أثبت قرار الرئيس الأمريكي جورج بوش القاضي بتخفيض قوات بلاده في العراق في نفس الوقت الذي اتخذ فيه قرارا آخر بإرسال تعزيزات إضافية إلى أفغانستان فشل سياسته الزاعمة بمحاربة الإرهاب الدولي في العالم. فقد كشف الرئيس الأمريكي جورج بوش أمس عن تخفيض القوات الأمريكية المنتشرة في العراق بحوالي 8 آلاف رجل خلال الثلاثي الأول من العام القادم وإرسال 4500 جندي إضافي إلى أفغانستان بحلول شهر جانفي القادم الشهر الذي يغادر فيه البيت الأبيض بصفة رسمية. وقال الرئيس بوش أن التقدم الذي تحقق في العراق سيسمح بسحب نحو 3500 جندي من وحدات الدعم في الأشهر المقبلة وفيلق مارينز بحلول شهر نوفمبر المقبل وفرقة من سلاح القوات البرية شهر فيفري 2009. وأضاف أنه في حال استمر تحسن الأوضاع العسكرية في العراق فإن الجنرال ديفيد بترايوس قائد القوات المتعددة الجنسيات وقادتنا العسكريين يعتقدون أن تخفيضات جديدة ستكون ممكنة خلال النصف الأول من العام القادم. ويبقى سحب 8 آلاف جندي امريكي من العراق عدد عديم القيمة اذا اخذنا بعين الاعتبار عدد القوات الامريكية الامريكية المنتشرة في هذا البلد منذ اكثر من خمس سنوات والتي يقارب تعدادها في الوقت الراهن حوالي 150 ألف جندي. ثم إن الوضع لا يختلف كثيرا سواء في العراق أو أفغانستان باعتبار أن القوات الأمريكية لم تستطع تحقيق أهدافها بعد مرور خمس سنوات من غزوها للعراق وبعد سبع سنوات من احتلالها لأفغانستان والإطاحة بنظام حركة طالبان. للإشارة فإن أمر البت في مستقبل انتشار القوات الأمريكية في العراق وأفغانستان سيترك إلى خليفة الرئيس بوش سواء كان المرشح الجمهوري جون ماكين الذي رحب بهذا القرار أو الديمقراطي باراك اوباما الذي اعتبر التخفيض غير كاف وأنه يترك المشكلة للرئيس المقبل. وقال اوباما أن عدد القوات الأمريكية في أفغانستان غير كاف وتعاني من نقص في الموارد وتواجه تحديات متزايدة بسبب تزايد أعمال العنف المسلحة وهو إقرار علني بفشل الاستراتيجية العسكرية التي تبناها البنتاغون الأمريكي في أفغانستان قبل سبع سنوات وخاصة وان تقارير عسكرية متواترة أكدت جميعها أن حركة طالبان أعادت تكييف قواتها مع الاوضاع واصبحت تقارع قوات الاحتلال المتحالفة بشكل فاجأ الكثير من المتتبعين العسكريين. وقال باراك اوباما أن ما لا يدركه الرئيس بوش وجون ماكين أن الجبهة الأساسية في الحرب ضد الإرهاب لم يكن أبدا العراق وإنما تقع في أفغانستان وباكستان في تأكيد واضح على أن إدارة الرئيس بوش أخطأت في حساباتهما عندما قررت شن مغامرتها غير محسوبة العواقب في العراق. وسارع المرشح الجمهوري جون ماكين للرد على اتهامات منافسه الديمقراطي وقال إن اوباما وبموقفه من الحرب على العراق أكد مرة أخرى انه يريد فقط الانسحاب وليس تحقيق النصر.