجزائر للذكرى ال60 لاندلاع حرب التحرير المظفرة، مضيفا أن حفل افتتاح المهرجان سجل موقفا هاما خصص لأحداث 17 أكتوبر 1961، وأن هذه الطبعة خاصة بميزتها الوطنية التي تم منحها لوجهتها المنصبة حول السينما الجزائرية، الحافل بالنجاحات، موضحا أن هدف وزارته هو تشجيع كل الفاعلين في قطاع السمعي البصري للمشاركة في ترقية الإنتاج السينمائي الجزائري بالللغات الوطنية وأخرى. وأشار المتحدث إلى أن تيزي وزو تتنفس الثقافة، مذكرا بأسماء وجوه فنية معروفة أمثال اكلي يحياتن، ايدير وغيرهم، معبرا عن أمله في أن تحذوا السينما الامازيغية نفس طريق الفنانين الذين خلدوا أسماءهم في الفن أمثال الحسناوي وغيرهم، مؤكدا على أن السينما الامازيغية تقدم أسماء للسينما الجزائرية التي بدورها تقدم تجارب ناجحة مثل ما هو عليه الحال في فيلم "ماشاهو"، "فاظمة نسومر" وغيرها التي أوضح أنها تتقدم من سنة لأخرى بفضل الدعم المتواصل، قائلا: "سنواصل دعمنا لكل من يقدم عملا جادا وحاملا لفكرة تستحق الدعم، ويتناول التاريخ، الثقافة الرموز وغيرها". كما قال الوزير إن الأفلام المشاركة في المهرجان ستحمل الكثير من الرسائل الثقافية، الاجتماعية، مؤيدا فكرة رئيس المجلس الشعبي الولائي الرامية إلى إنشاء صندوق لدعم الإبداع الخاص بالأعمال الإبداعية والفنية، حيث أن مهام الصندوق هي تشجيع الممثلين والمبدعين من خلال تنظيم دورات تدريبية في الإخراج وغيرها. ودعا السيد ميهوبي كل الفاعلين من شركات اقتصادية، رجال الأعمال إلى دعم ومساندة الثقافة والأعمال الإبداعية، مشيرا إلى أن وزارته ستنظم منتصف شهر نوفمبر "ندوة حول الاستثمار الثقافي "، حيث قال إن كلا من الثقافة والإبداع يدخلان في إطار الخدمة العمومية، مع إقحام التنافس ،قائلا "لا يجب الاعتماد على مؤسسات الدولة فقط لتطوير وتنمية الثقافة، بل يجب أن ندخل مرحلة جديدة يتكفل فيها المجتمع بالحياة الثقافية والأعمال الإبداعية وليس فقط مؤسسات الدولة"، داعيا مسؤولي قطاعه إلى مضاعفة الجهود لإعادة تهيئة قاعات السينما، ومصالحة الجمهور مع الفن السابع وكذا تقوية شبكة القاعات السينمائية من خلال فتح أبوابها قريبا لرواد السينما. ونوه الوزير بأهمية التكوين في مجال الفن السابع، حيث قال إن التكوين مسألة مهمة وأنه لا يمكن إنجاح السينما بدون التكوين في كتابة السيناريو وغيره، مؤكدا على أن وضع مؤسسات القطاع تحت تصرف المنتجين والمخرجين لاستغلالها من أجل التكوين في السينما من أجل ترقية السينما الجزائرية بمختلف لغاتها.