أكد وزير السكن والعمران، السيد عبد المجيد تبون أن الأرضية التي اختيرت لإنجاز جامع الجزائر مصنفة في المرتبة الثانية بعد الأرضية الصخرية، وهو ما يجعلها قادرة على استيعاب المشروع الكبير خاصة المئذنة التي ستنجز بعلو 265 مترا. وردا على التصريحات التي تناولتها بعض وسائل الإعلام بخصوص عدم تحمل الأرضية ارتفاع المئذنة، أكد تبون أن كل الدراسات التقنية والجيولوجية المعدة من طرف مكاتب دراسات متخصصة والهيئة الوطنية للرقابة التقنية للبنايات تؤكد توفر كل معايير الأمن والسلامة. الزيارة الميدانية التي قادت أمس وزير السكن والعمران إلى مشروع إنجاز جامع الجزائر كانت فرصة لتفنيد كل الادعاءات التي راجت حول مئذنة الجامع التي تعد الأطول في العالم بعلو 265 مترا. وبعين المكان، جدد تبون تأكيده بإنجاز المشروع وفق المقاييس العلمية مع ضمان سلامته في حالة وقوع زلزال، مشيرا إلى أن التجهيزات المستغلة الخاصة بكبح كل أنواع الصدمات تسمح بتخفيف قوة الهزات بنسبة أربع مرات، قائلا: "لن نتخلى عن أي سنتيمتر من المئذنة، وسننجزها وفق المخطط المتفق عليه". وأبرز تبون أن الأشغال تسير اليوم بوتيرة متسارعة مما سمح باستدراك 7 أشهر من الوقت المتأخر في إنجاز المشروع الذي كان من المتوقع استلامه نهاية السنة الجارية، مشيرا على سبيل المثال إلى أن قاعة الصلاة كانت عبارة على أرضية فقط عند تسلم الوزارة الوصاية المشروع والأشغال اليوم تشارف على الانتهاء، في حين تم لغاية اليوم إنجاز 9 طوابق للمئذنة على ارتفاع 72 مترا، وذلك من أصل 43 طابقا، وعليه يقول تبون: "إن كل التوقعات الحالية تؤكد استلام المشروع قبل نهاية 2016، مع العلم أن مواد البناء المستعملة في ورشات الانجاز محلية الصنع على غرار الإسمنت والإسمنت المسلح، في حين تم اللجوء إلى الأسواق الدولية لاقتناء الحديد بمختلف أنواعه". من جهة أخرى، أعلن الوزير عن تنظيم اجتماع خلال الأسابيع القليلة القادمة مع وزارة الشؤون الدينية ومكاتب الدراسات المعنية بإنجاز المشروع قصد الاتفاق على الشكل النهائي للجامع، مع تحديد نوعية الزخرفة والأرضية والرخام، على أن يتم استغلال المواد المصنعة محليا في عملية تزيين كل القاعات خاصة ما تعلق بالبلاط، الرخام ومستلزمات دور المياه. وردا على أسئلة الصحافة بخصوص تصريحات بعض الخبراء حول طريقة إنشاء المئذنة واحتمال سقوطها في حالة وقوع هزة أرضية، أشار تبون إلى أن مثل هذه التصريحات تعود "لمشعوذين، من أصحاب النظرة السوداوية الذين يشككون في كل الانجازات الكبرى وفي كل ما يمثل مفخرة للجزائريين"، مؤكدا أن كل الدراسات والتحاليل أثبتت توافق نوعية الأرضية مع متطلبات المشروع الذي استفاد من إمكانيات لم تخصص لمشروع من قبل. وقصد إبراز التقنيات التي تم استغلالها خلال كل مراحل إنجاز المشروع، تم تنظيم عرض تقني لوسائل الإعلام بحضور كل من المدير العام للهيئة الوطنية للرقابة التقنية للبنايات السيد، محمد شريف، ومدير المركز الوطني للبحث التطبيقي في هندسة الزلازل السيد، محمد بلعزوقي، اللذين أكدا توافق أشغال الانجاز مع قواعد البناء المضاد للزلازل، علما أن الأساسات تم إنجازها على عمق يزيد عن 51 مترا تحت الأرض.