الفنان معطي الحاج أحد نجوم الأغنية الوهرانية، ورث حبه للفن عن والده الذي كان متعدد المواهب، من منشط للأعراس إلى ممثل في المسرح والسينما، غير أن ميوله لغناء الطابع الوهراني ولد، كما يقول، من تأثره منذ صغره بعميد الأغنية الوهرانية المرحوم أحمد وهبي، الذي يعتبره الأب الروحي له ومدرسة قائمة بحد ذاتها، التقياناه مؤخرا، فأبدى ترحيبه بالتحاور بخصوص جديده الفني وواقع الأغنية الوهرانية. ❊ ماهي العلاقة التي كانت تربطك بالفنان المرحوم أحمد وهبي؟ — المرحوم أحمد وهبي كان صديق خالي الذي كان يشتغل خياطا بحي المدينة الجديدة في وهران، وكنت التقي به عنده، وأعتبره مثلي الأعلى ليس في الفن فقط وإنما حتى في شخصيته وطريقة لباسه، كان رحمة الله عليه، فنانا بكل معنى الكلمة. ❊ أغلب مطربي الأغنية الوهرانية لا يعتمدون على فنهم في كسب قوتهم عكس شباب الراي؟ — نعم أكيد، أغلب فنانين الأغنية الوهرانية يشتغلون في مناصب عمل مختلفة ولا يعتمدون على الفن لضمان قوتهم، فمثلا أنا إطار في مديرية الشباب والرياضة، جيل تخرج من مدرسة ألحان وشباب وتربينا على أصوات العملاقة في العالم العربي، وكان همنا الأول هو تقديم فن نظيف، وليس الربح المادي. ❊ ما رأيك في مدرسة ألحان وشباب؟ — تاريخ مدرسة ألحان وشباب يعود إلى سنوات طويلة وتخرج منها أجيال من الفنانين، منهم من وصل إلى العالمية، على غرار الشاب مامي، عندها كان المتسابق يعتمد على موهبته أولا واجتهاده في إثبات فدرته الصوتية، ثم يتقدم لإجراء مسابقة ألحان وشباب التي كانت تنظمها حينها مؤسسة التلفزيون الجزائري، غير أنها حاليا ظهرت بشكل جديد، بحيث أصبحت تتكفل بالمتسابق بشكل أحسن وتصقل موهبته من خلال الفترة التدريبية التي يقضيها بالمدرسة تحت إشراف أساتذة في الموسيقى، لكن المشكل المطروح هو؛ ما مصير هؤلاء الشباب المتخرجين من المدرسة؟ لا ينجح الكل في شق طريقه بالرغم من وجود أصوات قوية وتذهب بعيدا في حال وجدت من يؤمن بموهبتها ويتبناها فنيا. ❊ بالنسبة لطابع الأغنية الوهرانية، هل هناك أصوات شابة تضمن استمراريته؟ — نعم مدينة وهران ولادة، لا تزال تنجب أصواتا شابة تبدع في الطابع الوهراني، وأنا شخصيا أعطي دروسا في الموسيقي بالمركز الثقافي أحمد زبانا بحي سيدي البشير، بلاطو سابقا، لشباب لديهم خامات صوتية رائعة، يؤدون الأغنية الوهرانية، منهم من شارك في مدرسة ألحان وشباب تحصلوا على المرتب الأولى، وأنا أفتخر بهم. أتمنى لو يخصص المعهد البلدي للموسيقى بوهران ورشات لتدريس الأغنية الوهرانية. ❊ في رأيك، ماذا أضاف المهرجان المحلي لموسيقي الأغنية الوهرانية لهذا الطابع الغنائي؟ — أعتقد أن المهرجانات مهمة جدا للفنان والجمهور، ومهرجان الأغنية الوهرانية ساهم على مدى سنوات من تأسيسه في تطوير واستمرارية هذا الطابع الغنائي الأصيل، كما أنه الموعد الوحيد سنويا للقاء فنانين الأغنية الوهرانية بجمهورهم، لكنه في رأيي غير كاف، إذ نحتاج إلى أكثر من مهرجان في السنة. ❊ إلى جانب الغناء، هل لك تجارب في التلحين؟ — نعم عندي تجربة في التلحين، فقد أعجبتني قصيدة للفنان المرحوم الصايم الحاج وقمت بتلحينها بالتعاون مع الملحن توفيق بوملاح، تحمل عنوان "ياولد بويا لا تكون مغرور ليام تدور" سنة 1990، وقد عرفت شهرة كبيرة أنذاك. ❊ كيف ترى مستقبل الأغنية الوهرانية؟ — أنا متفائل جدا بمستقبل الأغنية الوهرانية، هناك جهود للمحافظة عليها وترقيتها من قبل فنانين لهذا الطابع الغنائي العريق، منهم كتاب كلمات وملحنين على غرار هواري الولهاصي، عبد الله بن أحمد وجمال بالدحمة وغيرهم، كما أن وجود عميد والأب الروحي للأغنية الوهرانية بلاوي الهواري بيننا لايزال يمدنا بخبرته التى تمتد لعقود من الزمن، والمطلوب منا أن ننتهز الفرصة لنؤرخ للأغنية الوهرانية، ليس فنيا فقط بل حتى من خلال إصدارات لعمالقة هذا الفن وأفلام تحكي عن مسيرتهم، تبقى للأجيال القادمة. ❊ هل من كلمة أخيرة لجمهورك؟ — الأغنية الوهرانية طابع غنائي جميل قائم بذاته، يحتاج فقط إلى دعم من مختلف الجهات التى لها علاقة بالمحافظة عليه وتطويره، والأمر يحتاج إلى إرادة صادقة وحب لهذا الطابع الغنائي الذي أوصله الفنان الكبير أحمد وهبي إلى قاعة الزينيت بباريس.