قال وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري أمس إن بلاده بصدد التحضير لعقد ندوة دولية حول سوريا في الثامن عشر من الشهر الجاري بمدينة نيويورك، رغم التحفظات التي أبدتها فيدرالية روسيا بشأنها. وشدد كيري على هذه الفكرة ولكنه ربطها بالنتائج التي سينتهي إليها الاجتماع الذي سيضم مختلف أطياف المعارضة السورية اليوم بالعاصمة السعودية الرياض". وكان الأمين العام الأممي بان كي مون، أكد بداية الشهر الجاري على نقل مفاوضات العاصمة النمساوية، فيينا حول الأزمة السورية إلى مقر الأممالمتحدة إلا أن موسكو أبدت تحفظاتها وأكدت أنه من السابق لأوانه إعلان مشاركتها فيها بقناعة أن عقد مؤتمر بهدف عقده فقط لن يغير في الأمر شيئا. وتحتضن العاصمة السعودية اليوم اجتماعا يجمع مختلف أطياف المعارضة بشقيها السياسي والعسكري ضمن مسعى لتوحيد صفوفها من أجل إعداد أرضية مطالب مشتركة يعتمد عليها في المحادثات المستقبلية مع نظام الرئيس السوري بشار الأسد لاحتواء الأزمة السورية. وإلى غاية أمس، لم تعلن أي من مكونات هذه المعارضة مشاركتها في هذا الاجتماع باستثناء ما يعرف بجماعة "جيش الإسلام" التي أكدت في بيان أنها سترسل ممثلين عنها إلى الرياض بالسعودية للمشاركة في هذا الاجتماع وأضافت أن زعيمها زهران العلوش لن يحضر أشغاله. ويعد "جيش الإسلام" أول أطراف المعارضة السورية المسلحة الذي أكدت مشاركتها في هذا الاجتماع الذي يعد الأول من نوعه الذي تحتضنه العاصمة السعودية. وتعتبر هذه الجماعة واحدة من بين أهم المجموعات المسلحة المعارضة للنظام السوري والتي تسيطر على أكبر المناطق بضواحي الغوطة الشرقية التي تعيش يوميا على وقع عمليات قصف مستمرة تنفذها القوات الحكومية. للإشارة، فإن الاجتماع استثني منه المجموعات المصنفة في خانة التنظيمات الإرهابية على غرار تنظيم "الدولة الإسلامية" و«جبهة النصرة"، فرع تنظيم القاعدة في سوريا، كما استثنى أيضا التنظيمات الكردية والقوى الديمقراطية السورية التي تضم المليشيات الكردية والعربية المسيحية. ويأتي عقد هذا الاجتماع ضمن مسعى لتوحيد صفوف المعارضة السورية بشقيها السياسي والعسكري التي لم تتمكن بعد حوالي خمس سنوات من اندلاع الصراع المسلح في سوريا من توحيد صفوفها رغم الدعم الذي تحظى به، ما توصف بالمعارضة المعتدلة من قبل دول عربية وأخرى غربية عارضت بقاء الرئيس الأسد في سدة الحكم وطالبت مرارا برحيله. ولكن التطورات المتسارعة التي يعرفها العالم خاصة في ظل استفحال نشاط تنظيم "الدولة الإسلامية" في العراق والشام والتفجيرات الدامية التي ضربت مؤخرا قلب العاصمة الفرنسية باريس دفع بالدول المناهضة للرئيس الأسد إلى تغيير موقفها من هذا الأخير واعتبار عدوها الأول هو تنظيم "داعش" الذي يتعين محاربته حتى وإن تطلب ذلك التعامل مع الرئيس السوري. ويأتي اجتماع المعارضة السورية بالرياض السعودية على ضوء نتائج الاجتماعات التي عقدتها الدول الكبرى مؤخرا بالعاصمة النمساوية فيينا، وحضرتها عدة دول غربية وخليجية. والتي انتهت إلى قناعة ضرورة فتح باب الحوار مع الرئيس الأسد على الأقل من أجل تحديد معالم المرحلة الانتقالية في سوريا لوقف الاقتتال الدائر في هذا البلد. وفي سياق هذه الحرب المستمرة، أعلن التحالف الدولي ضد "داعش" بقيادة الولاياتالمتحدةالأمريكية عن دراسة التقارير التي تحدثت عن مقتل 26 مدنيا أول أمس في ضربات جوية لطيران التحالف، استهدفت حيا سكنيا بمنطقة الحساكي في شمال شرق البلاد بكل مصداقية. وقال العقيد ستيف ورارون إنه "في كل مرة تصلنا معلومات عن إمكانية سقوط ضحايا مدنيين جراء عمليات القصف التي نشنها نسعى إلى التحقق من صحة هذه المعلومات". وأضاف أنه "في حال التأكد من صحتها، نقوم بفتح تحقيقات في تلك الحوادث ونشر نتائجها للعلن". والحقيقة أن الضربات الجوية التي يشنها سواء التحالف الدولي بقيادة الولاياتالمتحدةالأمريكية أو تلك التي يشنها الطيران الحربي الروسي في سوريا لا يمكن أن لا تخلف خسائر في صفوف المدنيين العزل باعتبار أن المسلحين الذين ينتمون لمجموعات مختلفة يتحصنون داخل المناطق السكنية.