لا يزال العديد من سكان وقاطني عدة أحياء بالخروبة في بلدية المقرية، شرق حسين داي بالجزائر العاصمة، يناشدون السلطات المحلية التدخل العاجل للتكفّل بمشاكلهم وانشغالاتهم التي أرّقت حياتهم الاجتماعية، خاصة في ظل النقص الفادح في المرافق الحضرية وفضاءات الترفيه والتسلية وانعدام النظافة بسبب الانتشار الواسع للأوساخ وتصدع قنوات الصرف الصحي، وهي سلبيات بقيت مطروحة منذ أكثر من سنة، في انتظار حلول نهائية لها. ودعا سكان حي 236 مسكنا اجتماعيا بالخروبة، المسؤولين المحليين إلى ضرورة التكفّل الفعلي بمشاكلهم المطروحة منذ مدة ولم تجد آذانا صاغية إلى حد الساعة، رغم الشكاوى والمراسلات التي رفعوها إلى مصالح البلدية والدائرة قصد البت فيها، لكن دون جدوى، حيث تأتي على رأسها -حسبهم- انعدام المرافق الحضرية كالملاعب الجوارية وأماكن الراحة والترفيه وقضاء أوقات الفراغ بالنسبة للشباب والمراهقين الذين يجدون أنفسهم مضطرين إلى التنقل نحو البلديات المجاورة لممارسة هواياتهم المختلفة. وأشار بعض هؤلاء السكان إلى جملة من الانشغالات الأخرى التي زادت من معاناتهم اليومية دون أن تجد طريقها إلى الحل من قبل مسؤولي المجلس الشعبي البلدي الجديد، رغم وعودهم المتكررة في كل مرة بالتكفّل الحقيقي بهذه الانشغالات، إلا أنه لا حياة لمن تنادي، حيث لم يكلّف المنتخبين المحليين الحاليين أنفسهم حتى عناء التنقل إلى عين المكان للاطلاع على الأوضاع المعيشية المزرية التي تحياها العائلات القاطنة. واشتكى السكان من التصدّع الكبير لقنوات صرف المياه الملوثة التي تآكلت عن آخرها بسبب قدمها وعدم صيانتها واستبدالها منذ عدة سنوات، مما جعل مياه الصرف تتسرب بشكل كبير من هذه القنوات إلى أرصفة الشوارع، وعرقل حركة سير الراجلين، ناهيك عن الروائح الكريهة المنبعثة منها، كما أضافوا أن هذه المياه الملوثة أضحت تهدد المحلات غير المستغلة بأسفل العمارات التي يقطنون بها، وهو ما أصبح يهدد أساسات هذه البنايات ويعرّضها إلى التصدّع أو الانهيار في أي وقت أمام صمت الجهات المسؤولة. كما يعيش سكان حي "فيكو" التابع للخروبة هو الآخر، مشاكل وانشغالات عديدة، أهمها مشكل السكن الذي تتخبّط فيه العديد من العائلات التي لم تستفد بعد من عمليات الترحيل نحو سكنات لائقة محترمة تحفز كرامتهم، خاصة في ظل معاناتهم المستمرة مع الظروف الاجتماعية التي يحيونها على مستوى الحي المذكور. وطالب القاطنون في هذا الإطار، بضرورة تدخل الجهات الأمنية المختصة لتوفير الأمن واستعادة السكينة على مستوى هذا الحي الذي يشهد عدة حالات اعتداء على الأشخاص والممتلكات من قبل منحرفين ومسبوقين قضائيا، بالإضافة إلى تسجيل عدة حالات سطو على المنازل والسيارات، فضلا عن انتشار الاتجار بالممنوعات كالمخدرات والحبوب المهلوسة، مقترحين بإقامة مركز أمني جواري في المنطقة بهدف وضع حد لمختلف أشكال الجريمة المنتشرة بهذا الحي وما جاوره. كما ذكّروا أنهم تقدموا برسالة استعجاليه لمصالح الأمن بغية شرح اقتراحهم هذا. وفي سياق متصل بالموضوع، تشهد طرق الحي من جهة أخرى، حالة تدهور كبيرة بسبب انتشار الحفر والبرك المائية تزامنا مع قرب حلول فص الشتاء والأمطار الأخيرة المتساقطة، مما أثر سلبا على حركة سير المركبات والأطفال المتمدرسين الذين يعانون كثيرا من هذه المسالك التي تستوجب إعادة تهيئة في أقرب وقت.