عقدت المركزية النقابية أول أمس اجتماعا تنسيقيا لأمناء الاتحادات الولائية والفيدراليات الوطنية، حضره وزير العمل والتشغيل والضمان الاجتماعي السيد محمد الغازي وممثلو الباترونا. وتم خلاله استعراض ومناقشة جملة ما تم تطبيقه من توصيات العقد الاقتصادي والاجتماعي للنمو من طرف مختلف الشركاء، وتجديد المساندة للرئيس عبد العزيز بوتفليقة في مساعي الإصلاحات وتحسين وضعية المواطنين. وقد بدا خلال هذا اللقاء الذي استطاع من خلاله اتحاد العمال أن يجمع كافة إطاراته بممثلي رجال الأعمال ويشرك وزير العمل كممثل للحكومة، أن المركزية النقابية لاتزال القوة الفاعلة في الساحة الاقتصادية والاجتماعية، والوسيط الإيجابي للمّ شمل مختلف الشركاء لمواجهة التحديات، وذلك بفضل القدرة على الإقناع التي اكتسبتها منذ عقود، وقوة الإيمان النابعة من تاريخ الاتحاد. وفي هذا الصدد يعترف سيدي السعيد بأن الثقة والاحترام الكبيرين اللذين يتميز بهما الاتحاد جعلاه ينجح في جمع مختلف الشركاء، مستطردا: "إن هذه الثقة تجعل بعض الأطراف يحاولون كسرها، لكننا جبهة واحدة؛ نحن بُناة وصنّاع ثقة وحوار ولا نستسلم لمن يسب ويتعامل بالعنف.... لأن ذلك لا يفيد شيئا"، مؤكدا أن السلام الفعال هو الحوار الاجتماعي. وعرّج سيدي السعيد على ما تم تحقيقه في مجال تحسين الأجور، مشيرا إلى أن المعدل العام للزيادات في الأجور بلغ 70 بالمائة، ومنه قطاع النسيج الذي ارتفعت الأجور به شهريا بين 4 آلاف 7 آلاف دينار، الميكانيك بين 3 آلاف و5 آلاف دينار، والنشاط الفلاحي ب 4 آلاف دينار، فضلا عن المادة 87 مكرر التي تمخضت عنها زيادات معتبرة ناهزت 200 مليار دينار شهريا. كما شكر سيدي السعيد حضور الوزير، معتبرا إياه من أنشط المناضلين في اتحاد العمال، وأنه مرافق فاعل وفعال فيما يخص الدفاع عن حقوق العمال والدفاع عن الجمهورية. وقدّم له لائحة مساندة للرئيس عبد العزيز بوتفليقة في مسار الإصلاحات، ومنها مراجعة الدستور، مفيدا بأن ذلك نابع عن قناعة - وبالإجماع- من العمال والمتقاعدين منذ 1999 إلى اليوم، لشخص الرئيس نظير مساعدته للعمال وتحسين وضعيتهم الاجتماعية. من جهته، اعترف الوزير محمد الغازي في تدخّل له، بأن الاتحاد يُعد شريكا هاما للوزارة في الحفاظ على مكاسب العمال وتفعيل الضمان الاجتماعي. كما ذكر ممثل الباترونا السيد نايت عبد العزيز أن منظمات رجال الأعمال تساهم إلى جانب المركزية النقابية، في كل المساعي الهادفة إلى المحافظة على الروح الوطنية، قائلا: "مثلما رفعنا التحدي في التسعينات عندما كانت الجزائر في سنوات المأساة، نحن اليوم كلنا معنيون برفع التحدي من أجل تحصين البلاد من الراهن الاقتصادي الصعب". للإشارة، فقد كرّمت المركزية النقابية خلال اللقاء، ممثلي الباترونا وكذا الوزير محمد الغازي، أما إطارات الاتحاد فكرّموا أمينهم العام سيدي السعيد بميدالية ذهبية؛ عرفانا له بنضاله المستميت وجهوده الكبيرة في الميدان.