"الجزائر تعمل" بوابة إلكترونية حديثة النشأة، تسعى إلى توفير فرص العمل للشباب العاطل، مساهمة منها في امتصاص البطالة والقضاء على شبحها، المشروع الذي حدثنا عنه السيد إلياس العمري، منسق برامج المواطنة في شركة "مايكروسوفت" والمساهم في برنامج "الجزائر تعمل"، لنغوص في جوهر هذه الفكرة النيرة، النابذة للكسل والمدعمة للعمل، وندخل المركز الخاص ب"الجزائر تعمل" الذي فتح أبوابه مؤخرا بفضل جهود المبرمجين الجزائريين الأكفاء، ودعم شركات هامة في الإلكترونيات والاتصالات، حبا منها وتطوّعا ضمن المسؤولية الاجتماعية التي تدخل في إطار الواجب اتجاه الجزائر وأبنائها، وبالأخص الشبان الذين ترى بشأنهم هذه الأخيرة أن عليها دعمهم وتسليحهم بالعلم والتكوين في مجالات عديدة وتعليمهم مهارات جديدة، تيسّر له سبل اقتحام عالم الشغل بكل ثقة. ❊ العمل التطوعي جزء هام من اهتمامكم، فما هو حجم دعمكم لهذا المجال؟ — صحيح، فالعمل التطوعي عمل تلقائي من نبع الواجب والإحساس باحتياج الغير إلينا، فمن باب الأخوة نتطوّع لأفراد المجتمع الذي ننتمي إليه، ونتطوّع أيضا من الجانب الإنساني لبلدان عربية وإفريقية مسّها الفقر، وأخرى داهمتها الحروب فشرّدت أهلها، ونساهم بكل ما من شأنه رفع نسبة الحسّ التطوعي، وهذا ما دفعنا إلى فتح أبواب هذا المركز واستقبال جمعيات رائدة في مجال العمل التطوعي، فبالتنسيق مع جمعية "الفنك" النشيطة تطوعيا، المحبة للخير ولأعمال الخير، والتي يرأسها الأخ والصديق عبد الله أميني، نظمنا هذا اللقاء الهام المثمر، إذ يستقبل هذا المركز بدوره شبابا يكونهم وينمي قدراتهم ويفتح لهم أبواب العمل، ويوجههم نحو المهن الملائمة لميولاتهم وقدراتهم وتطلعاتهم. ❊ حرصا منكم على مستقبل الشباب الجزائري، أنشأتم برنامج "الجزائر تعمل" بهدف تقليص نسبة البطالة، فهل من نتيجة؟ — "الجزائر تعمل" هي أوّل بوابة توظيف إقليمية باللغة العربية والفرنسية والإنجليزية، تساعد الشباب الجزائري والمتخرجين من الجامعات وغيرهم من الراكضين وراء فرص العمل على الحصول على الدعم للانتقال إلى عالم الشغل، موفرة موارد وخدمات متنوعة تتراوح بين التوجيه والإرشاد المهني عبر الأنترنت والتعلم الإلكتروني والتوظيف، والتدريب على القيادة لمن يسعى إلى تبني مشاريع رائدة، البوابة مسخّرة من أجل توفير خبرات وفرص عمل، وبالنسبة للنتائج هناك بالفعل ثمار يانعة تطفو على السطح، تنبئ بتحسّن وضعية العديد من الشباب الذين وجدوا أخيرا منصب عمل أو مشروعا غيّر مجرى حياتهم من الركوض والخمول إلى الهمة والنشاط والخروج للحياة العملية بنفسية متفائلة، معطاءة، تساهم في اقتصاد البلاد خاصة في المرحلة الراهنة التي تتطلّب تكاثف كل الجهود، وإظهار قدرات الشباب الجزائري غير المحدودة بهدف الخروج من نفق الأزمة المترصدة. ❊ بصفتكم أيضا المبرمج والمنسق لبرامج المواطنة في شركة لها اسمها في عالم الإلكترونيات وتقنيات الحاسوب، إلى أي مدى يمكن للبرامج التطوعية المقترحة من طرف المؤسسات الكبرى المساهمة في رفع مستوى العمل التطوعي؟ — العمل التطوعي بالنسبة للمؤسسات الكبرى هو مسؤولية اجتماعية تدخل في إطار الواجب، وهذا ما نعمل كمبرمجين على ترسيخه وتعميمه في أكبر الشركات، فالشركات الكبرى لها مداخيل بفضل عامة الناس، وعليه فمن حقّ الفقراء والمحتاجين من العامة أن يحظوا باهتمام الشركات الكبرى التي تتطوّع وتتبرّع بوقتها ومالها وتتنقّل إليهم، لأن تطوعها نابع من نداء الضمير والواجب لا الصدقة الجالبة للأذى... ❊ ما أهم عمل إنساني يندرج في إطار التطوع الذي قمتم به إلى حد الآن؟ — أهم عمل حققناه في مجال التطوع، هو تنقّلنا إلى أفقر الأحياء الجزائرية وتوغّلنا في عمق المدن النائية، ودخولنا إلى المدارس المعزولة لتفقّد أحوال المؤسسات التعليمية هناك، والتي كان يجهل تلاميذها معنى الحاسوب. وكم كانت فرحة الأطفال كبيرة بامتلاك هذه الوسيلة المواكبة للتطور والضرورية للتلاميذ اليوم، نظرا لمساهمتها الكبيرة في تطوير قدرات ومهارات الطفل، بالتالي في نجاحه، فالتعليم والتكوين والاهتمام بالنشء والشباب هو أكثر ما يشغلنا، باعتبار أن هذه الفئة، أي الأطفال، هم مستقبل هذه الأمة، وعليه نعمل أكثر في هذا الجانب من أجل ضمان مستقبل أفضل لأبناء هذا الوطن بالعلم، وهو السلاح الأقوى والأمثل لمواجهة المستقبل. ❊ هل من كلمة أخيرة تتفضلون بها؟ — أولا، أشكركم على تواجدكم ضمننا اليوم من خلال جريدة "المساء" التي لها وزنها، نظرا لمصداقيتها وكفاءة أقلامها، ولعل أهم ما أختم به هو نداء التطوع لكبرى المؤسّسات، بهدف المساهمة الجادة في العمل التطوعي، خاصة ونحن في بداية الأزمة، لنقضي على شبح البؤس والفقر الذي لو تضامنا جميعا لحاربناه إلى الأبد.